التقاريرتقارير النفطتقارير منوعةرئيسيةسلايدر الرئيسيةمنوعاتنفط

النفط على مائدة الطعام.. هكذا نأكل مشتقاته ونشربها (صور)

أحمد بدر

يربط كثيرون بين ارتفاع أسعار النفط الخام وأزمات أخرى، مثل النقل والصناعات والخدمات، ولكنّ قليلين هم من يعلمون أن مائدة طعامهم تتأثر بغياب بعض المشتقات، التي تدخل بشكل مباشر في المنتجات الغذائية.

وتدخل المشتقات في كثير من المنتجات الغذائية، ليس في صورة خدمات لهذه الصناعة فحسب، بل أيضًا في صورة مواد تضاف على الأغذية مباشرةً لحفظها وإطالة عمرها، ما يجعلها قابلة للأكل والهضم دون أضرار.

لذلك تتأثر أسعار الطعام بارتفاع أسعار الخام العالمي، وفق ما نشر موقع "غلوبال أجريكالشر" العالمي.

وشهدت أسعار النفط الخام حالة من الارتباك خلال الأشهر الماضية، التي تلت الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022)، إذ ارتفعت خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان إلى نحو 140 دولارًا، قبل أن تتراجع إلى حدود 90 دولارًا للبرميل لاحقًا، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

منتجات النفط قابلة للأكل

يدخل النفط الخام في صناعة المواد الغذائية، إذ تضاف مشتقاته إليها لتصبح قابلة للتناول، وذلك نظرًا لتمتُّعه بميزة غير تنافسية، وهي أنه لا يفسد، لذلك يمكن استخدامه لجعل الأغذية أطول عمرًا وأكثر قابلية للحفظ عن المعدلات الطبيعية.

ومن أبرز المنتجات التي تدخل في الأغذية هي الزيوت المعدنية، التي تدخل في صناعة المخبوزات المبيعة في المحالّ الكبرى، والتي تكون صلاحيتها أطول، مثل البسكويت والخبز و-أيضًا- البيتزا والمعجنات القابلة للحشو، مثل الكرواسون.

النفط على مائدة الطعام
البيتزا والمعجنات تستعمل الزيوت المعدنية لإطالة عمرها - الصورة من موقع "بنترست"

كما تدخل بعض مشتقات النفط الخام في صناعة الشيكولاتة، وهي شمع البرافين، الذي يمنحها القوام المتماسك الذي يتيح للمصانع تشكيلها والاحتفاظ بشكلها داخل العبوات دون تغيير، بداية من عملية التصنيع، حتى تصل إلى أيدي المستهلكين.

ويسهم شمع البرافين -أيضًا- في حفظ الفواكه والخضروات والحبوب، إذ يمكن أن يضاف إليها لتشكيل طبقة عازلة شمعية خفيفة لا طعم ولا لون لها، ولكنها لامعة، لحفظها من عوامل الجو المختلفة، ومن ثم تقليل فُرص تَعرُّضها للتلف.

النفط على مائدة الطعام
أبرز استخدامات النفط.. شمع البرافين يُستعمَل في حفظ الخضروات والفواكه والحبوب من التلف - الصورة من موقع "بنترست"

بالإضافة لذلك، تدخل بعض مشتقات النفط الخام في صناعة أصباغ الطعام، وهي معتمَدة من جانب المنظمات الصحية العالمية والجهات الرقابية المسؤولة عن الأغذية، بكميات محددة لا تسبّب أضرارًا للبشر، لا سيما أنها تدخل في صناعات الحلوى واللحوم المصنّعة.

وأيضًا هناك "الهلام"، وهو مادة جلاتينية لينة من الكيماويات تدخل في كثير من الصناعات الغذائية، مثل الحلوى الهلامية "الجيلي" والعلكة "اللبان"، وكذلك يمكن استخدامها في وصفات الطعام المنزلية التي تحتاج قوامًا لينًا، إذ تباع لدى أغلب محالّ "السوبر ماركت" لهذا الغرض.

وسبق أن استغلّ بعض العلماء النفط في إنتاج نوع من البروتين، عبارة عن لحوم مصنّعة، لها قوام وصفات اللحوم الطبيعية نفسه، وقيمتها الغذائية نفسها، ولكن هذه اللحوم لم تلقَ رواجًا نظرًا لخوف الناس منها، وفق ما كتبت خبيرة الأغذية والصحة الدكتورة هيا الجوهر، في صحيفة "الاقتصادية" السعودية.

ومثلما يدخل النفط في تصنيع بعض أنواع الطعام، فهو يُستَعمَل في إنتاج بعض أنواع المواد الحافظة التي تضاف للعصائر والمشروبات المنتَجة من الفواكه، والتي قد تصل صلاحيتها بفضله إلى نحو 3 أو 6 أشهر، وهي مواد تثير الجدل، إذ تهاجمها تقارير بصفتها من المصادر غير الآمنة لصحّة الإنسان.

النفط في الزراعة وإنتاج الأغذية

بالإضافة إلى إسهام مشتقات النفط الخام في الأغذية، فهي عنصر رئيس في عمليات إنتاجها، بداية من الزراعة، ثم التصنيع والمرور بسلاسل التوريد، حتى تصل إلى أيدي المستهلكين، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتُستَعمَل كميات ضخمة من الخام -وأيضًا الغاز الطبيعي- في إنتاج الأسمدة الجافة والسائلة، التي تدخل بزراعة الخضروات والفواكه والحبوب، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية التي تحميها من التلف، وفق ما نشر موقع "ساينتفيك أميركان" (Scientific American) العلمي.

النفط على مائدة الطعام
النفط والغاز يدخلان في تصنيع الأسمدة اللازمة للزراعة - الصورة من "إنرجي مونيتور"

ويعدّ إنتاج رغيف واحد من الخبز دليلًا على الكم الكبير من المشتقات التي تُستَعمَل فيه، بداية من مرحلة إنتاج الأسمدة لزراعة القمح، والمبيدات لحمايته من الحشرات المتلفة للمحاصيل، ثم تنقيته بواسطة ماكينات تعمل بالبنزين أو الديزل، ونقله بمركبات تستعمل الوقود نفسه، ثم طحنه وخبزه في مخابز تستعمل الوقود.

وبجانب هذه الأمور، يدخل البلاستيك -وهو أحد المشتقات النفطية المهمة في الخدمات الجانبية للأغذية- في عمليات التغليف؛ نظرًا لقوة تحمّله وقلّة سعره مقارنة بأنواع أخرى من المغلفات مثل الورق المقوى، كما يدخل في تعبئة المياه والعصائر وغيرها من المشروبات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق