نفطتقارير النفطسلايدر الرئيسية

بالأرقام.. انخفاض صادرات نفط الجزائر إلى كوريا واليابان

وتعزيز إمدادات نفط الخليج العربي

مي مجدي

تشهد صادرات نفط الجزائر إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ تراجعًا ملحوظًا، وسط ازدهار الإمدادات من نفط الخليج العربي.

وباتت الخيارات أمام المصافي الآسيوية، وخاصة في كوريا واليابان، محدودة مع بدء الأوروبيين اقتناص الشحنات من جميع أنحاء العالم، لذا من المتوقع أن يؤدي نفط الخليج العربي دورًا كبيرًا في المرحلة المقبلة.

وفي ظل تراجع النفط الأفريقي -وخاصة نفط الجزائر- تأمل المصافي في كوريا الجنوبية واليابان تعزيز التدفقات من كبار المنتجين في الشرق الأوسط، لتأمين نفسها وتلبية متطلباتها وسط التقلبات الجيوسياسية وشح الإمدادات.

ومع اقتراب موعد حظر النفط الروسي في 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، تحاول هذه الدول تعميق العلاقات مع دول الشرق الأوسط وتعزيز واردات نفط الخليج العربي.

واردات الخام في كوريا الجنوبية

يعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية على الوقود الأحفوري بدرجة كبيرة، وتضطر إلى استيراد كل احتياجاتها -تقريبًا- بسبب نقص الموارد الطبيعية المحلية.

ويمثّل النفط وأنواع الوقود الأخرى 43% من استهلاك الطاقة في البلاد، ويمثّل الفحم 28%، والغاز الطبيعي 16%، والباقي يتكون من مزيج الطاقة النووية والطاقة المتجددة.

صهاريح لتخزين النفط في محافظة فوكوي
صهاريج لتخزين النفط في محافظة فوكوي – الصورة من موقع اليابان تايمز

وتعدّ روسيا رابع أكبر مصدر لكوريا الجنوبية، واستحوذت موسكو على 6% من واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام عام 2021، ونحو 5% من واردات الغاز المسال.

في حين تمثّل صادرات الفحم الروسي نحو 17.5%، وهو المصدر المهيمن للنافثا، الذي تستعمله صناعة البتروكيماويات في كوريا الجنوبية.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، خفضت كوريا الجنوبية واردات النفط من روسيا، وخططت للتخلص التدريجي من شراء النفط الروسي قبل نهاية العام الجاري (2022)، في محاولة لتجنّب التعقيدات التجارية والقانونية والمالية التي قد تؤثّر في سمعة الشركات.

وبدأت مصافي التكرير في كوريا تتجه إلى الخام الخفيف الحلو من الولايات المتحدة، وتأمين براميل من الشرق الأوسط وأفريقيا.

الخام الأفريقي في كوريا الجنوبية

أظهرت أحدث بيانات من شركة النفط الكورية الجنوبية المملوكة للدولة ،كوريا ناشيونال أويل، أن واردات كوريا الجنوبية من نفط الجزائر الخفيف الحلو تراجعت خلال الأشهر الـ9 الأولى بنسبة 8% على أساس سنوي إلى 5.87 مليون برميل.

كما شهد ثالث أكبر مستورد للخام في آسيا انخفاضًا في شحنات المكثفات من غينيا الاستوائية بنسبة 37% على أساس سنوي، عند 2.17 مليون برميل.

وسبق أن أظهرت بيانات التتبع من آرغوس ميديا تراجعًا في صادرات نفط الجزائر من مزيج الصحراء المتجهة إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في وقت ارتفع فيه الطلب الأوروبي.

وانخفضت شحنات نفط الجزائر إلى آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 14% إلى 85 ألف برميل يوميًا خلال شهر مارس/أيار (2022)، مع انخفاض الصادرات إلى كوريا الجنوبية بنسبة 13% عند 19 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى انخفاض الصادرات إلى الهند وتايلاند بنسبة 15% و13% على التوالي.

واردات الخام في اليابان

على غرار كوريا الجنوبية، تعتمد اليابان على واردات النفط والغاز الطبيعي، وتتطلع دائمًا إلى تنويع المصادر.

وأعلنت الحكومة اليابانية -مؤخرًا- أن البلاد ستتوقف تدريجيًا عن واردات النفط الروسي، مع الحفاظ على مصالحها بمشروعات النفط والغاز في الشرق الأقصى الروسي.

وتمثّل هذه الإجراءات المتعلقة بواردات النفط تحولًا كبيرًا بالنسبة لليابان الفقيرة بالموارد، والتي أظهرت بوادر تردد في البداية بسبب خططها لتنويع الإمدادات.

واستحوذت روسيا على 3.6% من واردات اليابان من النفط الخام خلال عام 2021، بعد السعودية والإمارات والكويت وقطر، إذ استحوذ نفط الخليج العربي على قرابة 90% من إجمالي إمدادات النفط.

وعلى الصعيد الأفريقي، كشفت أحدث بيانات من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة أن اليابان فشلت في شراء أيّ شحنات من نفط الجزائر (مزيج الصحراء) خلال الربع الثالث، مقارنة بنحو 1.2 مليون برميل من الخام الخفيف الحلو قبل عام.

ناقلة للنفط
ناقلة نفط – الصورة من موقع فاينانشال تايمز

الاعتماد على نفط الخليج العربي

مع اقتناص المصافي الأوروبية درجات من الولايات المتحدة وبحر الشمال وغرب أفريقيا، لتحلّ محلّ خام الأورال الروسي، من المتوقع أن تعتمد المصافي في كوريا الجنوبية واليابان على نفط الخليج العربي بدرجة كبيرة.

وقال مسؤول بإحدى شركات التكرير في كوريا الجنوبية، إن تنويع واردات النفط الخام كان محور تركيز الصناعة، لكن طرأت تغيرات منذ العام الماضي (2021).

وأكد أن استمرار تدفّق الإمدادات وتوفيرها من كبار المنتجين في الشرق الأوسط -مثل السعودية- هو المحور الرئيس في ظل عدم اليقين الجيوسياسي وتقلبات الإمدادات العالمية.

وتعدّ المملكة العربية السعودية أكبر شريك اقتصادي وتجاري لكوريا الجنوبية في الشرق الأوسط، واستحوذت على أكثر من 30% من إجمالي واردات سول من النفط الخام في عام 2021.

في حين ارتفعت واردات النفط في اليابان من الإمارات والسعودية، وأصبحتا من أهم المصدّرين في البلاد.

وبلغت واردات النفط من السعودية والإمارات قرابة 80% من إجمالي الواردات في اليابان خلال شهر يونيو/حزيران (2022).

وقدّمت المملكة العربية السعودية 27.39 مليون برميل، ونحو 27.14 مليون برميل من الإمارات، واستحوذت الكويت على 8.3% من الواردات بنحو 5.6 مليون برميل، وقطر بنحو 4.57 مليون برميل (6.7%).

وتدلّ هذه الأرقام على زيادة قياسية في اعتماد اليابان على نفط الخليج العربي.

وجاء باقي الواردات من أميركا الوسطى والجنوبية بنسبة 3.6%، وجنوب شرق آسيا بنسبة 0.1%، في حين بلغت واردات النفط الخام من الولايات المتحدة 1.5% من الإجمالي.

ولأول مرة منذ سنوات، لم تستقبل اليابان أيّ واردات نفطية من روسيا خلال شهر يونيو/حزيران (2022).

وخلال أغسطس/آب (2022)، قالت وزارة الصناعة اليابانية، إن واردات اليابان من نفط الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 12.1% عن العام السابق، لتصل إلى 2.82 مليون برميل يوميًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق