التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الفحم الحيوي.. هكذا تشارك "الشوكولاتة" في محاربة تغير المناخ (تقرير)

أحمد بدر

بينما يستمتع الكثيرون حول العالم بالـ"شوكولاتة"، لا يدور بخلد أحد أن صناعتها يمكن أن تنتج الفحم الحيوي، الذي يكافح تغير المناخ، ويسهم بدور كبير في تحقيق الحياد الكربوني، ومحاربة الكابوس الذي يؤرق الكثير من الدول ويدفعها إلى تشديد إجراءاتها والاجتماع سنويًا للاتفاق على خطوات مناسبة للحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض، والعودة إلى مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وتكشف دراسة حديثة مساهمةَ الشوكولاتة، وتحديدًا حبوب الكاكاو التي تصنع منها هذه المادة، في مكافحة ظواهر تغير المناخ، بعد طحنها وإنتاج مسحوق أسود منها يسمى "بايوشار"، وفق تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويَنتُج عن حرق حبوب الكاكاو مادة "الفحم الحيوي"، التي تأتي بعد تسخين قشور الحبوب عند 600 درجة مئوية، داخل غرفة تخلو من الأكسجين، إذ إن هذه العملية يمكنها حبس غازات الدفيئة، مع إمكان استعمال المنتج في صورته النهائية بصفته سمادًا، ويمكن أن يدخل في صناعة الخرسانة صديقة البيئة.

مكافحة تغير المناخ

يرى الخبراء أن هذه التقنية يمكنها أن تتحول إلى طريقة مبتكرة لإزالة الكربون من الغلاف الجوي والمساهمة بقوة في مكافحة تغير المناخ، على الرغم من أن "البايوشار" أو الفحم الحيوي ما زال وقودًا ناشئًا حتى الآن.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سيركلر كاربون" بيك ستينلوند، وهي الشركة التي تدير مصنع إنتاج الفحم الحيوي في هامبورغ، إن شركته تعكس دورة الكربون، إذ يتسلّم المصنع قشور الكاكاو المستعملة من مصنع شوكولاتة مجاور، من خلال شبكة أنابيب رمادية.

الرئيس التنفيذي لشركة"سيركلر كاربون، بيك ستينلوند
الرئيس التنفيذي لشركة "سيركلر كاربون" بيك ستينلوند - الصورة من الوكالة الفرنسية

وأضاف: "تعمل مادة البايوشار على حبس الانبعاثات الكربونية الموجودة في القشور، بعملية يمكن استعمالها لنباتات أخرى"، موضحًا أنه في حالة إتلاف قشور الكاكاو، ستنتج انبعاثات في الغلاف الجوي، ولكن هذه العملية تحبس الكربون في الفحم الحيوي لأوقات طويلة، قد تمتد لعدّة قرون.

وأيّد عالم البيئة في معهد "أوني لا سال" الفرنسي ديفيد أوبن، الاتجاه نفسه، إذ أوضح أن طنًا واحدًا من الفحم الحيوي يمكنه تخزين ما بين 2.5 و3 أطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون، وفق تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس"، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ولكن الخبراء قد أجمعوا في الوقت نفسه على أن التوسع في استعمال هذه المادة ما زال يواجه تحديات، رغم أن تقريرًا سابقًا أشار إلى أن "البايوشار" يمكن استعماله في احتجاز 2.6 مليار طن، من 40 مليار طن من الانبعاثات الكربونية تُنتَج سنويًا، وفق ما جاء في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة.

استعمالات الفحم الحيوي

استعمل السكان الأصليون للأميركتين مادة البايوشار بصفتها سمادًا في السابق، قبل أن يعاد اكتشافه في القرن الـ20، من جانب علماء توصّلوا إلى أن تركيبه الشبيه بالإسفنج يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية، إذ يعمل على زيادة امتصاص التربة للماء والعناصر الأخرى.

وينتج المصنع الواقع في هامبورغ نحو 3 آلاف و500 طن سنويًا من الفحم الحيوي، ونحو 20 ميغاواط/ساعة من الغاز، وذلك عن طريق حرق 10 آلاف طن من قشور الكاكاو، ولكن طريقه الإنتاج نفسه ما زالت دون مستوى رغبات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي.

ويقول عالم البيئة في معهد "أوني لا سال" الفرنسي ديفيد أوبن، إن هناك ضرورة لتقليص مسافات التنقل، وذلك لضمان تخزين النظام كمية من الكربون أكبر مما يُنتَج حاليًا، لا سيما أن أنواع التربة تتباين في تكيّفها مع الفحم الحيوي.

حبوب الكاكاو
حبوب الكاكاو - الصورة من الوكالة الفرنسية

ولفت إلى أن استعمال البايوشار في صورة سماد يعمل بفعالية كبيرة في المناطق ذات المناخ الاستوائي، إلّا أن المواد الخام اللازمة لإنتاجه لا توجد في جميع هذه المناطق، كما أن تكلفته باهظة، إذ تصل إلى 1070 دولارًا للطن الواحد، وهو ما يتجاوز قدرات المزارع العادي.

يشار إلى أن الشركة المنتجة لمادة الفحم الحيوي، توصلت إلى فكرة تعزز أرباحها من هذا المنتج، وهي بيع شهادات كربون للشركات الساعية لموازنة انبعاثاتها، لا سيما مع تزايد إدراجه بنظام شهادات الكربون في أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق