التقاريرالتغير المناخيالتقارير السنويةتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

سباق الحياد الكربوني 2022.. عام من الإنجازات والإخفاقات (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • تراجع تكلفة مصادر الطاقة المتجددة عالميًا خلال 2022
  • إضافات سعة الطاقة المتجددة غير كافية لتحقيق الحياد الكربوني
  • الحياد الكربوني يتطلب دعمًا مستمرًا لأسواق الكربون العالمية
  • ارتفاع أسعار البطاريات يضغط على صناعة السيارات الكهربائية

شهد سباق الحياد الكربوني عامًا مختلطًا خلال 2022، ما بين نمو قياسي لسعة الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، وزيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري لتعزيز أمن الطاقة، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وشجعت الحرب الروسية الأوكرانية العالم على دفع سياسات التحول إلى الطاقة النظيفة، لكن في الوقت نفسه، أدى نقص إمدادات الغاز الطبيعي إلى زيادة الاعتماد على الفحم لتوليد الكهرباء خلال العام الماضي (2022)، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح تقرير حديث صادر عن مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس 5 إنجازات وإخفاقات شهدها سباق الحياد الكربوني في 2022.

ومن المتوقع أن تظل الضغوط التي شوهدت خلال 2022 في دائرة الضوء طوال العام الجاري (2023)، بل من المحتمل أن تتفاقم بسبب توقعات الركود الاقتصادي.

ولمتابعة حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022 بشأن أسواق النفط والغاز والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وغيرها، إلى جانب توقعات عام 2023، يُرجى الضغط هنا.

استمرار تراجع تكلفة الطاقة المتجددة

أصبح توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة أرخص من أيّ وقت مضى، بفضل تحسين التكنولوجيا ووفورات الحجم ودعم سلاسل التوريد، لتكون أكثر تنافسية مع الوقود الأحفوري.

وانخفضت التكلفة المستوية للكهرباء -صافي القيمة الحالية لتكلفة وحدة الكهرباء على مدى عمر المنشأة- لمشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 60% على الأقلّ، مقارنة بالعقد المنتهي في 2012.

وهذا جعل التكلفة المستوية للكهرباء لمشروعات الطاقة المتجددة أقلّ من الفحم والغاز الطبيعي للمرة الأولى على الإطلاق، حتى الرياح البحرية باتت أقلّ تكلفة من محطات الوقود الأحفوري في النصف الثاني من 2022، مدفوعة بهبوط أسعار التوربينات في الصين.

ومع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبحت التكلفة المستوية للكهرباء في محطات الغاز الطبيعي هي الأعلى خلال 2022، بما يعادل ضعف مثيلتها في الطاقة الشمسية والرياح البرية.

وأثّر التضخم سلبًا في أسعار المواد الخام والشحن والتمويل بالنسبة إلى الطاقة المتجددة، لكن تراجع توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري، بسبب ارتفاع أسعاره لمستويات تاريخية، جعل المصادر المتجددة تحتفظ بميزتها التنافسية.

زيادة السعة المتجددة غير كافية لتحقيق الحياد الكربوني

بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، بلغت سعة الطاقة المتجددة المركبة عالميًا مستوى قياسيًا عند 352.1 غيغاواط خلال 2022، مقابل 285.8 غيغاواط العام الماضي (2021)، كما يُظهر الرسم التالي:

سعة الطاقة المتجددة المضافة عالميًا

ورغم ذلك ما يزال الفحم والغاز يمثلّان المصدرين الأول والثاني لتوليد الكهرباء على مستوى العالم في الوقت الحالي، وفق التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

ويشير سيناريو التحول الاقتصادي الخاص بوكالة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس -يأخذ في حسبانه القدرة التنافسية للتقنيات من حيث التكلفة، ويفترض عدم إدخال سياسات جديدة- إلى أن توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية معًا قد يتجاوز الغاز في عام 2024، ثم الفحم عام 2028.

ومع ذلك -استنادًا إلى الاتجاهات الحالية- لن يكون النمو المتوقع في مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 7 مرات إلى 16 تيراواط كافيًا للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، والذي يتطلب تركيب 28 تيراواط.

خفض استهلاك الوقود الأحفوري

ترى بلومبرغ أن الوصول إلى ذروة الطلب على الوقود الأحفوري ليس كافيًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، إذا لم ينخفض الاستهلاك بصورة كبيرة.

يواجه العالم صعوبة بالغة في التخلص من الوقود الأحفوري، ومع ذلك، فإن الانتشار المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية قد يُسرّع وصول استهلاك الفحم والنفط إلى ذروتهما هذا العقد (2030)، على أن يصل الطلب على الغاز إلى ذروته أوائل العقد المقبل.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي توقعات منظمة أوبك لمزيج الطاقة العالمي بحلول 2045، مقارنة مع عام 2021:

مزيج الطاقة العالمي

وحال تحقيق ذلك، فإن الانبعاثات العالمية قد تنخفض بنسبة 29% حتى منتصف القرن، مع استمرار إطلاق أكثر من 24 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربوني بحلول عام 2050، وهذا من شأنه أن يضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق سيناريو 2.6 درجة مئوية من الاحتباس الحراري أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وهذا يعني أن العالم سيفشل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وأهداف اتفاقية باريس للمناخ للحدّ من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى أقلّ بكثير من درجتين مئويتين، في حالة عدم خفض استهلاك الوقود الأحفوري بصورة أكبر.

ويحتاج ذلك إلى توسيع نطاق تقنيات إزالة الكربون عبر قطاعات الكهرباء والنقل والصناعة والمباني، مثل الهيدروجين والمضخات الحرارية واحتجاز الكربون وتخزينه.

دعم أسواق الكربون

يمكن أن تكون أسواق الكربون مفتاح الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، لكن أسعار الكربون بحاجة إلى الارتفاع حتى تُحفّز اعتماد بدائل نظيفة.

ويقع ما يقرب من خُمس الانبعاثات العالمية تحت إطار ما يسمى بسوق الكربون الإلزامية، بزيادة 5% قبل عقد من الزمن، لكن التبنّي الجماعي ليس كافيًا حتى الآن لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

ويقدّر البنك الدولي أن سعر الكربون من 50 إلى 100 دولار للطن ضروري بحلول عام 2030 لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، لكن الأسعار في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ونيوزيلندا فقط أعلى من هذا النطاق حاليًا.

وفي الصين، وهي أكبر سوق في العالم من حيث تغطية الانبعاثات، فإن أسعار الكربون أقلّ من 10 دولارات للطن، حسب التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

وشهدت أسعار الكربون العالمية تقلبات قوية خلال 2022، لا سيما في الاتحاد الأوروبي، مع تداعيات أزمة الطاقة.

ارتفاع أسعار البطاريات

ارتفع سعر بطاريات الليثيوم لأول مرة منذ عام 2010، بنسبة 7% العام الماضي، ليصل إلى 151 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة، مع ارتفاع تكاليف السلع والمكونات، خاصة المعادن الرئيسة، مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت.

ويعدّ انخفاض أسعار البطاريات أمرًا بالغ الأهمية لتسريع اعتماد المركبات الكهربائية، فضلًا عن تخزين الكهرباء لدعم تركيب مصادر الطاقة المتجددة ذات الطبيعة المتقطعة.

وبالنسبة للمركبات الكهربائية، فإن سعر البطاريات عند 100 دولار لكل كيلوواط/ساعة هو النقطة التي يُتوقع عندها تحقيق التكافؤ في الأسعار مع سيارات البنزين والديزل.

وتتوقع بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس عدم الوصول إلى هذا الحاجز حتى عام 2026، أي بعد عامين مما كان متوقعًا في السابق.

ومن المتوقع كذلك -حسب التقرير- انخفاض أسعار البطاريات بأكثر من الثلث بحلول عام 2027، إلى 94 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق