طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

خبير سعودي: مشروعات الوقود الحيوي في الشرق الأوسط لم تتجاوز التخطيط

داليا الهمشري

اقرأ في هذا المقال

  • مشروعات الوقود الحيوي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • هناك مشروعات طموحة بقطاع الوقود الحيوي في الشرق الأوسط
  • مصر واليمن والعراق وسوريا والأردن من أهم دول الشرق الأوسط في إنتاج الوقود الحيوي
  • نمو قطاع الوقود الحيوي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية يحتاج إلى توفر مقومات بكميات كافية تجاريًا

ما يزال انتشار الوقود الحيوي في الشرق الأوسط بمثابة مصدر للطاقة المتجددة يواجه عددًا من العقبات والتحديات، أبرزها الافتقار إلى اللوائح والتشريعات والقصور في استعمال التقنيات المُتطورة، ونقص البنية التحتية المطلوبة لنقل الطاقة وتوزيعها، وفقًا للتقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية العام الماضي (2022).

وكشفت بيانات صادرة عن مؤسسة "بلوغينغ هاب"، ومقرّها الهند، في سبتمبر/أيلول 2022 "أن ‏منطقة الشرق الأوسط تولّد نحو 200 مليون طن من ‏النفايات الصلبة سنويًا" موضحة أن 50% من هذه ‏النفايات عضوي، غالبيته ينتهي في مقالب القمامة والمكبات ‏دون معالجة.

وأكّد خبير الطاقة الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الطاقات العالمية محمد الغزال -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن مشروعات الوقود الحيوي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما تزال "بِكرًا"، لافتًا إلى أن الإنتاج الزراعي يحظى بالاهتمام الأكبر.

مشروعات طموحة

أشار الغزال إلى أن هناك مشروعات طموحة في قطاع الوقود الحيوي في الشرق الأوسط، ولكنها ما تزال في طور التخطيط أو الإنشاء.

وأوضح أن نمو قطاع الوقود الحيوي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية يحتاج إلى توافر مقومات بكميات كافية تجاريًا، مُرجعًا نجاح البرازيل في تجربة الوقود الحيوي إلى ضخامة إنتاج الذرة وقصب السكر.

ويُعدّ الوقود الحيوي المُستمد من المخلّفات النباتية والحيوانية من مصادر ⁧‫الطاقة المتجددة⁩ التي تُستعمَل في تطبيقات النقل والتدفئة وتوليد الكهرباء، ومن أبرز الأمثلة على الوقود الحيوي إنتاج الإيثانول من ⁧‫النباتات⁩ السليلوزية مثل قصب السكر والذرة.

وينتج غاز الميثان عن طريق التخمر البكتيري لفضلات الحيوانات -أساسًا- في عملية خالية من الأكسجين، تسمى الهضم اللاهوائي.

ولفت الغزال إلى أن ما يميز الوقود الحيوي عن النفط أو الفحم -رغم أن جميعها من بقايا نباتية وحيوانية- كون النفط يحتاج إلى ملايين السنين ليتجدد؛ لذلك يُعدّ مصدرًا غير متجدد للطاقة، بينما يتطلب الوقود الحيوي عشرات او مئات السنين فقط ليتجدد؛ فيُعدّ لذلك مصدرًا متجددًا للطاقة.

خبير الطاقة الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الطاقات العالمية محمد الغزال
خبير الطاقة الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الطاقات العالمية محمد الغزال

الدول الرئيسة

سلّط خبير الطاقة السعودي الضوء على أهم الدول الرئيسة بإنتاج الوقود الحيوي في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن مصر واليمن والعراق وسوريا والأردن في مقدّمتها.

وأوضح الغزال أن طاقة الكتلة الحيوية قد استُعمِلَت على نطاق واسع في المناطق الريفية لأغراض توليد الطاقة على المستوى المحلي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في مصر واليمن والأردن.

وأرجع ذلك إلى أن إمكانات طاقة الكتلة الحيوية تسهم أساسًا في استغلال النفايات الصلبة والمخلّفات الزراعية والنفايات الصناعية.

وأفاد الغزال أن التقديرات تشير إلى أن إمكانات توليد الكهرباء من الوقود الحيوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبلغ نحو 400 تيراواط ساعة سنويًا.

وأكد أن النفايات الصلبة البلدية تمثّل أفضل مصدر للكتلة الحيوية في دول الشرق الأوسط.

ويُقدَّر إجمالي كمية النفايات الحضرية المُنتجة في دول الشرق الأوسط بأكثر من 150 مليون طن سنويًا.

تطوير طاقة الكتلة الحيوية

قال خبير الطاقة السعودي الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الطاقات العالمية -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن صناعة تجهيز الأغذية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُنتج عددًا كبيرًا من المخلّفات العضوية والمنتجات الثانوية التي يمكن استعمالها بصفة مصادر طاقة الكتلة الحيوية.

وشهدت العقود الأخيرة ازدهارًا كبيرًا في صناعة تجهيز الأغذية والمشروبات بشكل ملحوظ في البلدان الرئيسة في المنطقة، إذ أدى الإنتاج الزراعي المتزايد منذ أوائل التسعينيات إلى زيادة تعليب الفاكهة والخضروات والعصائر والمشروبات ومعالجة الزيوت في بلدان مثل مصر وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية.

ولفت الغزال إلى أن قطاع الثروة الحيوانية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا سيما الأغنام والماعز والإبل، يؤدّي دورًا مهمًا في الاقتصاد الوطني للبلدان المعنية، كما شهدت المنطقة نموًا سريعًا للغاية في قطاع الدواجن، ومن ثم يمكن تسخير إمكانات الغاز الحيوي من روث الحيوانات على نطاق صغير ومجتمعي.

وأكد الغزال أن منطقة الشرق الأوسط مهيّأة بشكل جيد لتطوير طاقة الكتلة الحيوية، في ظل ما تتمتع به من إمكانات هائلة على صورة نفايات صلبة محلية، ومخلّفات المحاصيل، ونفايات الصناعات الزراعية.

وأوضح أن تقنيات الكتلة الحيوية المتقدمة يمكن أن تسهم في التخلص الآمن من النفايات الصلبة والسائلة، كما يمكن الاستفادة منها في توليد الحرارة والطاقة والوقود، مع ضمان خفض الآثار البيئية الضارة الناجمة عن مجموعة واسعة من النفايات.

أحد معامل إنتاج الوقود الحيوي في البرازيل
أحد معامل إنتاج الوقود الحيوي في البرازيل

التجارب العالمية

أكد خبير الطاقة السعودي -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الاعتماد العالمي لتقنيات الغاز الحيوي يُعدّ فرصة متعددة الأوجه لإنتاج طاقة نظيفة ومتجددة مع حل المشكلات العالمية المتعلقة بالتنمية والصحة العامة والنمو الاقتصادي.

وأفاد أن أكبر مصنع للهضم اللاهوائي في العالم يوجد بمدينة بنكون في ألمانيا على مساحة 15 هكتار بقدرة إنتاجية تبلغ 20 ميغاواط، ويعتمد على جمع السماد الحيواني، وتخميره بالبكتيريا في غياب الأكسجين.

كما سلّط الضوء على أن الولايات المتحدة تُعدّ أكبر مُنتج للإيثانول في العالم، لافتًا إلى أنها أنتجت أكثر من 15 مليار غالون في عام 2021.

وقال، إن الولايات المتحدة والبرازيل تُنتجان معًا نحو 82% من الإيثانول في العالم، وتُنتَج الغالبية العظمى من الإيثانول الأميركي من الذرة، بينما تستعمل البرازيل قصب السكر أساسًا.

وأشار الغزال إلى أن إنتاج نباتات سيليزية بكميات أكبر وتخميرها لإنتاج الإثيلين يمثّل خطوة أولى بتطور الطاقة الحيوية في المنطقة مثل إنتاج قصب السكر في مصر.

التقنيات المتاحة

أشار خبير الطاقة السعودي محمد الغزال إلى وجود عدّة أنواع من تقنيات التحويل المتاحة حاليًا، والتي قد ينتج عنها طاقة محددة ومنتجات متجددة محتملة، ومنها التحويل الحراري، وهو استعمال الحرارة، مع وجود الأكسجين أو دونه، لتحويل الكتلة الحيوية إلى أشكال أخرى من الطاقة والمنتجات، وتشمل هذه التقنية الاحتراق المباشر، والانحلال الحراري، والعسر الحراري.

وتعتمد تقنية الاحتراق على حرق الكتلة الحيوية في وجود الأكسجين، وتُستعمَل الحرارة المُهدرة في الماء الساخن أو مع غلاية تسخين النفايات في تشغيل التوربينات البخارية لإنتاج الكهرباء.

ويمكن -أيضًا- استعمال الكتلة الحيوية في تشغيل محطات الطاقة الحالية التي تعمل بالوقود الأحفوري.

بينما يقوم الانحلال الحراري على تحويل المواد الأولية للكتلة الحيوية تحت درجة حرارة مضبوطة وغياب الأكسجين إلى غاز وزيت وفحم حيوي للاستعمال في تشغيل المولد، كما يمكن لبعض التقنيات أن تصنع الديزل والمواد الكيميائية من الغازات.

وتشبه تقنية التفحيم أو العسر الحراري تقنية الانحلال الحراري، ولكنها تعمل تحت درجة حرارة أقلّ، ويكون المنتج النهائي عبارة عن وقود صلب كثيف الطاقة يشار إليه -غالبًا- باسم "الفحم الحيوي".

بينما يُشار -عادة- إلى التحويل الكيميائي الحراري "بالتغويز"، وتستعمل هذه التقنية درجات حرارة عالية لإجراء احتراق جزئي متحكم به لتكوين غاز وفحم منتِج متبوعًا بالاختزال الكيميائي.

ومن الاستعمالات الرئيسة للكتلة الحيوية استعمال المخلّفات الزراعية باستعمال توربينات الغاز، بينما تشمل الاستعمالات المتقدمة إنتاج الديزل ووقود الطائرات والكيماويات.

بينما يتضمن التحويل الكيميائي الحيوي استعمال الإنزيمات والبكتيريا أو الميكروبات الأخرى لتفكيك الكتلة الحيوية إلى سوائل ومواد أولية غازية، ويشمل الهضم اللاهوائي والتخمير.

ويمكن تحويل هذه المواد الأولية إلى طاقة ووقود للنقل ومواد كيميائية متجددة.

ويتضمن التحويل الكيميائي استعمال العوامل الكيميائية لتحويل الكتلة الحيوية إلى وقود سائل يُحوَّل في الغالب إلى الديزل الحيوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق