غازأخبار الغازرئيسية

أوزبكستان تدخل في ورطة بسبب توقف صادرات الغاز من جارتها

والرئيس يطيح بعدد كبير من المسؤولين

عمرو عز الدين

تواجه أوزبكستان، إحدى الدولة الحبيسة جغرافيًا وسط آسيا، بوادر أزمة طاقة ضخمة تلوح في الأفق؛ بسبب انقطاع صادرات الغاز الطبيعي من جارتها تركمانستان.

وأكدت وزارة الطاقة في أوزبكستان توقّف جارتها الوسط آسيوية عن تصدير الغاز الطبيعي إليها بصورة كاملة لظروف الطقس شديد البرودة، وفقًا لوكالة رويترز.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أن تركمانستان أوقفت -أيضًا- 20% من صادرات الكهرباء إليها خلال هذا الأسبوع؛ ما قد يفاقم من أزمة انقطاع التيار الكهربائي المستمرة منذ أشهر، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واضطرت أوزبكستان هي الأخرى لإيقاف تصدير الكهرباء للخارج، على أمل المساهمة في تعويض نقص موارد الطاقة في السوق المحلية، وفقًا لوكالة إنترفاكس الروسية.

36 مليون نسمة

أوزبكستان
منشأة تسييل غاز طبيعي في أوزبكستان - الصورة من موقع kun.uz

تعدّ أوزبكستان أكبر دولة من حيث السكان في وسط آسيا، بـ36 مليون نسمة تقريبًا، وهي دول حبيسة جغرافيًا، أي لا تطلّ على سواحل، وليس لديها منفذ بحري.

وتعاني البلاد من نقص مزمن في الطاقة تتبدّى مظاهره في انقطاع التيار الكهربائي وإمدادات الغاز للمنازل بصورة مستمرة.

وتقول وزارة الطاقة الأوزبكية، إن الطاقة الإنتاجية لخطوط أنابيب الغاز والشبكات الكهربائية الرئيسة كافية لتلبية الطلب الحالي، لكنها تتوقع حدوث اضطراب خلال الأسابيع المقبلة بسبب توقف إمدادات الغاز الطبيعي والكهرباء من الجارة تركمانستان.

اتفاق مشترك لتوريد 1.5 مليار متر مكعب

ترتبط كلا الدولتين باتفاقية ثنائية موقعة في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، لتوريد 1.5 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي خلال موسم الشتاء، لكن يبدو أن قدرة تركمانستان على الوفاء بالاتفاق مازالت محل اختبار.

وأبدى الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزوييف انتقادات حادة للمسؤولين في قطاع الطاقة خلال اجتماع يوم الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2023.

ووقّع الرئيس بعد هذا الاجتماع قرارًا بإقالة عدد من المسؤولين في القطاع، من بينهم رئيس بلدية العاصمة طشقند؛ بسبب فشله في التعامل مع أزمة البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

وقال الرئيس شوكت ميرزوييف في خطاب، إن سبب إقالته رئيس بلدية طشقند يرجع إلى ضعف استعداداته لتهيئه العاصمة لاستقبال فصل الشتاء القارس، إضافة إلى تقديم تقارير كاذبة غير واقعية عن حالة الاستعدادات.

كما أقال الرئيس مسؤولين آخرين، من بينهم نائب وزير الطاقة، ورئيس قطاع الطاقة الحرارية الجوفية، إضافة إلى عدد من رؤساء البلديات الأخرى، مع وضع بعض مديري شركات الطاقة تحت المراقبة.

الرئيس يتهم مسؤولين بالفساد

أوزبكستان
الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزوييف - الصورة من موقع kun.uz

اتهم الرئيس المسؤولين المعنيين صراحة بعدم الجدّية في مكافحة الفساد والنهب والسرقة بقطاع الطاقة؛ ما أدى إلى عدم وصول 20% من الغاز على الأقلّ للمستهلكين.

وتعدّ أوزبكستان من أكبر الدول المنتجة للغاز في العالم، بحجم إنتاج يصل إلى 52 مليار متر مكعب سنويًا، كانت تصدّر 10% منه إلى الصين، ثم أوقفت التصدير بالكامل منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعاني أوزبكستان من تقادم البنية التحتية لقطاع الطاقة كغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة؛ ما يضطرها لاستيراد قرابة 15 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا لتعويض العجز.

واقترحت موسكو،في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022،فكرة إنشاء اتحاد لنقل الغاز الروسي عبر أراضي أوزبكستان وقازاخستان.

وتقول روسيا، إن هدف الاتحاد يتمثل في دعم عمليات التوريد بين الدول الثلاث ومشترين آخرين للطاقة، من بينهم الصين، لكن تطورات تنفيذ هذه الفكرة لم تظهر للعلن بعد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقترب حجم إنتاج أوزبكستان وقازاخستان من الغاز الطبيعي من حجم استهلاكهما المحلي مع عجز طفيف في البلدين، ومن المتوقع أن تسهم فكرة الاتحاد مع روسيا في تأمين أيّ نقص محتمل للطاقة في الجمهوريتين الحبيستين جغرافيًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق