التقاريرأنسيات الطاقةتقارير النفطتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعاتنفط

أمين عام جيبكا يتحدث عن تاريخ صناعة الكيماويات والبتروكيماويات في الخليج (تقرير)

أحمد بدر

قال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، جيبكا، الدكتور عبدالوهاب السعدون، إن هناك لبسًا يحدث عند الحديث عن صناعة البتروكيماويات وصناعة الكيماويات.

وأوضح السعدون أن صناعة الكيماويات انطلقت في أوروبا في النصف الثاني من القرن 18، إذ أُنتِجت تقنية لتطوير حمض الكبريتيك في بريطانيا، وبعدها مباشرة طُوِّرَت تقنية لإنتاج الصودا الكاوية "كربونات الصوديوم"، المستخدمة في صناعة المنظفات والزجاج والورق، لتصبح بريطانيا رائدة في صناعة هذه المادة.

وأضاف: "هذه التقنية كانت تنتج انبعاثات غازية حمضية، لها تأثيرات بيئية سيئة، ووقتها صدر في إنجلترا أول تشريع بيئي تحت مسمى (التشريع القاعدي)، ودفعت هذه الانبعاثات إلى تطوير تقنية منافسة أثرها البيئي أقلّ".

جاء ذلك خلال مشاركة السعدون ببرنامج "أنسيات الطاقة" في تويتر، الذي يقدّمه ويحاور فيه مستشار تحرير منصة الطاقة خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي، في حلقة بعنوان "مستقبل صناعة البتروكيماويات الخليجية في ظل العوامل المناخية والسياسية".

الحرب العالمية والكيماويات في أوروبا

قال أمين عامّ الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، إن الحرب العالمية الأولى كانت لها تأثير كبير في صناعة الكيماويات، إذ إن أوروبا كانت مسرحًا لهذه الحرب، وهو ما مهّد لصعود ألمانيا وهيمنتها على هذه الصناعة، بسبب حاجتها لكثير من المنتجات للاستخدام الحربي، أو لتغطية قطاع الواردات من الخارج.

ولفت إلى أن الفارق بين الكيماويات والبتروكيماويات هو أن الكيماويات هي المواد المنتجة باستخدام الفحم الحجري بصورة أساسية، خاصة في أوروبا في ذلك الوقت، بينما المصادر الطبيعية مثل قصب السكر والذرة كانت تُستخدم بصورة أقلّ بكثير لإنتاج الميثانول.

وتابع أمين عام جيبكا: "لأن الحاجة أمّ الاختراع، خلال مدة الحرب كانت ألمانيا في حاجة إلى وقود سائل لتسيير الآليات والعجلات والدبابات، ولأن الفحم الحجري لا يصلح للاستخدام في هذه المركبات، طُوِّرَت تقنية رائدة في ذلك الوقت، وهي تقنية "فيشر-تروبس Fischer-Tropsch"، والتي سمحت بتحويل الفحم الحجري إلى ديزل".

وأشار السعدون إلى استخدام هذه التقنية أيضًا في جنوب أفريقيا خلال مدة "الأبارتهايد" أو النظام العنصري الذي كان يحكم البلاد، وهي تُستخدم حاليًا في دولة قطر لإنتاج الديزل، من خلال شركة مشتركة بين شركة "رويال شل" وشركة "قطر للبترول"، في مشروع يسمى "اللؤلؤة"، والذي يحوّل الغاز إلى منتجات سائلة.

نشأة مصطلح البتروكيماويات

الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات جيبكا
إحدى منشآت صناعة البتروكيماويات في السعودية - الصورة من منصة "ماركوبوليس"

في بدايات القرن الـ20، انتقل مركز ثقل هذه الصناعة من أوروبا إلى الولايات المتحدة، مع إنتاج النفط والغاز، وتطوير تقنيات استخدام الغاز والمشتقات النفطية بصفتها مدخلات للإنتاج وتصنيع الكيماويات، ومن هذا المنطلق نشأ مصطلح "البتروكيماويات" عام 1940، وفق السعدون.

وأوضح أمين عام جيبكا، أنه منذ ذلك الحين، حدث تسارع كبير في وتيرة تحوّل شركات الكيماويات إلى المشتقات النفطية، حتى في أوروبا، لافتًا إلى أن أدوات الإنتاج التي تستخدم المشتقات النفطية تمتاز عن تلك التي تستخدم الفحم الحجري بأنها سهلة في عملية التشغيل والصيانة، كما أن كفاءتها أعلى.

وأضاف: "الأمر الثاني الذي حدث وكان له أثر في انتشار هذا المصطلح، هو التوسع بإنتاج المشتقات النفطية بصفتها مدخلات لإنتاج البتروكيماويات وتطوير تقنيات تكرير النفط، إذ طورت كثير من الشركات تقنيات لعمليات التكرير، لإنتاج مدخلات مثل النافثا".

وتابع: "البتروكيماويات هي المنتجات التي يكون العمود الفقري فيها هو ذرّات الكربون والهيدروجين، وهي أساس المشتقات النفطية، بينما الكيماويات -وخاصة المنتجات العضوية- يدخل فيها النيتروجين أو الكبريت".

صناعة البتروكيماويات في الخليج

قال أمين عامّ الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، الدكتور عبدالوهاب السعدون، إن صناعة البتروكيماويات في الخليج جاءت في منتصف ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا في دولة الكويت، إذ كان التركيز على إنتاج الأمونيا واليوريا من جانب شركة الكيماويات البترولية عام 1965.

وأشار إلى أنه في وقت لاحق، حدثت شراكة في المملكة العربية السعودية بين شركة "بترومين"، وهي شركة حكومية تأسست عام 1962، وشركة "أوكسيدينتال" الأميركية لإنتاج الأمونيا واليوريا في مدينة الدمام، وبناءً على هذه الشراكة تأسست شركة "سافكو" لإنتاج الأسمدة النيتروجينية.

الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات جيبكا
أحد مشروعات البتروكيماويات التابعة لشركة سابك السعودية - الصورة من موقع الشركة

وأوضح أمين عام جيبكا، أن هذا المشروع شهد تعثرًا كبيرًا، بسبب أخطاء في التصميم، إذ إن الشركة الأميركية لم يكن عملها الرئيس في إنتاج الأمونيا واليوريا أو الكيماويات، ومن ثم تأخّر تشغيل المشروع حتى نهاية الستينيات، وأيضًا كانت معدلات التشغيل منخفضة بشكل كبير.

ولفت إلى أن الشراكة انفضّت فيما بعد، وظل المشروع متعثرًا إلى أن أنشأت المملكة العربية السعودية شركة "سابك" عام 1976، ليدخل المشروع ضمن مشروعات الشركة الجديدة في مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

وتابع: "هناك قصة تُروى وتحمل نوعًا من الإلهام، تقول، إن هذا المشروع المتعثر والخسائر التي لحقت به بسبب التصميم الذي حمل الكثير من الأخطاء، دفع وزارة النفط في الحكومة التي تشكّلت عام 1975 برئاسة الدكتور غازي القصيبي الذي رأى تفكيك المشروع وبيعه بصفة "خردة"، بعد الخسائر التي تعرّض لها".

واستطرد أمين عام جيبكا: "ولكن المدير الفني للمصنع طلب مهلة عامين لإعادة هندسة المشروع، باستخدام خبرات محلية، فإذا لم يحقق أرباحًا بعدها، يفكّك ويباع على شكل خردة، وما حدث أن التعديلات التي دخلت على المشروع خلال العامين تمكنت من تحويل شركة سافكو إلى الربحية في بداية الثمانينيات".

وأشار إلى تعليق الملك فهد بن عبدالعزيز على المشروع، وكان ولي العهد في ذلك الوقت والمسؤول عن تسلّم نتائج المشروع، إذ كتب على هامش رسالة أرسلها له "القصيبي" بشأن نجاح المشروع بالجهود الذاتية: "يحيي العظام وهي رميم".

مواد صناعة البتروكيماويات العالمية

ردًا على سؤال من مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، حول طبيعة المواد التي تُستخدم في صناعة البتروكيماويات عالميًا، قال السعدون، إن هذا الأمر يتعلق بالمنطقة.

وأضاف: "على سبيل المثال، تعدّ منطقة الخليج العربي غنية بالغاز، لذا فإن غالبية مواد البتروكيماويات تُنتَج باستخدام الغاز الطبيعي بأنواعه المختلفة، سواء الميثان أو الإيثان أو سوائل الغاز، بينما في أوروبا وآسيا التي لا تملك موارد نفطية، تُستخدم المشتقات النفطية، وتحديدًا النافثا، بالتكامل مع صناعة التكرير، سواء في الأسواق، أو باستيرادها من المنتجين في الدول النفطية".

وأوضح أن صناعة البتروكيماويات في الولايات المتحدة، قبل ثورة الغاز الصخري، كانت تعتمد على النافثا، ولكن بعد اكتشافه تحولت هذه الصناعة إلى استخدام الغاز الصخري وبعض المنشآت الحديثة هناك حاليًا تستخدم الإيثيلين بنسبة 100%، والذي يعدّ اللقيم المفضل لهذه الصناعة، بسبب تنوّع المنتجات التي يمكن أن تُنتج من خلاله.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق