التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة الشمسية في أميركا.. هل تحقق إستراتيجية بايدن نتائج عكسية؟ (دراسة)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • إدارة بايدن شجّعت توظيف الطاقة المتجددة في أميركا لمعالجة تغير المناخ.
  • • الصين أنتجت نحو 78% من الألواح الشمسية والخلايا في العالم خلال عام 2021.
  • • المسؤولون الأميركيون يدرسون فرض الرسوم الجديدة على واردات الطاقة الشمسية الصينية.
  • • هيمنة الصين -كونها دولة مصنعة للطاقة الشمسية- أثرت في أسعار الألواح في أميركا وغيرها.

شجّعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، توظيف الطاقة المتجددة؛ وفي مقدمتها الطاقة الشمسية في أميركا، لخلق فرصة عمل في البلاد وجعلها وسيلة لمعالجة تغير المناخ.

وقد تزيد إستراتيجية الإدارة الأميركية تكلفة خفض الانبعاثات عندما يتعلق الأمر باستغلال طاقة الشمس.

على ضوء ذلك، توصّلت دراسة مرجعية، نشرتها مجلة "نيتشر" البريطانية، إلى أنه قد يكون "من الصعب أو المستحيل" على الولايات المتحدة الامتثال لأهداف اتفاقية باريس للمناخ إذا حاولت دعم صناعة الطاقة الشمسية في أميركا، والابتعاد عن الإمدادات المصنوعة في الصين لصالح شركاتها المحلية.

وتسلط الدراسة الضوء على الجدل الدائر بشأن ما إذا كانت السياسات التي تهدف إلى تعزيز التصنيع المحلي يمكن أن تثبط فاعلية قانون المناخ، دون أن تركز على الرئيس جو بايدن على وجه التحديد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وصدرت الدراسة مع تزايد التساؤلات بشأن إستراتيجية الولايات المتحدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في منطقة شينجيانغ الصينية، وهي مركز إنتاج عالمي لصناعة الطاقة الشمسية، حسبما نشرت شبكة "إنرجي آند إنفيرونمت نيوز" (eenews).

سياسات صارمة ضد الطاقة الشمسية

وفقًا للدراسة، التي نشرتها مجلة "نيتشر"؛ إذا فرضت 3 دول رئيسة -الولايات المتحدة والصين وألمانيا- سياسات "قومية صارمة" للطاقة الشمسية؛ فقد يتسبب ذلك في ارتفاع متوسط تكلفة ألواح الطاقة الشمسية بنسبة 20 إلى 25% بحلول عام 2030، عما سيكون عليه خلاف ذلك.

الطاقة الشمسية
الرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من بلومبرغ

وقال المؤلف الرئيس للدراسة، جون هيلفيستون، إن ما تخبرنا به هذه الدراسة هو أنه إذا كنا جادين في مكافحة تغير المناخ؛ فإن صانعي السياسات بحاجة إلى تنفيذ سياسات تعزز التعاون عبر سلاسل القيمة العالمية فيما يتعلق بتوسعة نطاق تقنيات الطاقة منخفضة الكربون.

وأوضح الباحثون المشاركون في إعداد الدراسة أن هذه الدراسة التحليلية هي الأولى من نوعها لتحديد وفورات التكلفة لسلسلة القيمة العالمية لصناعة الطاقة الشمسية.

في المقابل، أنتجت الصين نحو 78% من الألواح الشمسية والخلايا في العالم في عام 2021، وفقًا لباحثين أوروبيين.

بالنسبة لبعض المكونات التركيبية الأساسية، ترتفع حصة الصين في السوق العالمية، لتصل إلى نطاق 90%.

وقالت الدراسة إن ذلك نتج في جزء كبير منه عن "التدفق الحر" للموارد الغربية إلى الصين مثل تمويل الشركات الناشئة والتعاون مع الباحثين الصينيين والتقنيات المبتكرة على مستوى المختبرات.

فرض الرسوم الجديدة

يدرس المسؤولون الفيدراليون الأميركيون، حاليًا، فرض الرسوم الجديدة على واردات الطاقة الشمسية الصينية، وهي إستراتيجية استخدموها بشكل دوري على مدار العقد الماضي لتعزيز التصنيع المحلي.

وقد فحَص فريق بحث مجلة "نيتشر" الأفكارَ التي ظهرت في عهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، فقط، مثل استخدام قانون الإنتاج الدفاعي لضمان عقود لمعدات الطاقة الشمسية المنتجة محليًا. واستعرضت الدراسة تأثير السياسات مثل القيود المفروضة على البحث والتطوير في البلاد وكذلك الحواجز أمام الاستثمار عبر الحدود.

وفي حال أن الولايات المتحدة ودولًا أخرى سنّت مثل هذه السياسات؛ فقد تؤدي إلى إبطاء "عمليات التعلم"، في إشارة إلى طريقة تعلم صناعة الطاقة الشمسية من التجربة لبيع الكهرباء بسعر أرخص خلال استخدام تقنيات أفضل، وفقًا لمؤلفي الدراسة.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة وأستاذ مساعد للإدارة الهندسية وهندسة النظم بجامعة جورج واشنطن، جون هيلفيستون، إن العالم يحتاج إلى استمرار تخفيض تكاليف هذه المكونات الحيوية، ووضع قيود على استخدامها في الولايات المتحدة يمكن أن يعرض تخفيضات التكلفة هذه للخطر.

وقال مؤلفو الدراسة إن النتائج صحيحة بالقدر نفسه بالنسبة لطاقة الرياح والمركبات الكهربائية وأشكال أخرى من الطاقة منخفضة الكربون، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت الدراسة أنه بينما يخطط صانعو السياسات لطرق تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 على النحو الذي دعت إليه اتفاقية باريس للمناخ؛ يجب أن يدركوا أن هذه التطلعات قد يكون من الصعب أو المستحيل تحقيقها دون سلاسل إمداد معلومة منخفضة الكربون".

الانتقادات الموجّهة للدراسة

انتقد بعض المدافعين عن سياسات الطاقة الشمسية المصنوعة في أميركا طرائق الدراسة.

وقال مدير السياسة الصناعية والتجارة في معهد روزفلت، وهو مؤسسة فكرية تقدمية، تود تاكر، إن هذه الدراسة التحليلية أخطأت في تقديم نوعين من الأسواق -الوطنية والعالمية- على أنها قطبية ومتناقضة.

وأوضح أن هذين النوعين من السوق يخلقان تناقضًا صارخًا للغاية بين دولتين في العالم، ولا يعكسان الواقع.

ويشير الرسم البياني التالي، الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة، إلى سعة الطاقة الشمسية المركّبة خارج الشبكة الكهربائية في العالم:

سعة الطاقة الشمسية

وأضاف تاكر، عند القيام بذلك، كان المؤلفون يستبعدون "الحلول الوسطية" مثل تنويع قاعدة تصنيع الطاقة الشمسية في العالم مع الاستمرار في الاستيراد من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من البلدان التي تُعَد أكثر ودًّا للولايات المتحدة.

واستشهد بالتوقعات التي تشير إلى أن قانون خفض التضخم سيقود الولايات المتحدة نحو ثلثي الطريق نحو أهدافها في باريس.

وأشار تاكر إلى أنه كان من الممكن أن تكون حجة الدراسة أكثر إقناعًا قبل بضعة أشهر، عندما بدا أن إقرار سياسة المناخ الرئيسة أمر مشكوك فيه.

بدورهم، دافع مسؤولو وزارة الطاقة عن فكرة بناء صناعة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، حسبما نشرت شبكة "إنرجي آند إنفيرونمت نيوز" (eenews).

وقالت مديرة مكتب تقنيات الطاقة الشمسية بوزارة الطاقة الأميركية، بيكا جونز-ألبرتوس، إن القيام بذلك "يخلق وظائف ونشاطًا اقتصاديًا، مع بناء الخبرة الفنية والسعة، وتبسيط الشحن والخدمات اللوجستية، والحد من انعدام الأمن في سلسلة التوريد".

وأضافت أن الاستمرار في الاعتماد على واردات الطاقة الشمسية، على النقيض من ذلك، يهدد "بتعريض الأمة لنقاط ضعف في سلسلة التوريد بينما تخسر في الوقت نفسه فرصة لزيادة عدد الوظائف ذات الأجور الجيدة التي تأتي من تحول الطاقة".

هيمنة الصين على صناعة الطاقة الشمسية

أثرت هيمنة الصين -كونها دولة مصنعة للطاقة الشمسية- بالفعل في أسعار الألواح في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وخلص مؤلفو الدراسة، التي نشرتها مجلة "نيتشر" البريطانية، إلى أن مطوري الطاقة الشمسية الأميركيين تمكّنوا من توفير 36 مليار دولار من 2008 إلى 2020 نتيجة لذلك.

ووجدت الدراسة أن وحدات الطاقة الشمسية كانت ستكلف أكثر من ضعف تكلفة الشركات الأميركية، إذا سعت الولايات المتحدة والصين وألمانيا جميعها إلى حماية الشركات المصنّعة المحلية.

صناعة الطاقة الشمسية في الصين
عمال صينيون يركبون ألواح الطاقة الشمسية - الصورة من الغارديان البريطانية

وقد تكون الروابط الوثيقة لصناعة الطاقة الشمسية مع الصين على وشك الانهيار؛ حيث تعاملت إدارة بايدن وكلا الحزبين في الكونغرس مع قوة التصنيع في الصين على أنها شيء تجب مواجهته.

بالنسبة للأعضاء الجمهوريين، كانت ارتباطات الصناعة بالصين -على وجه الخصوص، ببرامج العمل القسري التي تضغط على العمال المحتجزين الأويغور في وظائف في مصانع معدات الطاقة الشمسية- بمثابة خط هجوم على طموحات الإدارة في مجال الطاقة النظيفة.

وعززت إدارة بايدن تطبيق القوانين الجمركية منذ صيف عام 2021؛ حيث أدرجت أحد منتجي الطاقة الشمسية الصينيين في القائمة السوداء وصادرت شحنات الألواح المشتبه في ارتباطها بأنظمة العمل القسري.

تصنيع الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة

وصفت الدراسة بشكل متكرر تصنيع الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة باعتباره مصدرًا للوظائف الخضراء للمقيمين الأميركيين ووسيلة لحماية أمن الطاقة في البلاد من الاضطرابات الجيوسياسية، وقد دعمت الإدارة الأميركية أو تفكر في مجموعة أوسع بكثير من السياسات المصنوعة في أميركا التي انتقدها مؤلفو الدراسة.

على سبيل المثال، أمر بايدن، في 15 سبتمبر/أيلول، بتوجيه لجنة خاصة من المسؤولين التجاريين لمراجعة ما إذا كانت استثمارات شركة أجنبية في الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة ستضر بالأمن القومي.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، أستاذ مساعد في قسم التكنولوجيا والمجتمع بجامعة ستوني بروك، غانغ هي، إن هذا مثال على شيء "من شأنه أن يخلق حواجز أمام الاستثمار عبر الحدود" اللازم لتوسيع نطاق الطاقة الشمسية.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، أستاذ مساعد في كلية السياسة والإستراتيجية العالمية بجامعة كاليفورنيا، سان دييغو، مايكل ديفيدسون، إن الرسوم الجمركية الجديدة على واردات الطاقة الشمسية يمكن أن تكون لها آثار سلبية في الأسعار أيضًا.

من ناحيتها تدرس وزارة التجارة فرض رسوم جديدة على الألواح الشمسية والخلايا الواردة من 4 دول في جنوب شرق آسيا، ومن المقرر صدور قرار أولي في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.

وقد سعت جمعية صناعات الطاقة الشمسية، وهي مجموعة تجارية يسيطر عليها المطورون، بشدة ضد فرض رسوم الاستيراد الجديدة، بحجة أنها ستضر بالنمو في المنشآت.

لكن المجموعة أشادت بالحوافز الجديدة لمصنعي الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة في قانون خفض التضخم، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية الأولى لمنتجي الألواح والخلايا في الولايات المتحدة وقائمة طويلة من مكونات الألواح الشمسية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق