التقاريرأخبار الطاقة النوويةتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

فرنسا تخطط لبناء 6 مفاعلات نووية جديدة لمواجهة أزمة الطاقة في أوروبا

في الوقت الذي تتعرض فيه أوروبا لأزمة طاقة طاحنة، ارتفعت أصوات عدد من دول الاتحاد بقيادة فرنسا للمطالبة بأن تلعب الطاقة النووية دورًا في عملية تحوّل الطاقة، وسط دعوات بضرورة إدارجها على خريطة التمويل الأخضر.

الطرح الذي تقوده فرنسا، والمجر، وبولندا، يأتي وسط معارضة كبيرة من ألمانيا، التي ترفض تصنيف الطاقة النووية على إنها طاقة خضراء، وتمضي قدمًا في تفكيك محطاتها النووية وفق خطة أقرّتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في 2011 -بعد كارثة فوكوشيما اليابانية- بتفكيك جميع المفاعلات النووية نهاية 2022.

وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أعلن ضمن برنامجه الانتخابي سعيه لتفكيك المفاعلات النووية في باريس، فإنه يبدو قد تراجع عن وعده، في ظل أزمة الطاقة الكبيرة التي تعيشها الدول الأوروبية والدور الكبير للطاقة النووية، والتي تمثّل 70% من إنتاج فرنسا من الكهرباء.

إحياء البرنامج الفرنسي

يأمل ماكرون، الذي يعيد إحياء اهتمام فرنسا بأزمة الطاقة في أعقاب أزمة الطاقة الأوروبية، بناء مفاعل نووي شامل.

وتعدّ فرنسا واحدة من عدد قليل من الدول الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على محطات الطاقة النووية، إذ يأتي أكثر من 70% من الكهرباء من محطات الطاقة النووية.

أدى انفجار محطة فوكوشيما في اليابان عام 2011، والتكاليف الباهظة لإنشاء محطة جديدة في شمال غرب فلامانفيل بفرنسا إلى خفض القدرات النووية الفرنسية.

وفي وقت سابق من مدة رئاسته، أعلن ماكرون عن خطط لإغلاق 14 مفاعلًا والتخلص من 50 إلى 75% من الترسانة النووية الفرنسية بحلول عام 2035.

فرنسا
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

مزاج ماكرون

لكن يبدو أن مزاج ماكرون قد تغيّر، فمن المتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي عن 6 مفاعلات صغيرة أو محطات طاقة نووية صغيرة (صغيرة) خلال الأسبوع الجاري، حسبما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز.

تأتي مصادقة ماكرون ضمن خططه في السباق الرئاسي، إذ يطالب العديد من منافسيه الواعدين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل بمزيد من الاستثمار في الطاقة النووية.

وقال محللون، إن جوهر النقاش بين المرشحين المحتملين للرئاسة الفرنسية يتركز خلال هذه الأيام حول الطاقة، وكيفية تفادي تعرّض البلاد لأزمات كبيرة.

أزمة الطاقة المتجددة

يأتي الحديث عن الطاقة في وقت يواجه تخزين الطاقة المتجددة صعوبات، خاصةً أنها غير مستقرة، لكن توفر الطاقة النووية والقدرة على التنبؤ بها وسط ارتفاع أسعار الغاز، يعدّ من المزايا التي تحمي المناطق الصناعية الأوروبية والمستهلكين من الزيادات الحادة في الأسعار، وسط مخاوف من السلامة، في عدد من دول أوروبا التي تتبنّى سياسة ضرورة التخلص من المحطات النووية.

تُباع 25% من الكهرباء في فرنسا بسعر 42 يورو (48.47 دولار) لكل ميغاواط/ساعة، وهي أسعار أقلّ مقارنةً بالأسعار المعمول بها في عدد من الدول الأوروبية، إذ تعتمد آلية التسعير الأوروبية، على مقابل استهلاك الغاز.

وصف وزير المالية الفرنسي برونو لو مير آلية سعر الكهرباء الأوروبية بأنها غير عادلة، ولا تسمح للمواطنين الفرنسيين بالاستفادة الكاملة من قدراتها النووية.

وتضغط فرنسا على دول الاتحاد الأوروبي من أجل تصنيف الطاقة النووية، التي تعدّ جزءًا من ضريبة التمويل الأخضر المتزايدة في أوروبا، على أنها "خضراء".

وأظهرت عواصم فرنسا وأوروبا الشرقية أن الطاقة النووية جزء من حياد الاتحاد الأوروبي للكربون، وهو ما اعترضت عليه ألمانيا ودول أخرى.

خلافات داخلية

يرى الكثير من اليساريين في السياسة الفرنسية أنه لا بديل عن الاستثمار الطموح في مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، من أجل تحقيق هدف الاتحاد الأوروبي بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

لكن أنصار الطاقة النووية تفاخروا في الأسابيع الأخيرة بأن فرنسا لديها انبعاثات كربونية أقلّ من ألمانيا، التي خفضت منذ ذلك الحين بسرعة أسطولها النووي، واستثمرت بكثافة في الطاقة المتجددة، لكنها أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الفحم.

أصرّ محلل الطاقة البارز في كولومبوس للاستشارات نيكولاس غولدبيرج على أن ماكرون كان يسير على المسار اليميني عندما وعد بتعزيز القدرات النووية الفرنسية.

أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة أودوكسا مؤخرًا أن السكان الفرنسيين لا يزالون يؤدون دور الطاقة النووية في تأمين الكهرباء، إذ ارتفع الدعم النووي الفرنسي بنسبة 17% في العامين الماضيين، وانخفضت الآراء الإيجابية حول طاقة الرياح بالمقدار نفسه.

وفقًا للمسح نفسه، فإن الطاقة النووية أرخص من الرياح ولا تؤثّر في المناظر الطبيعية.

أشار عدد من الخبراء إلى أن "المفاعلات الصغيرة" الـ6 الجديدة التي اقترحها ماكرون أقلّ قوة، ولكن تصنيعها وتشغيلها أكثر صعوبة من المفاعلات التقليدية.

ويعتقد العديد من المراقبين أن ماكرون سيعمّق تقنيته النووية من خلال بناء ما لا يقلّ عن 6 مفاعلات مضغوطة أوروبية تقليدية (EPRs) بحلول عام 2044.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق