التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسيةقمة المناخ كوب 27

قمة المناخ.. 7 طُرق لمعالجة أزمة الاحتباس الحراري (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • نحو 75% من أزمة المناخ ناتج عن الاستخدام المستمر للوقود الأحفوري
  • قبل 3 ملايين سنة كان مستوى سطح البحر أعلى بمقدار 16 مترًا
  • تعديل المباني لاستبدال مضخات حرارية وعزل أفضل بالغاز سيتطلب منحًا وإعفاءات ضريبية
  • تنفق دول العالم ملياري دولار أميركي يوميًا على الدعم المباشر للوقود الأحفوري

وسط متابعة العالم أعمال قمة المناخ كوب 27، التي بدأت في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمدينة شرم الشيخ في مصر، يرى البعض أن حلول أزمة المناخ العالمية سهلة، وتتلخص في 7 طُرق للبدء بمعالجتها.

ويتساءل بعض المحللين عمّا إذا كانت قمة كوب 27 ستسفر عن اختراقات جديدة، التي تبدو صعبة بناءً على التجارب السابقة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

يأتي ذلك بالتزامن مع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الجميع "سيهلكون" إذا لم تحقق الدول اتفاقية مناخية تاريخية، حسبما نشرت مجلة "كوربوريت نايتس" (Corporate Knights) الكندية.

الطُرق الـ7 للبدء بحلّ أزمة تغير المناخ:

  • 1. المصارحة الكاملة بشأن أزمة المناخ

يرى الكاتب الكندي، مؤلف كتاب "رحلة إلى المستقبل: عالم أفضل ممكن"، غاي دونسي، أن معظم الناس يعيشون فيما يسميه "عالَم النسيان" المناخي.

وأضاف أن الناس يعرفون أن تغير المناخ أمر خطير للغاية، ولكن نظرًا لعدم تعامل أيّ حكومة تقريبًا معه على أنه أزمة، فإنهم يفترضون أنه لا بأس بالاستمرار في الطيران، وقيادة سيارة دفع رباعي تستهلك كميات كبيرة من البنزين، وتناول لحوم البقر، والتذمر من أسعار النفط.

وأوضح أنه إذا عرف الناس نصف الحقائق، فسيشعرون بالقلق المناخي، ويطالبون باتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة، تمامًا مثل المحتجّين الشباب من أجل المناخ.

من جانبها، تقول الحكومة الكندية عمومًا الأشياء الصحيحة، لكن تصريحاتها بشأن أزمة المناخ تحتاج إلى المزيد من الإلحاح، ويجب على الحكومات، من خلال أفعالها، أن تدقّ أجراس الإنذار بشأن حقيقة الوضع.

جرس الإنذار رقم 1: هو الاتجاه نحو عالم سيكون أكثر دفئًا بمقدار درجتين مئويتين إلى 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وقد كان مستوى سطح البحر أعلى بمقدار 16 مترًا عندما كان فيها هذا الجو دافئًا، آخر مرة، قبل 3 ملايين سنة.

جرس الإنذار رقم 2: إن الأحداث المناخية المتمثلة في الفيضانات المدمرة، والأعاصير القوية، وأوقات الجفاف الطويلة، وحرائق الغابات سريعة الانتشار، وموجات الحر الطويلة، سوف تتفاقم.

ومن المتوقع أن تكلف الخسائر الناجمة عن أزمة المناخ في كندا 2.8 تريليون دولار سنويًا بحلول نهاية القرن، في ظل سيناريو ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار درجتين مئويتين، وفقًا لمعهد جامعة كوينز الكندية للتمويل المستدام.

جرس الإنذار رقم 3: بحلول عام 2050، قد يكون هناك 1.2 مليار لاجئ مناخي يبحثون عن مكان آمن للعيش فيه، بحسب مقال للكاتب الكندي غاي دونسي، نشرته مجلة "كوربوريت نايتس" في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

  • 2. استعمال مصادر الطاقة المتجددة

تأتي جميع أنواع الطاقة، باستثناء الطاقة الحرارية الجوفية والمد والجزر، من الشمس، كرة النار المذهلة التي تُعدّ أكبر مليون مرة من كوكب الأرض الصغير، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولأكثر من مليون عام، استخدم الناس الطاقة الشمسية عن طريق حرق الأخشاب التي تنمو تحت أشعة الشمس.

وقام الناس، طوال 300 عام، بحرق الأخشاب المتحجرة والنباتات والكائنات البحرية التي نمت تحت طاقة الشمس، في شكل الفحم والنفط والغاز.

اليوم، يعرف الناس طريقة استعمال طاقة الشمس مباشرة من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح (إذ تسبب حرارة الشمس فروق ضغط، هي التي تولد الرياح) ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى.

وتُعدّ الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هما أرخص أشكال الطاقة الجديدة، وسوف تتحسن التقنيات المتجددة وتصبح أرخص تكلفة، بحسب مقال للكاتب الكندي غاي دونسي، نشرته مجلة "كوربوريت نايتس" في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

بدورها، تتحسن تقنيات البطاريات سنويًا، إذ يطور المهندسون طرقًا جديدة لتخزين الطاقة التي لا تتطلب الليثيوم والمعادن النادرة الأخرى.

وقال غاي دونسي، إنه بفضل التقنيات الحديثة لن يكون هنالك مزيد من تلوث الهواء، ولا مزيد من الأمراض ذات الصلة، ولا مزيد من كوارث الناقلات، ولا مزيد من الحروب على النفط.

  • 3. التوقف عن حرق الوقود الأحفوري

يُعدّ نحو 75% من أزمة المناخ ناتجًا عن استخدام المستمر للوقود الأحفوري، وفي كل مرة يُحرَق فيها الفحم أو الغاز أو النفط، تتفاقم أزمة تغير المناخ.

قمة المناخ
حرق الوقود الأحفوري يفاقم أزمة المناخ - الصورة من innovation news network

وعلى الرغم من أن لا أحد يقول: "توقفوا عن حرق جميع أنواع الوقود الأحفوري اليوم"، يرى علماء المناخ، الذين يفهمون أجراس الإنذار، أننا بحاجة إلى التوقف عن الاستثمار في البنية التحتية الجديدة للنفط والغاز والاستكشاف.

ويعود السبب الوحيد لتوسع الوقود الأحفوري إلى الاستمرار في الضغط لجنْي المزيد من الأرباح للمستثمرين، على حساب حياة الأطفال والأحفاد.

ولا يُعدّ الغاز الطبيعي المسال الناتج من الغاز الطبيعي المستخرج بالتكسير أفضل من الفحم، كما يدّعي مروّجوه.

ويرجع ذلك إلى أن عملية التكسير المائي (الهيدروليكي) تطلق غاز الميثان، الذي يحبس حرارة تزيد عن 84 مرة من ثاني أكسيد الكربون على مدار 20 عامًا، ما يجعل تأثيره المناخي سيئًا مثل الفحم.

لذلك، يجب على الحكومات توقيع معاهدة حظر انتشار الوقود الأحفوري، كما فعل البرلمان الأوروبي مؤخرًا، بحسب مقال للكاتب الكندي غاي دونسي، نشرته مجلة "كوربوريت نايتس" في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

  • 4. الإنفاق على حلول تغير المناخ

ستدفع الاستثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى تكاليفها من خلال فواتير الخدمات العامة.

وسيتطلب تعديل المباني لاستبدال مضخات حرارية وعزل أفضل بالغاز منحًا وإعفاءات ضريبية، وستؤدي الاستثمارات في قطاع النقل وممرات الدراجات، التي يمكن المشي فيها، وغرس الأشجار، إلى تحسين نوعية الحياة على كوكب الأرض.

بدورها، ستنتج الاستثمارات في البحث والتطوير تقنيات بطاريات متقدمة وطرقًا جديدة لصنع الخرسانة والصلب ومواد اقتصادية دائرية جديدة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن دول العالم تنفق ملياري دولار أميركي يوميًا على الدعم المباشر للوقود الأحفوري، بينما حققت صناعة النفط أرباحًا قدرها 3 مليارات دولار يوميًا على مدار الـ50 عامًا الماضية.

ويقول الكاتب الكندي، مؤلف كتاب "رحلة إلى المستقبل: عالم أفضل ممكن"، غاي دونسي: تخيلوا ما يمكن أن نحققه إذا استثمرت الحكومات تلك الإعانات في الحلول المناخية، وفرضت ضريبة أرباح غير متوقعة على صناعة النفط.

قمة المناخ
لتربية الماشية دور كبير في تلويث البيئة - الصورة من producer
  • 5. التوقف عن أكل اللحوم

تتسبب صناعة تربية الماشية، التي تنتج اللحوم والألبان، في تلوث مناخي مماثل للتلوث الذي تسبّبه وسائل النقل في العالم بأسره.

ويأتي ذلك التلوث المناخي من مزيج من الغابات المطيرة التي تُدَمَّر لتربية الماشية والأسمدة والسماد لإنتاج أكسيد النيتروز، والماشية تتجشأ الميثان باستمرار.

ويؤدي إنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر إلى تلوث مناخي يزيد بمقدار 63 مرة عن كيلوغرام واحد من القمح، وينتج لحم الخنزير 8 مرات تلوثًا أكثر، ويتسبب إنتاج لحم الدجاج في تلوث أكثر بـ6 أضعاف.

  • 6. فرض ضريبة الكربون

عندما فرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضريبة وقود جديدة في عام 2018، سرعان ما اعترض عليها أشخاص غاضبون يرتدون سترات صفراء شعروا أنهم استُهدفوا بشكل غير عادل. على النقيض من ذلك، تُعاد ضريبة الكربون الكندية إلى معظم الكنديين بصفة ائتمانات أو خصومات، ودعا الكاتب الكندي، مؤلف كتاب "رحلة إلى المستقبل: عالم أفضل ممكن"، غاي دونسي، إلى انتقال عادل للطاقة، إذ سيحصل أيّ عامل يخسر وظيفته نتيجة لتقليل الوقود الأحفوري على دعم مالي وتدريب للعثور على وظيفة جديدة.

وطالب بإشراك السكان الأصليين في جميع أنحاء كندا بالعديد من الفرص المتاحة.

  • 7. هل تكفي استعادة الاستقرار المناخي؟

يرى الكاتب الكندي، مؤلف كتاب "رحلة إلى المستقبل: عالم أفضل ممكن"، غاي دونسي، أن ذلك لا يكفي؛ لأن أزمة المناخ ليست ناجمة عن انبعاثاتنا الحالية، ولكن بسبب انبعاثاتنا المتراكمة على مدى 200 عام.

وأوضح أنه قبل الثورة الصناعية، كان ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض 280 جزءًا في المليون (جزء في المليون).

وأضاف أنه، في مايو/أيار 2022، وصل إلى 420 جزء في المليون، وهو مستوى لم نشهده منذ 4 ملايين سنة، ويزداد بمقدار جزأين في المليون سنويًا، مع استمرارنا في حرق الوقود الأحفوري وتدمير الغابات وأكل لحوم البقر.

وأشار إلى أن استعادة استقرار المناخ ومنع وقوع كارثة لدينا، يستوجب امتصاص فائض ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى من الغلاف الجوي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق