غازأخبار الغازرئيسية

روسنفط تسعى لاقتناص فرصة في خط أنابيب الغاز "باور أوف سيبيريا 2"

وبوتين يصدر تعليمات للنظر في المسألة

مي مجدي

تحارب شركة روسنفط الروسية العملاقة ليكون لها دور مستقبلي بخط أنابيب باور أوف سيبيريا 2، الذي سيضخ قرابة 50 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى الصين عبر منغوليا.

وقالت الشركة، اليوم الإثنين 9 يناير/كانون الأول (2023)، إنها تأمل توفير الغاز الطبيعي من حقليها في منطقتي كراسنويارسك وإيركوتسك إلى خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2.

وطالبت الشركة بربط حقليها بخط أنابيب الغاز الجديد، والذي ما يزال في طور التصميم، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وتهدف شركة غازبروم الروسية إلى بدء توريد الغاز عبر خط الأنابيب -الذي يبلغ طوله 2600 كيلومتر- بحلول عام 2030.

ومع تداعيات فقدان السوق الأوروبية خلال عام 2022، يبدو أن بناء خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 هو الفرصة الحقيقية الوحيدة لشركة غازبروم لتعويض صادرات الغاز في المستقبل.

خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2

تعدّ شركة روسنفط ثالث أكبر منتج للغاز في البلاد، بعد شركتي غازبروم ونوفاتك.

ويمتد مسار باور أوف سيبيريا 2 بالقرب من حقول النفط والغاز التابعة لشركة روسنفط مع احتياطيات تُقدَّر بنحو تريليون متر مكعب في جنوب إقليم كراسنويارسك، و0.5 تريليون في منطقة إيركوستك.

روسنفط و خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2
خط أنابيب غاز "باور أوف سيبيريا" – الصورة من موقع غازبروم

لذا، طلب الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط إيغور سيتشين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يضعها في الحسبان عند تصميم وبناء خط أنابيب الغاز باور أوف سيبيريا 2.

وعلى هذا الأساس، أصدر بوتين في 20 ديسمبر/كانون الأول 2022، تعليمات لنائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك لحلّ المسألة مع شركة غازبروم، وفقًا لصحفية كوميرسانت الروسية.

وسبق أن صرّح رئيس الوزراء المنغولي لوفسانامسرين أويون إردين بأن بناء خط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي الذي يمر عبر منغوليا سيبدأ في عام 2024.

ومن المتوقع تقديم موعد عمليات البناء وسط تدهور العلاقات بين موسكو والدول الغربية جراء الحرب في أوكرانيا، والعقوبات اللاحقة التي أدت إلى تقليص إمدادات الغاز للدول الأوروبية.

وقال رئيس الوزراء المنغولي، إن خطط بناء خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 ستمضي قدمًا، على الرغم من الوضع في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن يغذّي شبكة الغاز الوطنية في الصين، وستحصّل منغوليا دخلًا من رسوم العبور، والرسوم ذات الصلة.

هل سيحل الخط الجديد محل نورد ستريم 2؟

على صعيد متصل، قال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك في سبتمبر/أيلول (2022)، إن مشروع باور أوف سيبيريا 2 سيحلّ محلّ نورد ستريم 2، وهو خط أنابيب مقترح لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وخاصة ألمانيا.

وانتهت موسكو من بناء خط الأنابيب المثير للجدل في سبتمبر/أيلول (2021)، لكن ألمانيا أوقفت إجراءات اعتماده بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أن روسيا والصين ستوقّعان -قريبًا- صفقة لتوريد 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا عبر خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 المقترح.

وتعادل هذه الكمية السعة القصوى لخطّ أنابيب نورد ستريم 1، البالغة 55 مليار متر مكعب سنويًا.

وسيزوّد خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 اقتصاد الصين المتعطش للطاقة عبر منغوليا، غرب روسيا، وهو مسار لاحق لخطّ أنابيب باور أوف سييريا 1، الذي تديره شركة غازبروم، ويمتد من شرق سيبيريا إلى شمال الصين.

المنافسة بين شركات الغاز الروسية

ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها روسنفط للاستفادة من صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب، التي يُسمح بها قانونًا لشركة غازبروم.

ففي عام 2014، حاولت روسنفط تصعيد حملتها لتجريد شركة غازبروم من احتكارها لصادرات الغاز الروسية.

وهددت شركة النفط بمقاضاة غازبروم ما لم تفتح خط أنابيب سيبيريا لمنتجي الغاز المنافسين.

روسنفط و خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2
خط أنابيب غاز "باور أوف سيبيريا" – الصورة من موقع غازبروم

وكانت غازبروم في ذلك الوقت تستعد لبناء خط باور أوف سيبيريا -المصمم لنقل 38 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويًا إلى الصين- وتوقيع عقد تصدير الغاز بقيمة 400 مليار دولار مع الصين.

وأعلنت شركة غازبروم أن الشركة تبني خط الأنابيب بأموالها الخاصة بقيمة 55 مليار دولار، وستزوّده بالغاز الخاص بها.

وضغطت شركة روسنفط للاستفادة من خط أنابيب باور أوف سيبيريا منذ الانتهاء من صفقة الغاز الصينية، وقدّمت شكوى مفادها أنه ليس من العدل أن تستغل شركة غازبروم خط الأنابيب وحدها.

تحول الصين إلى الغاز الطبيعي

يأتي ذلك في وقت تتجه فيه الصين إلى الغاز الطبيعي، ضمن مساعيها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

وتعدّ الصين أكبر مستهلك للغاز في العالم، وتستورد نحو 43% من احتياجاتها من الغاز، ويتضمن ذلك 89 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، و46 مليار متر مكعب من الغاز عبر خطوط الأنابيب، وفقًا للإدارة العامة للجمارك بالبلاد.

ويتجاوز استهلاك أوروبا السنوي من الغاز البالغ 541 مليار متر مكعب، الاستهلاك الصيني الذي يُقدَّر بنحو 331 مليار متر مكعب، لكن من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك إلى 526 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، في ظل محاولات بكين لتقليص اعتمادها على الفحم.

وتقدّر شركة ماكنزي للاستشارات أن الطلب على الغاز في الصين سيتضاعف بحلول عام 2035.

ومن المتوقع أن يصل الاستهلاك السنوي من الغاز إلى 620 مليار متر مكعب حبوب عام 2040، متفوقًا على النفط بصفته مصدرًا رئيسًا للوقود بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق