رئيسيةأخبار الغازروسيا وأوكرانياعاجلغاز

بريطانيا تتجاهل أزمة أوكرانيا لتأمين احتياجاتها من الغاز الروسي

يبدو أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على الاستغناء عن الغاز الروسي، على الرغم من التصريحات والعقوبات المفروضة على موسكو لغزوها أوكرانيا.

وكشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن أزمة طاقة كبيرة تعيشها دول الاتحاد الأوروبي التي تعتمد بصفة رئيسة على موسكو في تأمين احتياجاتها من واردات الطاقة، لذا عارضت العديد منها -وفي مقدمتها ألمانيا- فرض حظر على واردات الطاقة الروسية.

وعلى الرغم من أن بريطانيا كانت في مقدمة الدول بعد أميركا التي أعلنت فرض حظر على واردات النفط والغاز الروسية بحلول نهاية العام، واعتماد عقوبات على عدد من المصارف والشخصيات الروسية، فإنها تراجعت عن ذلك أمام مصالحها الوطنية.

غض الطرف عن العقوبات

أظهرت وثيقة صادرة عن وزارة الخزانة البريطانية، اليوم الجمعة، أن بريطانيا منحت غازبروم بنك الروسي الخاضع للعقوبات والشركات التابعة له ترخيصًا للمدفوعات حتى نهاية مايو/أيار، من أجل ضمان إمدادات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.

ويسمح الترخيص للفرد أو الشركة بمواصلة المدفوعات بموجب عقود بدأت قبل 21 أبريل/نيسان 2022 ويسمح بإجراءات مثل فتح الحسابات المصرفية وإغلاقها لإجراء هذه المدفوعات، وفقًا لوكالة رويترز.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد حذّر من احتمال قطع إمدادات الغاز الروسي ما لم يتم الدفع بالروبل، ردًا على عقوبات واسعة النطاق أعلنتها دول غربية من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

واقترحت موسكو أن يفتح مشترو الطاقة حسابات في غازبروم بنك، إذ ستُحوّل المدفوعات باليورو أو الدولار إلى العملة الروسية.

ومن بين الكيانات الروسية التي فرضت بريطانيا عقوبات عليها لمعاقبة الكرملين وأنصاره بشأن النزاع في أوكرانيا، غازبروم بنك، إحدى القنوات الرئيسة لدفع ثمن النفط والغاز الروسيين.

الغاز الروسي
مقر غازبروم بنك- الصورة من رويترز

الدفع بالروبل

كان نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، قد أكد في تصريحات سابقة أن العديد من مشتري الغاز الروسي وافقوا على الدفع بالروبل، تنفيذًا لقرار الرئيس فلاديمير بوتين الذي دخل حيز التنفيذ بدءًا من الشهر الجاري.

وشدد نوفاك على أنه من غير المرجح أن تتمكن دول الاتحاد الأوروبي من استبدال النفط والغاز من روسيا بالكامل في السنوات الـ5-10 المقبلة.

وتستحوذ روسيا على 30% من إمدادات النفط، و40% من إمدادات الغاز، إلى دول الاتحاد الأوروبي، في حين تبلغ حصة الفحم الروسي من إجمالي الواردات الأوروبية نحو ثلث إجمالي المشتريات.

ضخ الغاز

تواصل شركة غازبروم الروسية العملاقة للطاقة تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي عبر أوكرانيا تماشيًا مع طلبات المستهلكين الأوروبيين، وفقًا للمنتج الغازي.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إنه لم تحدث تغييرات في الجدول الزمني الروسي لجعل الشركات الأجنبية تدفع ثمن الغاز بالروبل بعد قرار بريطانيا بشأن ترخيص غازبروم بنك.

وأضاف بيسكوف أن جميع مواعيد المدفوعات محددة في مرسوم بوتين الرئاسي في نهاية مارس/آذار، وينبغي تنفيذ التسويات بما يتماشى مع هذا الأمر.

وقال بيسكوف يوم الإثنين الماضي إنه لا يزال هناك متسع من الوقت أمام ما يسمى الدول "غير الصديقة" للتحول إلى مدفوعات الغاز بالروبل التي تُستحق في مايو/أيار.

الغاز الروسي
شركة غازبروم الروسية - الصورة من رويترز

تراجع الصادرات

يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه محللون أن صادرات غازبروم التي يسيطر عليها الكرملين إلى أوروبا قد تنخفض بنحو الثلث هذا العام بسبب الأزمة في أوكرانيا والتنافس مع الغاز الطبيعي المسال وخطط التحول إلى مدفوعات الروبل.

وقال محللون إن خطط فرض رسوم على الدول "غير الصديقة" مقابل مبيعات الغاز بالروبل قوّضت -أيضًا- آفاق صادرات الغاز الروسي، إذ قالت أوروبا إن هذا يرقى إلى مستوى "الابتزاز" ورفض بالإجماع تقريبًا الامتثال، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وقال المحلل من مركز الطاقة في مدرسة سكولكوفو للإدارة في موسكو، سيرجي كابيتونوف، إن إمدادات غازبروم إلى أوروبا قد تنخفض بما يتراوح بين 40 و45 مليار متر مكعب هذا العام من نحو 150 مليار متر مكعب في عام 2021.

أكبر مشتري الغاز الروسي

كان أكبر مستهلكين لغاز غازبروم في أوروبا في عام 2021 ألمانيا، التي حصلت على 45.8 مليار متر مكعب، وإيطاليا 20.8 مليار متر مكعب، والنمسا التي حصلت على 13.2 مليار متر مكعب.

وتُعد روسيا أكبر مورد إلى ألمانيا، إذ توفر ما يقل قليلًا عن ثلث احتياجاتها من الغاز، في حين تحصل إيطاليا على نحو 40% من الغاز المستورد، والنمسا 80% من غازها الطبيعي من البلاد.

حتى الآن، وافقت المجر فقط على الانتقال إلى مخطط الغاز مقابل الروبل، الذي يتضمن سداد المشترين مدفوعات بالعملة الأجنبية من خلال بنك غازبروم بنك الروسي، الذي من شأنه تحويله لاحقًا إلى روبل.

وذكرت مذكرة داخلية للمفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي أن دفع مشتري الاتحاد الأوروبي مقابل الغاز الروسي بالروبل من شأنه أن يخرق نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق