رئيسيةتقارير الطاقة النوويةطاقة نووية

مخاوف من كارثة نووية بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا

أمل نبيل

تتعرض روسيا لانتقادات دولية حادة جراء هجومها على المحطات النووية في أوكرانيا، متجاهلة الكوارث البيئية التي يمكن أن يتسبب فيها انفجار تلك المفاعلات، والتي قد تُعرّض العالم لكارثة شبيهة بانفجار تسونامي، على الرغم من كون موسكو أحد أهم اللاعبين في صناعة الطاقة النووية على الصعيد العالمي، وأحد أهمّ مصدّري اليورانيوم -الوقود اللازم لتشغيل تلك المحطات النووية-.

وفي عام 2011، تعرضت اليابان إلى زلزال عنيف وموجات مدّ عاتية "تسونامي"، تسبّبت في انهيار مفاعل "فوكوشيما" النووي، ومقتل أكثر من 16 ألف شخص.

وأصابت الهجمات العشوائية لروسيا على أوكرانيا، المحطات النووية في الأخيرة، الأمر الذي دفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتفكير في فرض عقوبات على روسيا تمنعها من تصدير التقنيات النووية وإمدادات اليورانيوم.

وحذّر وزير الخارجية الأوكراني من أن انفجار مفاعل زابوريغيا النووي يمكن أن يتسبّب في دمار يتجاوز بـ 10 مرّات الدمار الناتج عن انفجار تشيرنوبل.

عواقب وخيمة على الطاقة النووية

يرى الكاتب الصحفي الأميركي، المتخصص في شؤون الطاقة، كين سيلفرستين، أن إصدار مثل تلك القرارات يمكن أن يتسبّب في عواقب وخيمة على قطاع الطاقة النووية في العالم.

وأضاف في مقال له على موقع فوربس: "تعرّضتْ محطتا تشيرنوبيل وزابوريغيا -أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا- للهجوم من قبل القوات الروسية، لكن أوكرانيا تمتلك 15 مفاعلًا نوويًا، تُعدّ أهدافًا محتملة للقصف الروسي".

هل تتسبب روسيا في كارثة نووية في أوكرانيا
الصحفي الأميركي المتخصص في شؤون الطاقة كين سيلفرستين

وقالت أوكرانيا للوكالة الدولية للطاقة الذرّية: "إن المهندسين يقومون حاليًا بإصلاح الوصلات بين محطة زابوريغيا والشبكة الأساسية للكهرباء، ومن المتوقع الانتهاء من عملية الإصلاح في22 مارس/آذار".

وتتطلب محطات الطاقة القديمة في أوكرانيا، والتي تمتلئ بالمفاعلات وأنظمة التبريد والتوربينات، وغيرها من المكونات، صيانة ومراقبة دقيقة، وهو ما يصعب توفيره في ظل الحرب الروسية.

وقال سيلفرستين في مقاله: "الخبر السارّ هو أن مستويات الإشعاع في كلا المحطتين ضمن نطاقها الطبيعي".

وإذا توصلت روسيا وأوكرانيا إلى هدنة، ستقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرّية بإجراء تفتيش على المحطتين النوويتين في أوكرانيا.

وقال المدير العامّ للوكالة رافائيل غروسي: "يساعد التفتيش على محطتي تشيرنوبيل وزابوريغيا الوكالة في تقديم مساعدة تقنية فعالة تساعد على التشغيل الأمن لهذه المحطات".

وطالب غروسي، في تصريحات سابقة له، القوات الروسية بأقصى درجات ضبط النفس لتجنّب تعريض سلامة المحطات النووية الأوكرانية للخطر.

وفي 4مارس/آذار، سيطرت القوات الروسية على محطة زابوريغيا، ويعمل حاليًا اثنان فقط من مفاعلات المحطة الستّة، والتي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من أوكرانيا على بعد 120 ميلًا فقط من مدينة دونباس.

مدى أمان المحطات النووية

تعرّض مفاعل تشيرنوبل لانفجار 4 مفاعلات نووية واشتعال النيران فيه في عام 1986، ولا يعمل أيّ من هذه المفاعلات في الوقت الحالي، رغم استمرار بعضها في إنتاج الكهرباء حتى عام 2000، وتعرضت المحطة لهجوم روسي في 24 فبراير/شباط.

وتمتلك أوكرانيا 4 محطات للطاقة النووية، تحتوي على 15 مفاعلًا نوويًا، وتنتج الطاقة النووية نصف استهلاك البلاد من الكهرباء.

يقول الكاتب الصحفي الأميركي، المتخصص في شئون الطاقة، كين سيلفرستين: "يثير قصف المحطات النووية في أوكرانيا تساؤلات حول دور روسيا المستقبلي في صناعة الطاقة الدولية، كما يثير التساؤلات حول مدى أمان المحطات النووية في عالم يمكن فيه لرجل مجنون أن يطلق العنان لانتقامه".

وتابع: "من الممكن أن يتسبّب قصف المحطات النووية في تسريب إشعاعي قاتل محليًا ودوليُا وعبر المجال الجوي لروسيا نفسها".

وتتعرض صادرات النفط والغاز الروسية لعقوبات تقودها أوروبا التي تستورد 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من موسكو، كما
جمّدت ألمانيا مشروع نورد ستريم 2، الذي يهدف إلى مضاعفة تدفّق الغاز الروسي إلى برلين، وتصل تكلفته 11 مليار دولار.

وتمتلك أوروبا التي تبني العديد من محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال خيارات بديلة للغاز الروسي، تتمثل أبرزها في الولايات المتحدة التي تأمل في زيادة صادراتها من الغاز إلى القارّة العجوز.

هل تتسبب روسيا في كارثة نووية في أوكرانيا
المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبل النووية -صورة من فوربس

ورغم ذلك، قد تتراجع أوروبا عن إغلاق محطاتها النووية، خوفًا من نقص إمدادات الطاقة، كما فعلت بلجيكا، أو بناء المزيد منها، كما تدعو فرنسا.

وأعلنت بلجيكا تأجيل إغلاق محطاتها النووية لمدة 10 سنوات أخرى، بحيث تُغلَق في 2035، بدلًا من الموعد المحدد سابقًا بحلول 2025.

توفير اليورانيوم

تثير الحرب على أوكرانيا التساؤل حول استمرار روسيا في توفير اليورانيوم المستخدم في وقود المحطات النووية.

وتوفر روسيا نحو 16% من احتياجات الولايات المتحدة الأميركية من اليورانيوم، كما توفر موسكو 20% من احتياجات أوروبا من اليورانيوم، وتنتج أستراليا وكندا وقازاخستان ثلثي اليورانيوم في العالم، ويأتي 10% منه فقط من المناجم المحلية.

ويوجد 440 مفاعلًا نوويًا في 30 دولة، بالإضافة إلى 55 مفاعلًا آخر قيد الإنشاء.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية في عام 2016، إن الأسطول النووي في العالم يمتلك ما يكفيه من اليورانيوم، لمدة 130 عامًا.

وتقول رئيس معهد الطاقة النووية في سيراوييك، ماريا كورسنيك: "تمتلك روسيا حاليًا قدرة كبيرة على توفير اليورانيوم عالي التخصيب، الضروري لتزويد المفاعلات النووية بالوقود، لكن وزارة الطاقة الأميركية تنفق الكثير من الأموال للبحث عن اليورانيوم عالي التخصيب وتطويره"، وتمثّل الطاقة النووية 20% من توليد الكهرباء في الولايات المتحدة الأميركية.

وتتصاعد مخاوف الخبراء النوويين من صعوبة تشغيل المحطات النووية في أوكرانيا بعدد مناسب من الموظفين في بيئة أمنة، بالإضافة إلى حاجة المحطات للكهرباء، إذ يمكن أن يتسبّب الهجوم على المحطات بانقطاع التيار الكهربائي، وإذا تعطلت المولّدات الاحتياطية لأيّ سبب، فقد يتعطل نظام تبريد المفاعل، مما يؤدي إلى انهياره، وإطلاق الوقود المُشعّ، وربما انفجار المفاعل بالكامل، حسب موقع ويريد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق