طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

آيرينا: استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا تحتاج 5 تريليونات دولار سنويًا

لتحقيق الحياد الكربوني

محمد عبد السند

لم يعد أمام دول العالم خيار سوى تعزيز استثمارات الطاقة المتجددة، من أجل الوصول إلى أهداف الحياد الكربوني، وفق ما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ.

وتبرهن تلك الأهمية المتنامية على مرونة مصادر الطاقة النظيفة في ضوء الأزمة العالمية، إذ حافظت القدرة التنافسية لهذه المصادر الخضراء والتدابير الحكومية الداعمة لها على مسارها الصعودي لحصّتها في مزيج الكهرباء العالمي.

وفي هذا الصدد، أوصت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) بضرورة مضاعفة استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا بأكثر من 4 مرات، كي تفي بالالتزامات التي قطعتها الدول على نفسها بموجب اتفاقية باريس للمناخ، حسب بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

حجم استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا

لامست استثمارات الطاقة المتجددة ما إجمالي قيمته 1.3 تريليون دولار في العام الماضي (2022)، بيد أنه يتعين رفع هذا الرقم إلى نحو 5 تريليونات دولار سنويًا، لتحقيق الهدف الأساس لاتفاقية باريس للمناخ، المتمثل في الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت)، فوق المستويات التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية، بحسب تقرير آيرينا.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة -استثمارات الطاقة المتجددة العالمية:

استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا خلال 2022

وفي المجمل، يحتاج العالم 35 تريليون دولار للاستثمار في تقنيات تحول الطاقة بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، من بينها تحسين الكفاءة، والتحول إلى استعمال الكهرباء بالكامل، وتوسيع الشبكة، وتعزيز المرونة، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

ويرى التقرير أنه يتعين أن يشهد نشر الطاقة المتجددة نموًا من قرابة 3 آلاف غيغاواط سنويًا -حاليًا- إلى ما يربو على 10 آلاف غيغاواط في عام 2030.

المساواة ضرورة

أضاف التقرير أن ثمة حاجة لمزيد من المساواة في توسيع الطاقة المتجددة بين الدول الصناعية والدول النامية.

وأشار التقرير إلى أن مشروعات الطاقة المتجددة الجديدة في الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية مثّلت ثلثي السعة المركبة في العام الفائت (2022)، في حين لم تمثّل أفريقيا سوى 1% فقط من السعة المركبة للطاقة المتجددة.

وفي هذا الصدد، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لا كاميرا: "يجب أن يولي التحول الجوهري في الدعم الممنوح للدول النامية مزيدًا من الاهتمام لسبل الحصول على الطاقة، والتكيف مع تغير المناخ".

وطالب لا كاميرا المؤسسات المالية بتوجيه مزيد من الأموال لاستثمارات الطاقة المتجددة العالمية، بشروط أفضل.

على صعيد متصل، طالبت (آيرينا) بتوجيه استثمارات الوقود الأحفوري، البالغة قيمتها نحو تريليون دولار سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، صوب مشروعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية المرتبطة بها.

ارتفاع سعة توليد الكهرباء المتجددة

يشهد العالم توجهًا قويًا صوب تبنّي الطاقة النظيفة في إطار مساعيه الرامية لتعزيز توليد الكهرباء الخضراء، بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، ضمن خطة أوسع لتعزيز أمن الطاقة، والتوسع في مشروعات التنمية المستدامة.

وقفزت سعة توليد الكهرباء المتجددة عالميًا بنسبة 9.6%، ما يعادل 259 غيغاواط خلال العام المنقضي (2022)، ليصل إجمالي السعة إلى 3.372 تيراواط، وفق ما ورد في التقرير السنوي لـ"آيرينا" الصادر في 21 مارس/آذار 2023.

واستحوذت مصادر الطاقة المتجددة على نصيب الأسد من إجمالي سعة الكهرباء المضافة في عام 2022، بواقع 83%، حسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

الطاقة المتجددة حسب الدول والمناطق

تركزت الزيادة القياسية في سعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بعدد قليل من الدول والمناطق، مثل آسيا والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.

فقد استحوذت آسيا على 175 غيغاواط، ما يزيد عن نصف السعة المضافة عالميًا في عام 2022، ليصل الإجمالي التراكمي إلى 1.63 تيراواط، بقيادة الصين، التي شهدت تركيب 141 غيغاواط من الكهرباء المتجددة.

وفي أوروبا وأميركا الشمالية، ارتفعت سعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بواقع 57.3 و29.1 غيغاواط على الترتيب، بينما واصلت أفريقيا توسّعها بمعدل مطّرد، بارتفاع قدره 2.7 غيغاواط.

استثمارات الطاقة المتجددة العالمية وفقًا لوكالة آيرينا
مزرعة رياح بحرية –الصورة من دويتشه فيله

وبالمثل، شهدت أوقيانوسيا وأميركا الجنوبية إضافة 5.2 و18.2 غيغاواط من الطاقة المتجددة على الترتيب في عام 2022.

وفي منطقة الشرق الأوسط، شهدت سعة الطاقة المتجددة أعلى زيادة من حيث النسبة المئوية، لامست 12.8%، ما يعادل 3.2 غيغاواط من السعة الجديدة في العام المنصرم (2022).

وبحلول نهاية العام الفائت (2022)، استحوذت مصادر الطاقة المتجددة على ما نسبته 40% من سعة توليد الكهرباء العالمية المركبة، بحسب نتائج التقرير الذي تثبّتت منه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي السيناريو ذاته، لفت المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لا كاميرا إلى ضرورة نمو الإضافات السنوية لسعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بواقع 3 أمثال المستوى الحالي بحلول 2030، إذا ما كانت هناك إرادة عالمية موحدة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني في عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق