طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: التمويل منخفض التكلفة ضروري لتسريع تحول الطاقة

تقترح مشاركة القطاع العام والخاص والخيري في التمويل

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • أغلب الدول النامية والاقتصادات الناشئة يعاني نقص التمويل والاستثمارات
  • لا مفر من الطاقة المتجددة لخفض الانبعاثات والحياد الكربوني
  • العالم بحاجة إلى ضخ استثمارات بقيمة 5 تريليونات دولار سنويًا حتى عام 2030
  • آيرينا تقدّم تقريرًا لقمّة العشرين حول التمويل منخفض التكلفة

دعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" إلى تعزيز الوصول إلى التمويل منخفض التكلفة من أجل دفع عجلة التحول الأخضر عالميًا، خاصة مع الحاجة إلى استثمارات بقيمة 4.4 تريليون دولار سنويًا حتى عام 2050، لتحقيق الحياد الكربوني.

جاء ذلك في تقرير حديث خصصته الوكالة لبحث مصادر التمويل منخفض التكلفة اللازمة لتسريع خطط تحول الطاقة العالمية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وقال رئيس الوكالة فرانشيسكو لا كاميرا، إن التحول العالمي في مجال الطاقة يستلزم تسريع نشر مشروعات الطاقة المتجددة حول العالم.

وأكد أن مسألة الوصول إلى التمويل منخفض التكلفة صارت أمرًا حيويًا عاجلًا لدفع هذه الخطط إلى الأمام، وتحقيق طفرة في خطط خفض الانبعاثات والحياد الكربوني عالميًا.

4.4 تريليون دولار استثمارات سنوية مطلوبة

أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أهمية إعداد تقرير متخصص حول سبل الوصول إلى التمويل منخفض التكلفة في الاقتصادات النامية والمتقدمة، بالشراكة مع الهند، الرئيس المرتقب لاجتماع مجموعة الـ20 (9-10 سبتمبر/أيلول 2023).

وشاركت وزارة الطاقة المتجددة في الهند بإعداد هذا التقرير بالتعاون مع وكالة آيرينا وصندوق أبو ظبي للتنمية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، حجم استثمارات الطاقة المتجددة في 15 عامًا حتى 2022:

استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا خلال 2022

وقدّر التقرير حجم الاستثمارات السنوية اللازمة لتجنّب ارتفاع درجات الحرارة فوق 1.5 درجة مئوية وزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 75% من مزيج الطاقة العالمي، بما يقارب إجمالي 5 تريليونات دولار حتى عام 2030.

بينما قدّرت حجم الاستثمارات المطلوبة لتمكين الطاقة المتجددة بالكامل، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، بما لا يقلّ عن 4.4 تريليون دولار سنويًا.

لاحظ التقرير أن أغلب الاقتصادات الناشئة يعاني من فجوات تمويلية كبيرة، ويواجه تحديات ضخمة للوصول إلى مصادر التمويل الأخضر منخفض التكلفة.

الاستقرار السياسي وسعر الصرف أبرز المخاطر

خلص تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى أن مخاطر الاستقرار السياسي غالبًا ما تمثّل عائقًا أساسيًا أمام تدفّق الاستثمارات الأجنبية ورأس المال الدولي إلى قطاعات الطاقة المتجددة الوطنية في البلدان النامية والاقتصادات الناشئة.

كما رصد التقرير عوامل أخرى تهدد الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الطاقة المتجددة، مثل مخاطر التقلبات الكبيرة في سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية الرئيسة.

وتتبَّع التقرير مسار انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة منذ عام 2010، وحتى السنوات الأخيرة، التي شهدت انخفاضًا كبيرًا في التكلفة، حتى صارت أرخص مصدر للكهرباء في العالم حاليًا.

وأرجع التقرير هذا الانخفاض الضخم في تكلفة إنتاج الكهرباء النظيفة إلى عدّة أسباب، أهمها تطور تقنيات التوليد من الشمس والرياح وانتشارها بمعدلات سريعة حول العالم.

الدعم الحكومي حاسم في تطور القطاع

 

أدّت برامج الدعم الحكومي والمبادرات العالمية دورًا حاسمًا في دفع عجلة مشروعات الطاقة المتجددة إلى الأمام على المستوى الوطني والدولي، وفق تقرير "آيرينا".

الطاقة المتجددة

وتراهن "آيرينا" على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بصورة كبيرة، لما تتمتعان به من قدرة كبيرة في إزالة الكربون من قطاعات الاستهلاك النهائي.

إذ يمكن للكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أن تسهم بتشغيل المضخات الحرارية المرشحة ضمن إطار البدائل المطروحة للغاز في المنازل.

كما يمكنها تشغيل المركبات الكهربائية بشتّى أنواعها عبر شحن البطاريات، من أول السيارات الخاصة وحتى الشاحنات المتوسطة والكبيرة وحتى الدراجات ذات العجلتين، ما يعني قدرتها على خفض انبعاثات قطاع النقل البري بصورة شبه كاملة.

ويعتمد إنتاج الهيدروجين الأخضر، المرشح في إطار بدائل النقل الجوي والبحري والبري وعلى مستوى تشغيل المصانع، على الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.

الشراكة بين القطاع العام والخاص والخيري

أوصى التقرير بتسهيل الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تقنيات فروع الطاقة المتجددة الناشئة، مثل طاقة الرياح البحرية وتخزين الكهرباء والهيدروجين الأخضر، إلى جانب استثمارات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية.

كما أوصى بزيادة الاستثمار في تقنيات تطوير الشبكة وضمان استقرارها وديمومتها، إضافة إلى تعزيز الابتكارات الداعمة لنماذج الأعمال المرنة، وزيادة القدرة التصنيعية، وخفض تكاليف العمالة.

وأشارت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى دور السياسات الحكومية في تشجيع الابتكار الصناعي، الذي سيؤدي إلى انخفاض تكاليف التكنولوجيا اللازمة لتحول الطاقة، ومن ثم خفض تكلفة رأس المال.

وطرحت "آيرينا" حلولًا تمويلية للبلدان التي تعاني من عجز التمويل وضعف الاستثمارات الأجنبية، أهمها تعميق الشراكة بين القطاعين العام والخاص وبنوك التنمية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

كما طرحت فكرة مشاركة القطاع الخيري في تمويل مبادرات الطاقة المتجددة على المستوى المحلي بالشراكة مع القطاعين العام والخاص، وفقًا لتفاصيل اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع أن تناقش مجموعة الـ20، المقرر انعقادها في نيودلهي في 9-10 سبتمبر/أيلول 2023، قضايا التمويل منخفض التكلفة ضمن 6 محاور حددتها الهند في إطار تحديد أولويات وجدول أعمال القمة المرتقبة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق