التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

قفزة بصادرات الطاقة النووية الروسية.. والسعودية قد تشهد أحدث مشروعات روساتوم

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • لدى روسيا حاليًا طلبات تزيد عن 100 مليار دولار لصادرات محطات للطاقة النووية
  • • روساتوم لم تكن مجرد مصدر دخل كبير للبلاد، بل أداة رئيسة لسياسة روسيا الخارجية
  • • الوقود النووي الروسي ومبيعات التكنولوجيا في الخارج ارتفعت بأكثر من 20% في عام 2022
  • • شركة روساتوم توفر نحو خُمْس اليورانيوم اللازم لمفاعلات أميركا البالغ عددها 92 مفاعلًا
  • • في أوروبا تعتمد المرافق التي تولّد الكهرباء لـ100 مليون شخص على شركة روساتوم

قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، سجلت صادرات تكنولوجيا الطاقة النووية الروسية ازدهارًا ملحوظًا، وشهدت نموًا سريعًا بعد ذلك، إذ ارتفعت مبيعات الوقود النووي والتقنيات للخارج بأكثر من 20% في عام (2022).

وكانت روسيا، بعد كارثة تشيرنوبيل في الثمانينيات، قد حدّثت تقنياتها النووية بالكامل وتحولت إلى مفاعلات "في في إي أر 1200"، المعروفة باسم مفاعلات الماء المضغوط، التي تتوافق مع توصيات المجموعة الدولية للسلامة النووية، التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرّية، وتُعدّ من بين المفاعلات الأكثر أمانًا في العالم، حسب تقرير نشره مؤخرًا موقع نيوز باز البريطاني (Newsbase).

وفي الوقت الذي تزدهر فيه أعمال شركة روساتوم، وهي المصدر لتكنولوجيا الطاقة النووية الروسية المملوكة للدولة، تُستَعمَل الشركة بشكل متزايد بصفة أداة سياسية لإلزام الدول غير المتحالفة مع موسكو بتمويل سخي وصفقات طاقة رخيصة طويلة الأجل، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

مبيعات المحطات النووية

نظّم رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي كيرينكو، الذي ترأّس الحكومة خلال الأزمة المالية لعام 1998، حملة مبيعات لتكنولوجيا الطاقة النووية الروسية، وأوكلَت إليه مهمة إدارة روساتوم بعد ترك منصبه، إذ كُلِّف ببيع 40 محطة طاقة نووية دوليًا، بالعدد نفسه تقريبًا.

الطاقة النووية الروسية
شعار شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية - الصورة من بلومبرغ

وتُربط محطات الطاقة النووية بشبكة الكهرباء المحلية الروسية، بما في ذلك مجموعة من المفاعلات المعيارية الصغيرة، التي تعدّ وسيلة رخيصة لتشغيل مدن ومصانع التعدين البعيدة، أو التي يمكن تثبيتها على متن سفينة بصفة محطات كهرباء متنقلة.

ولدى موسكو في الوقت الحالي طلبات تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار لصادرات محطات الطاقة النووية الروسية في مراحل مختلفة من الالتزام، قبل بدء الحرب، لكن هذه الصادرات ارتفعت منذ الغزو قبل عام.

وتُعدّ صادرات تكنولوجيا الطاقة النووية الروسية مربحة، إذ إن موسكو لا تكتفي ببيع الأجهزة وبناء المحطات، بل تأتي صفقات محطات الطاقة النووية عادةً مع صفقات أخرى لتوريد الوقود والصيانة لمدة 60 عامًا، مما يجعل العملاء يعتمدون على روسيا لعقود بعد ذلك.

وعلى الرغم من أن روسيا وقازاخستان منتجين كبيرين لوقود اليورانيوم 235، فإن محطات توليد الطاقة النووية في الكتلة الشرقية تستهلكه، ويُعالج الوقود الخام ويُكَرَّر تقريبًا في روسيا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

شركة روساتوم

تتولى شركة روساتوم لتكنولوجيا الطاقة النووية الروسية ببطء الدور الذي اعتادت شركة غازبروم القيام به، إذ قال الرئيس فلاديمير بوتين، خلال خطابه في ذكرى تأسيسها الخامس، إن الشركة لم تكن مجرد مصدر دخل كبير للبلاد، بل كانت أداة رئيسة لسياسة روسيا الخارجية.

في المقابل، أمضى بوتين سنواته الأولى في منصبه وهو يسافر حول العالم لإجراء صفقات "الطاقة والأسلحة" التي جلبت مليارات الدولارات للخزانة، وربطت البلدان بشكل أكثر إحكامًا بموسكو، خصوصًا في الأسواق الناشئة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يعتمد بشدة على واردات اليورانيوم من أجل تشغيل مفاعلاته العديدة، وتنتج المفاعلات الفرنسية عادة نحو 80% كهرباء البلاد، على الرغم من أن السعة في عام 2022 تقلّصت إلى النصف بسبب مشكلات الصيانة في العديد من محطات الطاقة النووية.

علاوة على ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على اليورانيوم الروسي، وتوفر شركة روساتوم نحو خُمْس اليورانيوم اللازم لمفاعلات أميركا البالغ عددها 92 مفاعلًا.

وفي أوروبا، تعتمد المرافق التي تولّد الكهرباء لـ100 مليون شخص على تكنولوجيا الطاقة النووية التي توفرها الشركة، إذ واصلت بلغاريا والتشيك والمجر وسلوفاكيا شراء اليورانيوم من روساتوم، وهي غير قادرة على حيازة الوقود في مكان آخر، وفقًا لتقرير بلومبرغ.

ولدى أوكرانيا 5 محطات طاقة نووية عاملة، وكانت أيضًا زبونًا روسيًا حتى وقت قريب، عندما قطعت العلاقات، والآن تستورد اليورانيوم من شركة ويستينغهاوس إلكتريك الأميركية، كما تعدّ بلغاريا وفنلندا وسلوفاكيا من بين الدول الأوروبية القليلة التي أعلنت خططًا لإلغاء واردات اليورانيوم الروسي والتحول إلى مورّدين آخرين.

تكنولوجيا الطاقة النووية الروسية

نجحت شركة روساتوم في بيع وتمويل وبناء محطة طاقة نووية مثيرة للجدل إلى بيلاروسيا في مدينة أسترافيتس، بالقرب من الحدود الليتوانية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

كما تعمل روسيا على بناء أول محطة طاقة نووية لتركيا في منطقة أكويو، التي يُتوقّع أن تولّد 10% من احتياجات الكهرباء في البلاد عندما توضَع قيد التشغيل في السنوات القليلة المقبلة، إذ استعمل الرئيس فلاديمير بوتين المشروع لكسب ودّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

الطاقة النووية الروسية
موقع محطة أكويو للطاقة النووية في مرسين جنوب تركيا – الصورة من ديلي صباح التركية

وأرسل بوتين قرضًا بقيمة 20 مليار دولار إلى أنقرة، في يوليو/تموز 2022، لتغطية مدفوعات المرحلة التالية من بناء المزيد من الوحدات، في الوقت الذي كانت فيه تركيا تواجه أزمة عملة، بعد أن استنفدت معظم العملات الأجنبية دفاعًا عن انهيار الليرة.

وتحصل المجر (هنغاريا) على النوع نفسه من المساعدة المالية، إذ كلّفت المجر شركة روساتوم مباشرة في عام 2014 ببناء مفاعلين جديدين بقدرة 1200 ميغاواط، في محطة باكس للطاقة النووية، جوار محطة الطاقة النووية الوحيدة في البلاد، مقابل (13,33 مليار دولار)، بتمويل من قرض روسي بقيمة 10 مليارات يورو (10,66 مليار دولار).

وتوفر محطة باكس للطاقة النووية نصف إنتاج الكهرباء في المجر، وتلبي أكثر من ثلث استهلاك الكهرباء، ومن المرتقب أن يبدأ تشغيل المفاعلين الجديدين في 2025-2026، وفقًا للجدول الزمني الأصلي.

في الوقت نفسه، تُجري روساتوم محادثات مع دول أخرى حول العالم من إيران إلى الهند إلى الصين من أجل صفقات مماثلة تورّد بموجبها تكنولوجيا الطاقة النووية الروسية إلى هذه الدول.

مشروعات منتظرة

قال رئيس روساتوم، أليكسي ليخاتشوف، هذا الشهر، إن الشركة تُجري محادثات مع نحو 10 دول بشأن مشروعات جديدة، وتوشك 3 أو 4 دول منها على توقيع اتفاقيات بين الحكومات، وفقًا لتقارير بلومبرغ.

على صعيد آخر، كانت روساتوم نشطة في أفريقيا، حيث يتنافس الشرق والغرب على اجتذاب دول القارة غير المنحازة إلى معسكرات بعَيْنها، وتسويق تكنولوجيا الطاقة النووية الروسية إليها.

وتمتلك جنوب أفريقيا حاليًا مفاعلًا روسيًا واحدًا، وبينما تجد نفسها في خضمّ أزمة طاقة كبيرة مع انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، فإنها تُجري محادثات مع موسكو لبناء مفاعل آخر تستورد من خلاله تكنولوجيا الطاقة النووية الروسية إلى محطاتها.

وبالمثل، شرعت مصر ببناء محطة طاقة نووية أخرى في منطقة الضبعة، على بعد 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة، التي ستبدأ العمل في عام 2030، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الصعيد الخليجي، تقترب روساتوم من اقتناص فرصة الفوز بإنشاء أول محطة طاقة نووية في السعودية، إذ تستعد المملكة لإعلان خطوات جادة نحو هذا المشروع خلال العام الجاري.

الطاقة النووية الروسية
محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر - الصورة من موقع سبوتنيك

ووقّعت مصر وروسيا اتفاقًا لبناء المنشأة في عام 2015، ويقال، إن موسكو تقرض القاهرة 25 مليار دولار للمشروع، يغطي 85% من التكلفة، الذي وصفه مدير عام روساتوم، أليكسي ليخاتشوف، بأنه "أكبر مشروع للتعاون الروسي المصري منذ السد العالي بأسوان".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق