روسيا وأوكرانياأخبار الغازرئيسيةغاز

الاتحاد الأوروبي مصمم على حظر الغاز الروسي.. والشركات توقف إبرام العقود

أسماء السعداوي

أثار حظر صادرات الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي خلافًا بين الدول الأعضاء، فالآراء متباينة بين ضرورة قطع الإمدادات في أعقاب حرب أوكرانيا، والحاجة الماسة إليها وصعوبة حظرها على أرض الواقع.

وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة الطاقة الإسبانية، تيريزا ريبير، أن دول الاتحاد الأوروبي ستتفق "عاجلًا أم آجلًا" على حظر الغاز المسال القادم من روسيا، وفق ما نشرته وكالة رويترز.

وأصبح الغاز الروسي في بؤرة اهتمام الاتحاد، وسط مساعٍ للاستغناء عن تدفقات الطاقة الروسية بعد حظر واردات النفط الخام والمشتقات، وقطع إمدادات الغاز الروسي عبر خط نورد ستريم.

يُشار إلى أن الاتحاد الأوروبي تعهّد في عام 2022 الماضي بالتخلّي عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027، واستبدال نحو ثلثي الغاز الروسي، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تحركات أوروبية

وحدة معالجة الغاز في محطة سالفيانسكايا التابعة لشركة غازبروم الروسية
وحدة معالجة الغاز في محطة سالفيانسكايا التابعة لشركة غازبروم الروسية

لم تُصدر أوروبا عقوبات مباشرة ضد واردات الغاز المسال، بسبب استباق موسكو لخفض الإمدادات عبر خط نورد ستريم، ردًا على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا.

ورغم ذلك، وجد الغاز الروسي طريقه للعودة إلى أوروبا عبر السفن والناقلات، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبه، وافق الاتحاد الأوروبي -المكون من 27 دولة- في مارس/آذار الماضي، على إيجاد خيار قانوني لمنع الشركات الروسية من تصدير الغاز المسال إليها.

وفي مارس/آذار -أيضًا- وجّهت وزيرة الطاقة الإسبانية خطابًا إلى موردي الغاز المسال في إسبانيا، مطالبة إياهم بالتوقف عن إبرام أي عقود جديدة لشراء الغاز الروسي، بعد انتهاء مدة العقود الحالية.

وأكدت ريبيرا، اليوم 17 مايو/أيار، أن كل الشركات التي تم التواصل معها قد تعهّدت بعدم إبرام عقود جديدة.

والموقف نفسه تبنّته مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون، التي دعّمت اقتراح ليتوانيا ودول أخرى للبحث عن مخرج قانوني لحظر وصول المورّدين الروس والبيلاروس إلى أسواق القارة العجوز.

وينصّ الاقتراح على منح أعضاء الاتحاد صلاحيات قانونية، من أجل وقف صادرات الغاز الروسي، دون فرض عقوبات ستحتاج إلى إجماع غير موجود أصلًا بسبب معارضة المجر وسلوفاكيا والتشيك.

وقالت ريبيرا: "إذا أردنا أن نكون متسقين فإننا بحاجة إلى القول إننا لن نقبل الغاز المسال الروسي بعد الآن، يمكن أن نشعر جميعًا براحة أكبر".

وأضافت: "مع مرور الوقت، سيكون من السهل -بازدياد- اتخاذ هذا القرار، وحظر واردات الغاز الروسي".

صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا

ارتفعت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا خلال العام الماضي (2022) إلى 22 مليار متر مكعب، مقارنة بـ16 مليار متر مكعب في عام 2021، وفق بيانات الاتحاد الأوروبي.

وأظهرت بيانات شركة ريفينيتيف أيكون لخدمات الشحن، أن إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي في عام 2022 ارتفع بنسبة 8.6% إلى نحو 33 مليون طن (نحو 45 مليار متر مكعب)، شُحِن أكثر من نصفها إلى أوروبا.

كما احتلّت روسيا المرتبة الثالثة في قائمة مصدّري الغاز المسال إلى أوروبا بحصّة سوقية 13.7%، ما يعادل 17.34 مليون طن، بحسب تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول أوابك.

وتصدّرت بلجيكا قائمة أكبر مستوردي الغاز الروسي في الاتحاد الأوروبي خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2023، وارتفعت الواردات بنحو 75%، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن شركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

(مليون طن غاز مسال= 1.38 مليار متر مكعب)

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهم الأسواق التي صدّرت غازًا مسالًا إلى أوروبا خلال 2022.

مساع أوروبية لحظر واردات الغاز المسال الروسي

الباب مفتوح أمام الجزائر

تحولت أنظار أوروبا إلى الجزائر، لتأمين إمدادات موثوقة من الغاز المسال وسط اضطراب سلاسل التوريد بعد قطع موسكو للإمدادات، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي الوقت ذاته، تسعى الجزائر التي تجمعها علاقات جيدة بأوروبا، إلى زيادة صادرات الغاز خاصة مع ارتفاع الأسعار حاليًا.

هناك خطا أنابيب لنقل الغاز الجزائري إلى أوروبا، الأول يصل من الجزائر إلى إسبانيا مباشرة، والثاني إلى إيطاليا مرورًا بتونس.

كما تتجه سلوفينيا إلى إقامة خط أنابيب لنقل الغاز الجزائري إلى المجر، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في ديسمبر/كانون الأول 2022.

في سياق متصل، ارتفعت صادرات الغاز المسال الجزائري خلال الربع الأول من هذا العام (2023)، بنسبة نمو 16.7% على أساس سنوي، لتسجل 2.8 مليون طن، بحسب تقرير أصدرته "أوابك"، اليوم 17 مايو/أيار

واتجهت معظم شحنات الغاز الجزائري إلى أوروبا، مع تصدر إسبانيا قائمة أكبر المستوردين خلال الأشهر الأولى من 2023، إذ شكّل الغاز الجزائري نحو 25.7% من إجمالي واردات مدريد.

وثمة توقعات بزيادة صادرات الغاز المسال الجزائري قريبًا، مع قرب الانتهاء من مشروع توسعة ميناء سكيكدة النفطي الذي تجاوزت نسب الإنجاز فيه 90%.

من جانبها، رحّبت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون -خلال الاجتماع السنوي الرابع للحوار السياسي رفيع المستوى حول الطاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي- بالخطوة في أكتوبر/تشرين الأول 2022، قائلة إن تأمين إمدادات الغاز من الجزائر لأوروبا أمر يحظى بأولوية لدى الجميع.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أبرمت سلوفينيا -أيضًا- اتفاقًا لاستيراد الغاز الجزائري عبر إيطاليا، لتأمين واردات بنحو 300 مليون متر مكعب سنويًا من الغاز الجزائري.

كما أسهم الغاز الجزائري في تأمين إمدادات إيطاليا خلال الربع الثالث من 2022 المنقضي، إذ كشفت شركة "سنام" الإيطالية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن أن الغاز الجزائري ملأ منشآت تخزين الغاز الإيطالية بنسبة 95%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ورد في مقالكم أنّ الاتحاد الأوروبي -مكون من 26 دولة- وهي معلوموة خاطئة، فالاتحاد بعد مغادرة بريطانيا أصبح مكونا من 27 دولة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق