سلايدر الرئيسيةتقارير الغازغاز

الغاز الطبيعي المسال يثير خلافًا بين ألمانيا وفرنسا.. بناء خط أنابيب أم الاستيراد؟ (تقرير)

حياة حسين

تختلف فرنسا وألمانيا حول البدائل لتأمين الطاقة في أوروبا، ففي حين تعتقد باريس أن الاعتماد على الواردات من الغاز الطبيعي المسال يعد حلًا سريعًا تحتاج إليه الأزمة الحالية، ترى برلين أن بناء خط ثالث لنقل الغاز هو الخيار الأفضل.

وقالت وزارة تحول الطاقة الفرنسية، إن اعتماد أوروبا على شحنات الغاز الطبيعي المسال المستوردة حل أفضل من انتظار تنفيذ خط أنابيب نقل الغاز الثالث، الذي يربطها مع إسبانيا، بسبب التكلفة المرتفعة والوقت الطويل الذي سيستغرقه، حسبما ذكرت وكالة رويترز، الجمعة 19 أغسطس/آب.

وتخشى فرنسا مع باقي الدول الأوروبية منع روسيا إمدادات الغاز إليها، بعدما خفّضت موسكو صادراتها إلى مستوى متدنٍ خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك في خطوة يبدو أنها تعاقب بها القارة العجوز على مشاركتها أميركا في فرض عقوبات عليها، بعد غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تكلفة 3 مليارات دولار

الغاز الطبيعي المسال
إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال في البحر المتوسط - الصورة من سبوتنيك الروسية

قالت وزارة تحول الطاقة الفرنسية، إن تكلفة الخط الثالث لنقل الغاز الطبيعي المسال، الذي يمتد بين فرنسا وإسبانيا لن تقل عن 3 مليارات يورو (3 مليارات دولار أميركي)، ويستغرق العمل به عدة سنوات قبل أن يكون جاهزًا للتشغيل.

وأضافت الوزارة -في بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي المسال سيكون حلًا أسرع.

في الوقت نفسه، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، الأسبوع قبل الماضي، إن بناء خط نقل الغاز الطبيعي المسال، الذي يمتد من البرتغال ثم إسبانيا وحتى فرنسا في وسط أوروبا، سيكون أكثر موثوقية لدول الاتحاد التي تعتمد بنسبة كبيرة على الغاز الروسي.

وتبحث دول الاتحاد الأوروبي -التي تعتمد على تلبية أكثر من 40% من احتياجاتها من الغاز، و30% من النفط من روسيا- عدة بدائل لتأمين احتياجاتها من الطاقة، لكن يبدو أن هناك اختلافًا في وجهات النظر بين دولها.

وخفّضت روسيا صادرات الغاز إلى أوروبا بصورة متكررة منذ يونيو/حزيران الماضي، تحت مزاعم إجراء عمليات صيانة لتوربينات خطوط الأنابيب؛ ما دعا دول القارة إلى اتهام موسكو باستخدام الطاقة بوصفها ورقة ضغط.

وكان آخر بيانات روسيا في هذه الحرب الباردة بين الجانبين، إعلان الشركة المملوكة للدولة (غازبروم)، الجمعة 19 أغسطس/آب (2022)، أن خط الأنابيب نورد ستريم 1، الذي يمد الغاز من موسكو إلى بروكسل تحت بحر البلطيق، سيُغلق للصيانة من 31 أغسطس/آب إلى 2 سبتمبر/أيلول (2022)، بسبب متطلبات الصيانة كل 1000 ساعة من التشغيل.

وأضافت غازبروم أنه فور انتهاء عمليات الصيانة وفي ظل عدم وجود أعطال فنية بالوحدة، ستُستأنف التدفقات البالغة 33 مليون متر مكعب يوميًا.

أكبر أسطول

الغاز الطبيعي المسال
أحد خطوط أنابيب الغاز الطبيعي المسال في إسبانيا - الصورة من "يوروأكتيف"

تضم إسبانيا أكبر أسطول في المواني البحرية في أوروبا القادر على استقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال من دول مثل قطر وأميركا، لكن إمكانات توزيعها على باقي بلدان القارة محدودة.

وقالت وزارة تحول الطاقة الفرنسية، إن استيراد شحنات الغاز الطبيعي المسال -التي يمكن توصيلها إلى شمال وشرق أوروبا، خاصة من خلال المحطات الجديدة في بعض الدول مثل ألمانيا- سيكون علاجًا أسرع وأقل تكلفة لنقص الواردات.

وقررت برلين تدشين محطتين لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، ضمن إجراءات تأمين الطاقة في البلاد، والتي تعتمد على الغاز الروسي بنسبة تتجاوز 50%.

وما تزال المشاورات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي لمجابهة شح الإمدادات، التي تضمنت استئناف العمل في خط نقل الغاز بين إسبانيا وفرنسا الثالث، والذي بدأ العمل فيه عام 2019، لكنه توقف بعد مدة قصيرة، بعد قرار الدولتين بأنه لا حاجة إليه في هذا الوقت.

وذكرت وزارة تحول الطاقة الفرنسية أن استئناف العمل في الخط الثالث لنقل الغاز لن يعالج الأزمة الحالية.

وكان مسؤولون رسميون من إسبانيا قد تحدثوا -مؤخرًا- عن ضرورة أن يدفع الاتحاد مقابل تدشين الخط الثالث لنقل الغاز.

تقديرات تكلفة أقل

أكدت شركة تشغيل شبكة خطوط الغاز "إينا غاز"، أن تكلفة الخط الثالث لنقل الغاز ستكون أقل من التقديرات الفرنسية، وأنها ستتراوح بين 600 مليون و700 مليون يورو (600 مليون و700 مليون دولار أميركي)، وأن بناءه وتشغيله سيستغرق بين عامين ونصف العام.

من جهة أخرى، أشار بيان وزارة تحول الطاقة الفرنسية إلى أن خفض انبعاثات الكربون يجب أن يُوضع في الحسبان عند البحث عن حلول لتأمين الطاقة، منوهًا بالهيدروجين الذي يمكن إنتاجه من الكهرباء المتجددة.

وتعمل إينا غاز ومشغلو الشبكات الأخرى في أوروبا على تجهيز بنية تحتية لنقل الهيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق