تقارير منوعةالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباءمنوعات

توقف محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا.. وصعود متوقع بالأسعار

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • توقّف محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا قد ينجم عنه ارتفاع صاروخي في الأسعار
  • توقّفات بالجملة في محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا
  • توجّه قوي في أستراليا نحو التخلص من الوقود الأحفوري
  • أستراليا خامس أكبر دولة منتجة للفحم في العالم
  • الحكومة تتطلع لتعزيز سعة الكهرباء النظيفة

توقّع خبراء أن يقود توقّف محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا إلى موجة جديدة من الارتفاعات الحادة بأسعار تلك السلعة الإستراتيجية.

يأتي ذلك في وقت تتجه فيه كبريات شركات إنتاج الفحم بالبلاد إلى غلق محطاتها المُستعمَلة في توليد الكهرباء؛ لكون الفحم أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي.

وتبرز أستراليا خامس أكبر مُنتِج للفحم في العالم، وثاني أكبر دولة مصدِّرة له، كما تمتلك كانبيرا ثالث أكبر احتياطيات من الفحم عالميًا، إذ بلغ إنتاج البلاد في عام 2019 قرابة 75.4 مليون طن من الفحم الأسود، و73.8 مليون طن من الفحم البني، بحسب أرقام رسمية.

وفي هذا الشأن، تعرضت سوق الكهرباء الوطنية في أستراليا لهزة عنيفة في أعقاب سلسلة من التوقفات غير المُخطط لها في محطات توليد الكهرباء بالفحم؛ ما أدى إلى عرقلة سعة التوليد من مصدر الوقود الأحفوري في اثنتين من ولايات سوق الكهرباء الوطنية، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونوميRENEW ECONOMY.

يأتي هذا بينما يحذّر كبار الخبراء في البلاد من موجة ارتفاع أخرى في فواتير أسعار الكهرباء بالنسبة للمستهلكين.

وتعدّ سوق الكهرباء الوطنية في أستراليا واحدة من أكبر أنظمة الكهرباء المتصلة في العالم، وتغطي مساحة قدرها 40 ألف كيلومترًا من خطوط النقل في أستراليا، وتزوّد الكهرباء لنحو 9 ملايين عميل، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة

كما تربط السوق الولايات الـ6 في شرق وجنوب أستراليا، وتغطي قرابة 80% من استهلاك الكهرباء في عموم البلاد.

الوضع في فيكتوريا

في ولاية فيكتوريا، شهدت محطة يالورن باور، المتقادمة المملوكة لشركة إنرجي أستراليا، توقُّفين عن توليد الكهرباء في الوحدتين 4 و3، لكن التوقف كان في الوحدة الأخيرة لمدة وجيزة، وفق ما ذكرته مؤسسة وات كلاريتي.

ومن المُخطط أن تخرج يالورن باور من الخدمة في عام 2028

وقال المسؤول في وات كلاريتي بول ماكاردل: "نلحظ أن الوحدة 3 كانت قد خرجت من الخدمة، وتحاول الدخول في حيز التشغيل مجددًا".

وأوضح ماكاردل: "في الساعات التي تلت ذلك، نجحت الوحدة ذاتها في تعزيز سعتها إلى 240 ميغاواط".

وكان بيان صادر عن إنرجي أستراليا يوم الإثنين 12 يونيو/حزيران (2023) قد ذكر أن الوحدات 1 و2 و3 من محطة يالورن قد دخلت حيز التشغيل -حاليًا-، مضيفًا أن الوحدة 4 متوقفة عن العمل بسبب خضوعها لأعمال الصيانة.

وفي يوم الإثنين نفسه، تلاشت الوحدة 4 من مزيج إنتاج الكهرباء في أستراليا بتمام الساعة 11:30 صباحًا بتوقيت أستراليا.

منجم فحم في أستراليا
منجم فحم في أستراليا - الصورة من فاينانشيال تايمز

وفي ولاية فيكتوريا -أيضًا- توقفت محطة لوي يانغ إيه 2، البالغة سعتها 535 ميغاواط والمملوكة لشركة إيه جي إل إنرجي، عن العمل منتصف ليل الأحد 11 يونيو/حزيران (2023).

يُشار إلى أن الوحدة نفسها من هذه المحطة المتخصصة في توليد الكهرباء بالفحم البني كانت قد عانت من توقُّف مطوّل عن العمل خلال العام الماضي (2022).

ومن المقرر أن تخرج محطة لوي يانغ من الخدمة عام 2235.

توقفات في كوينزلاند

تجلّت مظاهر توقُّف محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا -أيضًا- في ولاية كوينزلاند، إذ توقفت محطة الكهرباء، العاملة بالفحم الأسود كوجان كريك -سعة 750 ميغاواط- التابعة لشركة سي إس إنرجي، عن العمل في تمام الساعة الواحدة مساءً، يوم الإثنين 12 يونيو/حزيران (2023).

وظُهْر الثلاثاء 13 يونيو/حزيران (2023) عادت محطة الكهرباء العاملة بالفحم ميلميران 2 إلى الخدمة بعد توقُّف، وفق ما قالته وات كلاريتي.

ويضاف هذا إلى التوقفات المطولة التي شهدتها محطة الكهرباء العاملة بالفحم "كولايد سي" التي انفجرت قبل عامين، قبل أن تواجه تأخّرات إضافية في العمل بسبب انهيار جزئي في واحد من أبراج التبريد.

ومن غير المتوقع أن تعود الوحدتان في المحطة إلى العمل كاملًا لمدة عام آخر.

أسعار كهرباء صاروخية

تسببت تلك التوقفات في محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا بموجة من الارتفاعات في أسعار الكهرباء في ولاية نيو ساوث ويلز وكوينزلاند.

وتفاقمت الفروق السعرية بين الولايات الشمالية التي يهيمن عليها استعمال الفحم في توليد الكهرباء ونظيرتها الجنوبية التي تستعمل مصادر الطاقة المتجددة، بفعل القيود المفروضة على الشبكة.

وأصبحت محطات توليد الفحم بالكهرباء في أستراليا عُرضة لضغوط شديدة مؤخًرًا، بسبب عجزها عن مواكبة مصادر الطاقة المتجددة، رغم أن أستراليا واحدة من أكبر دول العالم إنتاجًا للفحم.

الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يبيّن القدرات الكهربائية المنتَجة من المصادر المختلفة في أستراليا عام 2020:

الكهرباء المنتجة من مصادر الوقود المختلفة في أستراليا

إغلاق محطات الفحم

يبرز توجُّه قوي نحو التخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا، في إطار خطة تستهدف تبنّي مصادر الوقود النظيف ورفع حصتها في مزيج الطاقة الوطني.

ففي سبتمبر/أيلول (2022)، أعلنت ولاية كوينزلاند، التي تتصدر قائمة الولايات الأسترالية الأكثر إنتاجًا للفحم، أنها ستنهي اعتمادها على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم بحلول عام 2035، قائلة، إنها تعتزم سدّ 80% من احتياجاتها من تلك السلعة الإستراتيجية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول ذلك الوقت.

وخلال العام قبل الماضي (2021)، اعتمدت كوينزلاند على الفحم الحراري لتغطية 65% من احتياجاتها من الكهرباء.

وعلى مستوى المؤسسات، كشفت شركة (إيه جي إل إنرجي)، المتخصصة في إنتاج الطاقة، نيّتها التوقف عن استعمال محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا في عام 2035.

وأوضحت الشركة أنها ستغلق محطة الطاقة "لونغ يانغ" بحلول عام 2035، التي تولّد 30% من احتياجات الكهرباء في ولاية "فيكتوريا" التي تعتمد على محطات الفحم بتوليد 63% من احتياجاتها من الكهرباء.

تعزيز السعة لا مفر منه

في الوقت الذي تتطلع فيه الحكومة الأسترالية إلى توليد نحو 80% من الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، يقول الخبراء، إن بناء المزيد من قدرات توليد الطاقة المتجددة أمر لا غنى عنه لضمان حدوث تحوّل طاقة سلس.

وإذا أُغلقت محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا قبل بناء أصول جديدة وتشغيلها، فسوف تشهد أسعار الكهرباء مزيدًا من الارتفاع.

وفي هذا الصدد سيتسبب إغلاق محطات الفحم زيادة في أسعار فواتير الكهرباء بالنسبة للمستهلك بنسبة تتراوح بين 35% و38%، وفق توقعات شركات الطاقة الكبرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق