رئيسيةأخبار الغازغاز

خطة لزيادة إنتاج حقل الريشة الأردني إلى 200 مليون قدم مكعبة يوميًا

بحلول 2030

يُعد حقل الريشة في الأردن حقل الغاز الوحيد المنتج في البلاد، إذ يُعوّل عليه كثيرًا في تأمين جزء كبير من الاحتياجات المحلية بالتزامن مع زيادة أسعار الطاقة عالميًا.

وتعمل شركة البترول الوطنية على رفع قدرتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي من الحقل إلى 200 مليون قدم مكعبة يوميًا خلال المدة من 2024-2030، مقارنة بـ50 مليون قدم مكعبة خلال الأعوام 2020-2023، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويأتي اهتمام الحكومة بحقل الريشة الغازي في إطار سياسة تنويع مصادر التزود بالغاز الطبيعي، ورفد الاقتصاد الوطني بقيمة مضافة من خلال توفير مصدر طاقة محلي بأسعار رخيصة تعزّز تنافسية الصناعة الوطنية، بالاستفادة من قاعدة البيانات ومخزون المعلومات الوطني حول حقل الريشة الغازي.

زيادة قدرات الإنتاج

تهدف خطة شركة البترول إلى زيادة القدرات الإنتاجية من حقل الريشة، ليتسنى نقل الغاز إلى وسط الأردن، وزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي، ورفع إسهام مصادر الطاقة المحلية في مزيج الطاقة الكلي.

وتهدف الخطة -أيضًا- إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وبأسعار منافسة تقلل التكلفة على القطاع الصناعي من خلال خطة إنتاجية وتسويقية تستهدف تزويد القطاع الصناعي بالغاز الطبيعي.

حقل الريشة الأدرني
حقل الريشة الأردني - أرشيفية

وأكد وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة -في تصريحات سابقة- أهمية التوسع في استكشاف النفط والغاز في مختلف أنحاء الأردن بالبحث عن أماكن استكشاف نفط جديدة وتسريع العمل لتعزيز إنتاجية حقل الريشة الغازي.

وشدد المسؤول الأردني على مواصلة العمل على زيادة الإنتاج من حقل الريشة واستثمار الوقت للتوسع في الإنتاج لدعم الاقتصاد الوطني بقيمة مضافة من خلال توفير مصدر طاقة محلية بأسعار رخيصة تعزز تنافسية الصناعة الوطنية.

وتطالب القطاعات الصناعية بإيصال الغاز الطبيعي إلى التجمعات الصناعية في أنحاء الأردن كافة، لا سيما أن عملية التحول إلى استهلاك الغاز الطبيعي يمكن أن توفر نحو 60% من كفاءة الاحتراق بالمقارنة مع الديزل، وبنحو 27% بالمقارنة مع الوقود الثقيل.

وبحسب غرفة صناعة الأردن، يخفّض استهلاك الغاز الطبيعي تكلفة الإنتاج الصناعي ويزيد تنافسية المنتج الأردني في السوق المحلية والأسواق الخارجية.

وقالت الغرفة إن مطالبة القطاعات الصناعية باستهلاك الغاز الطبيعي في الصناعة تأتي في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج لا سيما المتعلقة بالطاقة، التي تمثّل العقبة الأبرز لنمو القطاع الصناعي، وأحد التحديات الرئيسة أمام الصادرات الوطنية وتنافسيتها، موضحة أن الغاز يشكّل 22% من إجمالي استهلاك القطاع الصناعي للطاقة الإجمالية.

استهلاك الغاز في الأردن

بلغ معدل الكميات المستهلكة من الغاز الطبيعي في الصناعات 24 مليون قدم مكعبة يوميًا خلال 2021، في حين بلغ معدل كميات الغاز الطبيعي المستهلكة في توليد الكهرباء نحو 340 مليون قدم مكعبة يوميًا بنسبة 73%، بحسب بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية.

وفي إطار خطة تسويق الكميات الإضافية المنتجة من حقل الريشة الغازي، ونظرًا إلى ورود طلبات اهتمام من الشركات للاستثمار في النشاط الجديد لتوزيع الغاز الطبيعي المضغوط والغاز المسال، حددت وزارة الطاقة سقفًا لسعر الغاز المنتج من حقل الريشة والمبيع إلى القطاع الخاص، بحيث لا يتجاوز 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وبحد أدنى للسعر لا يقل عن 3 دولارات.

ويُحتسب السعر على أساس القيمة الإجمالية وفقًا لما هو مستعمل في احتساب سعر الغاز المصري، تُضاف إليها الضريبة الخاصة على الغاز الطبيعي البالغة 7%، بحسب قرار مجلس الوزراء.

وصدر قرار لمجلس الوزراء بالموافقة على تسعير الغاز الطبيعي المنتج من حقل الريشة الغازي للمستهلكين من القطاع الخاص، لخلق بيئة مشجعة للاستثمار من خلال جذب المستثمرين لبناء مشروعات استثمارية معتمدة على غاز الريشة، سواء في المناطق الشرقية أو في المناطق التي ستتمكن من الاستفادة من الغاز الطبيعي المضغوط أو الغاز المسال.

حقل الريشة الأدرني
حقل الريشة الأردني - أرشيفية

استغلال غاز الريشة

وفقًا للخطة الإستراتيجية للأعوام 2020-2030 تعمل شركة البترول حاليًا على استغلال القدرات الإنتاجية الحالية، التي أصبحت تتجاوز الكميات المبيعة، بالبحث عن بدائل تسويق الغاز وتجاوز المشتري الواحد.

وفي هذا الإطار، وقّعت الشركة مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات المهتمة بشراء غاز حقل الريشة لنقل الغاز إلى وسط الأردن بوساطة الصهاريج بعد ضغطه أو إسالته، وبناء صناعات كيماوية مثل الأمونيا، كونها مادة إستراتيجية للأردن بالتوازي مع مشروع تعدين الفوسفات الذي بدأ التنقيب عنه من قبل وزارة الطاقة والثروة المعدنية في منطقة حقل غاز الريشة، بالإضافة الى الاستمرار بتوليد الكهرباء من خلال الوحدات التوليدية الموجودة حاليًا.

وأثمرت الجهود توقيع الشركة خلال العام 2022 اتفاقية بيع وشراء غاز الريشة مع كل من شركتي الكلورين وغاز الأردن المسال، لتزويدهما بكميات من الغاز تعادل 12 مليون قدم مكعبة يوميًا، التي سيبدأ التشغيل التجاري لسحب هذه الكميات في بداية الربع الرابع من العام الحالي، ومن المتوقع أن يجري توقيع اتفاقيات أخرى مع الشركات المهتمة بشراء غاز الريشة.

وبحسب التقرير السنوي للشركة للعام الماضي 2022، انخفض معدل كميات الإنتاج المبيعة إلى 14.7 مليون قدم مكعبة يوميًا، مقارنة مع 17.8 مليون قدم مكعب يوميًا في عام 2021، في حين وصلت القدرة الإنتاجية لحقل الريشة في نهاية عام 2022 إلى نحو 30 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وعزت الشركة انخفاض كميات الإنتاج إلى توقف التوربينات الغازية العاملة في حقل الريشة لمدة 65 يوميًا خلال العام الماضي، وتحديدًا من تاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022 وحتى 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، بناء على قرار من الحكومة لنقل ملكية التوربينات من شركة توليد الكهرباء المركزية إلى شركة السمرا لتوليد الكهرباء.

وبلغت كميات الغاز المبيعة عام 2022 ما مقداره 5.382 مليار قدم مكعبة، بالمقارنة مع 6.526 مليار قدم مكعبة لعام 2021 وبانخفاض مقداره 17.5% نتيجة هذا التوقف.

كما بلغت إيرادات الشركة من مبيعات الغاز خلال العام 2022 ما مقداره 12.022 مليون دينار (16.93 مليون دولار)، بالمقارنة مع 13.09 مليون دينار (18.44 مليون دولار) لعام 2021، بانخفاض مقداره 1.06 مليون دينار (1.5 مليون دولار) بنسبة 8.2% عن العام السابق.

وحقّقت الشركة ربحًا قبل ضريبة الدخل مقداره 4.236 مليون دينار (5.96 مليون دولار) للسنة المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، مقارنة بربح مقداره 6.787 مليون دينار (9.5 مليون دولار) لعام 2021، وبانخفاض مقداره 37.6%.

وبلغ صافي الربح بعد مخصص ضريبة الدخل للعام 2022 وتسويات ضريبية لسنوات سابقة 2.862 مليون دينار (4 ملايين دولار)، وبواقع 0.191 دينار حصة السهم الواحد من صافي الربح.

محطة كهرباء الريشة

أعلن وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، في وقت سابق، الاتفاق مع شركة توليد الكهرباء المركزية، لشراء محطة توليد كهرباء الريشة بمبلغ 550 ألف دينار، بكلفة استطاعة بلغت 2.8 مليون دينار (3.94 مليون دولار) تدفعها شركة الكهرباء الوطنية، ما يحقق وفرًا سنويًا يتجاوز مليوني دينار (2.82 مليون دولار).

وشمل الاتفاق شراء التوربينين الغازيين والمباني الإدارية المتوفرة في الموقع، وهو الأمر الذي يعزّز الجدوى الاقتصادية لتشغيل التوربينين الغازيين، وتحقيق المرونة الكافية في المستقبل لشركة البترول الوطنية في التعامل مع أي زيادة في كميات الغاز الطبيعي المنتجة من الحقل.

حقل الريشة الأدرني
حقل الريشة الأردني - أرشيفية

وبحسب الشركة فإن المستهلكين خلال عام 2022 للغاز الطبيعي المنتج من حقل الريشة هما شركة توليد الكهرباء المركزية حتى 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وشركة الكهرباء الوطنية، وشركة السمرا لتوليد الكهرباء بدءًا من 21 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وبحسب كلمة لرئيس مجلس إدارة البترول الوطنية المهندس ليث القاسم، الواردة في التقرير السنوي للشركة، فإن الاستطاعة الإنتاجية وصلت في نهاية عام 2022 إلى نحو 30 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وواصلت الشركة إعداد الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية التي شملت تحليل ومعالجة وتفسير المسوحات الزلزالية ثلاثية الأبعاد في حقل الريشة التي أعادت شركة البترول الوطنية دراستها وتحليلها.

وبهدف تقدير احتياطيات الغاز المثبتة تنفذ الشركة حاليًا دراسة تكاملية مع شركة جيوكويست العالمية، إذ يجري إعادة معالجة وتحليل المعلومات الجيوفيزيائية وإعداد نموذج جيولوجي، تمهيدًا لإعداد نموذج مكمني ولتحديد قيم المخزون الغازي، ومن المرجح الانتهاء من هذه الدراسة في مطلع النصف الثاني من هذا العام.

وتأتي الأعمال بهدف تسويق الغاز المنتج من الحقل الى الجهات الاستثمارية الراغبة في تنفيذ مشروعات معتمدة على الغاز الطبيعي بصفته مدخلًا أساسيًا في إنتاجها، ولجذب هذه الاستثمارات فإنه يتطلب ضمان استمرارية تزويد الغاز.

إستراتيجية تطوير حقل الريشة

ارتكزت المعالم الرئيسة للخطة الإستراتيجية للشركة 2020-2030 على زيادة إسهام مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، والتوسع في الاستكشاف وزيادة الإنتاج وتخفيض الكلف وضمان الفعالية، والسعي لتفعيل دور شركة البترول الوطنية بصفتها ذراعًا للحكومة في تنشيط مشروعات الاستكشاف والبحث عن البترول على أسس تجارية.

بالإضافة إلى استقطاب استثمارات للصناعات البتروكيماوية والتعدينية والتحويلية تعتمد على غاز الريشة بصفته مصدرًا رئيسًا للطاقة ورفع متوسط إنتاج الغاز الحالي، وصولًا إلى الطاقة الاستيعابية لمحطة الريشة.

وارتفعت القدرة الإنتاجية للحقل من نحو 8 ملايين قدم مكعبة يوميًا عام 2017 إلى 30 مليون قدم مكعبة حاليا، ويجري العمل على رفعها إلى 50 مليون قدم مكعبة خلال العام الحالي.

يُشار إلى أن نحو 20 مليون قدم مكعبة من الغاز يجري استغلالها لتوليد الكهرباء في محطة كهرباء الريشة، في حين يجري العمل على استغلال باقي الكمية بتزويد القطاعات الإنتاجية بالغاز.

وتعمل الوزارة على تغطية محطات توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي بالاعتماد على الغاز الطبيعي المستورد من خلال مصر وشركة شيفرون وميناء الشيخ صباح للغاز المسال في العقبة، بالإضافة إلى الغاز المنتج من حقل الريشة.

وبحسب تقرير الوزارة تعمل شركة تطوير العقبة -بالتعاون مع الوزارة وشركة الكهرباء الوطنية- على تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز المسال، من خلال بناء وحدة تغيير شاطئية بقدرة 400 مليون قدم مكعب يوميًا، والعمل على استبدال وحدة تخزين عائمة بوحدة التخزين العائمة الحالية، إذ تمت الإحالة إلى شركة استشارية، لإعداد الدراسات الهندسية والتصاميم الأولية ووثائق العطاء، ومن المتوقع الانتهاء من أعمال المشروع وتشغيله خلال عام 2024.

وفي إطار تشجيع استعمال الغاز الطبيعي في القطاعات جميعها، أشارت الوزارة إلى أنه تم افتتاح مشروع تزويد المجمع الصناعي في العقبة التابع لشركة مناجم الفوسفات الأردنية بالغاز الطبيعي.

وجاء افتتاح المشروع العام الماضي في إطار الاتفاقية التي وقعتها شركة الفوسفات مع شركة فجر الأردنية المصرية لنقل الغاز الطبيعي وتوريده، بهدف تزويد المجمع الصناعي في العقبة بنحو 4 ملايين قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي.

وحقل الريشة الغازي هو حقل طبيعي يقع شمال شرق الأردن على بعد 370 كم من عمان، واُكتشف عام 1985، وبدأ الإنتاج عام 1989، وتشغله حاليًا شركة البترول الوطنية بموجب اتفاقية امتياز مع الحكومة.

وحُفرت 53 بئرًا، بمتوسط قدرة إنتاجية وصلت إلى 27 مليون قدم مكعبة يوميًا مع نهاية 2020، ويجري إنتاج الكهرباء باستعمال غاز الريشة في الموقع، في حين بلغ الإنتاج التراكمي منذ عام 1989 حتى 2019 نحو 8.223 مليار قدم مكعبة.

وتأسست شركة البترول الوطنية المساهمة العامة المحدودة عام 1995، وتمثل نسبة إسهام الحكومة الأردنية (شركة إدارة الاستثمارات الحكومية) 99.9%، من أصل رأسمال الشركة البالغ (15) مليون دينار أردني، وتعمل في مجال استكشاف النفط والغاز في مختلف أنحاء المملكة.

ووقعت الشركة عام 1996 اتفاقية امتياز حقل الريشة لمدة 50 عامًا، قابلة للتمديد، إذ تمنح اتفاقية الامتياز واتفاقية المشاركة في الإنتاج، شركة البترول الوطنية حق استكشاف وإنتاج البترول ضمن منطقة الامتياز والقيام بالعمليات البترولية، ويشمل ذلك عمليات الاستكشاف والتطوير للنفط والغاز الطبيعي، إلى جانب إنتاج وتسويق ونقل الغاز والنفط المستخرج داخل المملكة.

الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة- يستعرض أبرز المعلومات حول حقل الريشة الغازي في الأردن.

حقل غاز الريشة

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق