التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

مبيعات النفط الروسي إلى الهند حققت أرباحًا لشركات كبرى.. أبرزها في الإمارات (تقرير)

قبل بدء العقوبات ضد خام موسكو

نوار صبح

قبل حظر الاتحاد الأوروبي صادرات النفط الروسي المنقول بحرًا في ديسمبر/كانون الأول (2022)، الذي وضع روسيا -إلى جانب سقف الأسعار- تحت رحمة اثنين من كبار المشترين؛ الصين والهند، جنت العديد من الشركات التجارية الجديدة، خصوصًا في دبي بدولة الإمارات، أرباحًا كبيرة من تداول خام موسكو.

وتُظهر تقييمات الأسعار لدى وحدة بلاتس، التابعة لستاندرد آند بورز غلوبال، هامشًا سعريًا يزيد على 20 دولارًا بين برميل خام الأورال الروسي، الذي يُنْقَل من مواني منطقة البلطيق، والنفط نفسه الذي يجري تسليمه إلى الساحل الغربي للهند.

وتبلغ التدفقات الآن نحو 1.5 مليون برميل يوميًا، وتصل أرباح تلك الشركات التجارية الجديدة إلى مليار دولار شهريًا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويجري تداول شحنات خام الأورال في بحر البلطيق بنحو 40 دولارًا للبرميل دون سعر خام برنت، وهو معيار مهم لتداولات النفط المادية، في حين خُصمت الشحنات التي يجري تسليمها على الساحل الغربي للهند بمقدار 20 دولارًا للبرميل في المتوسط منذ منتصف يناير/كانون الثاني.

وسيذهب بعض الفرق في سعر تداول النفط الروسي إلى دفع ثمن الناقلات التي تقوم برحلة ذهابًا وإيابًا لمدة شهرين، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 10 فبراير/شباط الجاري.

وعلى الرغم من أن سعر التصدير الفوري يفوق السعر الذي تم تسليمه، فإن فرق السعر يشير، من الناحية النظرية، إلى أرباح تجارية كبيرة.

صادرات النفط الروسي إلى الهند

النفط الروسي
محطة لتكرير النفط بمنطقة سامارا في روسيا - الصورة من بلومبرغ

ارتفعت صادرات النفط الروسي إلى الهند، في شهر يناير/كانون الثاني (2023)، لتسجل 28% من إجمالي الخام المستورد، مقابل 1% فقط قبل بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، حسبما نشرت منصة الطاقة المتخصصة في 6 فبراير/شباط الجاري.

وستواصل الهند شراء الخام -متضمنًا الخام الروسي- من أي مكان في العالم، لتلبية احتياجاتها من الطاقة، بحسب تصريحات مصدر هندي مسؤول، على هامش مؤتمر أسبوع الطاقة المنعقد في نيودلهي حاليًا.

وكانت الدول الأوروبية ومجموعة الـ7 الصناعية وأستراليا، قد فرضت سقفًا لسعر النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وتستهدف الدول بذلك تقليص إيرادات صادرات النفط الروسي، لمنع موسكو من مواصلة الحرب على أوكرانيا.

وتبع ذلك سقف سعري للمشتقات الروسية بدأ تنفيذه يوم الأحد 5 فبراير/شباط (2023)، عند 100 دولار لبرميل الديزل، و45 دولارًا لبرميل وقود المركبات.

واردات الهند من النفط الروسي

أكد رئيس اتحاد صناعة النفط الهندية غورميت سينغ، أنه من المتوقع ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي بشكل أكبر في عام 2023، نظرًا إلى انخفاض أسعاره في أعقاب العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو، ردًا على غزو أوكرانيا.

وهو ما يعزّز نمو الواردات الذي شهده العام الماضي (2022)، لكن ستستمر المصافي في اتخاذ قرارات الشراء بصورة مستقلة بناءً على اعتبارات تجارية بحتة، وفق ما صرّح به سينغ في مقابلة مع منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

ويشير الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- إلى حجم استهلاك النفط في الهند حتى نهاية عام 2022:الطلب على النفط في الهند

وأوضح سينغ -على هامش أسبوع الطاقة الهندي- أن أكثر من 60% من سلة الخام الهندي كانت مكونة من خامات الشرق الأوسط قبل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، في حين أن الباقي يتكوّن من خامات أميركا الشمالية بنحو 14%، وخامات غرب أفريقيا بنسبة 12%، وخامات أميركا اللاتينية بنسبة 5%، في حين كانت الخامات الروسية تمثّل نحو 2% فقط.

وقال: "شهدت واردات الهند من النفط الخام الروسي زيادة كبيرة في الأشهر القليلة الماضية، وظلت روسيا أكبر مورد للنفط إلى الهند في ديسمبر/كانون الأول، تليها العراق والسعودية، ربما نتيجة تعميق الخصومات بسبب العقوبات الإضافية التي فرضتها مجموعة الدول الـ7 والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك سقف سعري عند 60 دولارًا للبرميل".

كما أشار سينغ إلى أن النفط الروسي شكّل 15% من إجمالي المشتريات الهندية بنهاية عام 2022، وانخفضت حصة منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" إلى أدنى مستوى في أكثر من عقد.

وأوضح سينغ أن حصة أوبك من واردات الهند النفطية تقلّصت إلى 64.5% في 2022، من ذروة بلغت 87% في 2008، إلا أن العراق والسعودية ما يزالان أكبر موردي الهند في العام الماضي (2022)، حسبما نشرت منصة الطاقة المتخصصة في 9 فبراير/شباط الجاري.

وأضاف أن "زيادة تداول النفط الخام الروسي قلّلت من شهية الهند على الدرجات الأفريقية التي تراجعت حصتها في واردات 2022 إلى أدنى مستوى لها في 17 عامًا، في حين تراجعت حصة أميركا اللاتينية إلى أدنى مستوياتها في 15 عامًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق