إيجبس 2023.. خبراء أفارقة: نحتاج إلى الغاز أكثر من أوروبا (صور)

داليا الهمشري

2023-02-15

0 415

مؤتمر مصر الدولي للبترول إيجبس 2023 — جانب من جلسة "دور الغاز الطبيعي في دفع النمو الاقتصادي وتقليل فقر الطاقة في أفريقيا" في إيجبس 2023

أبرز عدد من الخبراء الأفارقة، خلال فعاليات مؤتمر ومعرض مصر للبترول إيجبس 2023، أن القارة تواجه عددًا من التحديات في قطاع الغاز، وفي مقدمتها تطوير البنية التحتية والحاجة إلى التمويل والتقنيات الحديثة.

وأشاروا -في جلسة نقاشية بعنوان "دور الغاز الطبيعي في دفع النمو الاقتصادي وتقليل فقر الطاقة في أفريقيا"- إلى أنه لا بد من تحقيق التوازن بين الاحتياجات الداخلية للقارة والتصدير إلى الخارج.

وكانت عدد من الدول الأوروبية وفي مقدمتها إيطاليا وألمانيا قد وضعت دول أفريقيا في مقدمة الوجهات لتنويع الإمدادات بعيدًا عن روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا.

الحاجة إلى بنية تحتية متطورة

استهلت المؤسِسة، الرئيسة التنفيذية لمشروع صحة المرأة الأفريقية الدولي الدكتورة موراديون أوغونلانا، كلمتها بتوجيه الشكر إلى القيادة المصرية، لاهتمامها بالقضايا الأفريقية في قمة المناخ كوب 27، وخلال مؤتمر ومعرض مصر للبترول إيجبس 2023.

وأكدت أوغونلانا أن أفريقيا غنية بمصادر الطاقة التقليدية والمتجددة على حد سواء، إلا أنها لفتت إلى حاجة القارة إلى إنشاء بنية تحتية جيدة وتكنولوجيات حديثة لتحقيق التقدم المطلوب في قطاع الطاقة.

وأبرز رئيس إستراتيجيات السياسة والدعم في الاتحاد الأفريقي يعقوب تراوري، أن أفريقيا ما تزال تعاني فقر الكهرباء في الوقت الذي تتمتع فيه بثروات طبيعية من النفط والغاز.

وأشار تراوري -خلال مداخلته ضمن فعاليات إيجبس 2023- إلى أن القارة السمراء ما تزال في حاجة إلى استثمارات جيدة للانتشار في الأسواق الدولية.

وشدّد قائلًا: "هدفنا التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات"، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

تحديات تواجه أفريقيا

من جانبها، رأت نائبة رئيس مؤسسة التمويل الأفريقية (إيه إف سي) تلوي أكوار، أن أفريقيا ما تزال تواجه تحديًا كبيرًا يتمثّل في نقص وسائل النقل والبنية التحتية لخدمة مشروعات الغاز.

ولفتت إلى أن القارة تحتاج إلى تمويل واستثمارات دولية للتغلب على مخاطر السوق المحلية، مشددة على الحاجة إلى وضع سياسات وتشريعات جديدة والتغلب على الصراعات الداخلية لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة.

وتوقعت -خلال مداخلتها ضمن فعاليات إيجبس 2023- أن تؤدي السنغال وغانا دورًا كبيرًا في صياغة مستقبل الطاقة في القارة.

وطالبت قطاع الغاز بالعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال استعمال تقنيات حديثة، مشيرة إلى أن الاستثمارات بعيدة الأمد لا بد أن تراعي الاستدامة في صناعة الغاز وتقليل البصمة الكربونية لهذا القطاع.

واتفقت مديرة تمويل المشروعات والأصول في بنك الاستيراد والتصدير الأفريقي هيلين بروما، مع المتحدثين في ضرورة العمل على تطوير البنية التحتية للغاز كونه مصدرًا انتقاليًا للطاقة.

وطالبت الحكومات الأفريقية بتقديم دور قيادي في دعم البنية التحتية وإنشاء أنابيب الغاز، مسلطة الضوء على الحاجة إلى وضع سياسات جيدة، وتحقيق التوازن بين استعمال الغاز لحل أزمة الكهرباء الداخلية والتصدير إلى أوروبا.

ودعت البنك الأفريقي والجهات التمويلية الأفريقية وشركات القطاع الخاص إلى المشاركة في دعم صناعة الغاز من خلال تقديم التمويل والاستثمارات اللازمة، مؤكدة أن الحل لا بد أن يكون أفريقيًا في المقام الأول، مشددة على أن قارة أفريقيا في حاجة إلى الغاز أكثر من أوروبا، لاستغلاله في تحقيق التقدم الاقتصادي.

يُشار إلى أنه يوجد في أفريقيا ما يقرب من 600 مليون مواطن محرومين من الكهرباء، وأكثر من 900 مليون شخص يحتاجون إلى وقود الطهي.

صناعة الغاز الأفريقية

أفاد الرئيس الهندسي لشركة باكسون الأميركية للطاقة لا شوسا، بأن أفريقيا تحتاج إلى التقنيات الجديدة في صناعة الغاز، لاستغلال ما تتمتع به من ثروات طبيعية، لا سيما في مجال الغاز المسال لصالح شعوبها.

وأبرز أن القارة لديها فرصة جيدة للتوسع في إنتاج الهيدروجين الرمادي من الغاز الطبيعي.

ورأى أنه من حق أفريقيا استغلال ثرواتها الطبيعية لتحقيق التقدم وحل أزمة الكهرباء، ولكنها تحتاج إلى التقنيات اللازمة لخفض الانبعاثات في هذا القطاع، بجانب حاجتها إلى التمويل ليس فقط لبناء البنية التحتية اللازمة للغاز المسال، وإنما للحصول على التقنيات المتقدمة لتحقيق التقدم في هذا القطاع وخفض انبعاثاته.

وأوضح أنه لا بد أن تعمل أفريقيا على خلق توازن بين الوقود وخفض الانبعاثات لتحقيق النجاح على المدى الطويل.

وكانت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي أماني أبوزيد، قد دعت خلال الجلسة الحوارية الأولى في إيجبس 2023، العالم والاتحاد الأوروبي إلى دعم الشراكة العادلة مع دول الاتحاد الأفريقي التي تزخر بموارد الطاقة، بما يحقق المنفعة المشتركة وطموحات القارة، فالطاقة قادرة على توحيد الشعوب.

وأضافت -في الجلسة التي شارك فيها وزير البترول المصري طارق الملا، ومفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون- أن أفريقيا هي قلب الطاقة في العالم، وتمتلك حصة إنتاجية مهمة، وهو ما يدعو العالم إلى التعاون معها بصورة عادلة لتنمية مواردها.

وأعربت سيمسون عن استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في توفير التكنولوجيات اللازمة لأفريقيا لإنتاج الوقود الأحفوري بشكل كفء من خلال إزالة الكربون والميثان.