أخبار السياراترئيسيةسيارات

توقعات أسعار السيارات الكهربائية.. وهل ستكون الأرخص قريبًا؟

دينا قدري

توقّع الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس، كارلوس تافاريس، أن أسعار السيارات الكهربائية ستكون أرخص من نظيراتها ذات محركات الاحتراق الداخلي في عام 2026.

وأوضح تافاريس أنه "مع زيادة الأحجام، ستنخفض الأسعار بشكل حادّ" ،وهو ما يمكن تفسيره أيضًا من خلال "المساواة في هيكل التكلفة" بين السيارات الكهربائية والتقليدية، في تصريحات لإذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية (France Info).

وأشار إلى أن سيارة بيجو 208 الكهربائية تُباع "بنحو 30 ألف يورو"، مقدّرًا أنه في غضون 4 سنوات "ستكون السيارة التقليدية المكافئة أعلى بقليل من 20 ألف يورو".

تقلُّب أسعار المواد الخام

قال رئيس ستيلانتس، إنه من المتوقع انخفاض فجوة السعر بين السيارات الكهربائية ونظيراتها التقليدية بحلول عام 2026، بسبب "تأثير الحجم"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وشدد تافاريس على أن فرق السعر حاليًا يترجم "الفرق في تكلفة هذه التقنية، والذي يتراوح بين 40 و50 ألف يورو"، مضيفًا أنه "مع زيادة الأحجام، سنكون قادرين على زيادة الإنتاجية، والتي سننقلها إلى العميل".

إلّا أنه ذكّر بأن "أسعار السيارات الكهربائية معرّضة بشدة لأسعار المواد الخام"، وأن "سعر المواد الخام جزء مهم جدًا من هيكل تكلفة البطاريات".

وتابع: "ما يمكن أن نتوقعه أيضًا هو أنه اعتمادًا على التقلبات القوية في أسعار المواد الخام، ستكون أسعار السيارات الكهربائية أيضًا متقلبة، أكثر بكثير من أسعار السيارات التقليدية اليوم".

ضغوط الاتحاد الأوروبي

في سياقٍ متصل، أعرب تافاريس عن أسفه لعدم وجود "إستراتيجية" من فرنسا والاتحاد الأوروبي، مع الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة لنشر السيارات الكهربائية.

ففي هذه المرحلة، يثير الانتقال للكهرباء المزيد من الأسئلة؛ إذ ليست السيارات الكهربائية الحل السحري على الأقلّ حتى الآن، سواء كان الأمر يتعلق بالقدرة على تحمّل التكاليف أو التصنيع، وفقًا لما نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية (Le Monde).

ومن خلال تحديد هدف حظر بيع السيارات ذات محركات الاحتراق بدءًا من عام 2035، مارس الاتحاد الأوروبي ضغوطًا على القطاع بأكمله، والذي يجب أن يتعامل الآن مع أمر قد يكون منطقيًا من وجهة نظر بيئية، ولكن لا تزال معالمه غير واضحة.

ويقدّر المصنّعون أن الأمر سيستغرق ما بين 5 و7 سنوات لتقليل فرق السعر بين السيارة التقليدية ونظيرتها الكهربائية.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم:

مبيعات السيارات الكهربائية

خطة فرنسية لدعم السيارات الكهربائية

أفادت صحيفة "لوموند" -في تقريرها- بأن فكرة إنشاء نظام إيجار مدعوم مع خيار الشراء بمبلغ 100 يورو في فرنسا، تُعدّ أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا، ولن يرى المشروع النور قبل عام 2024.

بحلول ذلك الوقت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيادة في دعم الشراء، والتي سترتفع للأسر الأكثر تواضعًا من 6 آلاف إلى 7 آلاف يورو.

على الرغم من هذه المساعدات، ستظل السيارات الكهربائية بعيدة عن متناول العديد من الفرنسيين.

حتى لو بدأت المبيعات في الزيادة، وحتى لو كان هناك أكثر من مليون سيارة بالفعل على طرقنا، فإن السيارات الكهربائية لا تمثّل سوى 2% من إجمالي الأسطول.

عقبات تكنولوجية

يجب أن تتغلب التكنولوجيا أيضًا على عدد من العقبات؛ إذ يعتقد واحد فقط من كل 4 فرنسيين بوجود النظام الكهربائي بالكامل في عام 2035، وفق ما نقلته الصحيفة الفرنسية.

ومن غير المرجح أن يطمئنهم معدل تركيب محطات الشحن، فمن بين 100 ألف محطة وعدت بها السلطات العامة، رُكِّبَت ثلاثة أرباعها بالكاد، وكثير منها معطّل بسبب نقص الصيانة.

دون تسريع الاستثمارات في هذا المجال وتحسين استقلال المركبات، سيواجه استخدام السيارات الكهربائية صعوبة في الانتشار على نطاق واسع.

وفوق كل شيء، فإن اعتمادها يعني وجود علاقة جديدة مع السيارة، وحتى تكون متوافقة مع البيئة حقًا، يجب أن تكون السيارة أصغر، ولن يكون لها الاستخدامات نفسها المتّبعة حاليًا.

أزمة تصنيع البطاريات

ما يزال العديد من الأمور المجهولة حول العواقب الصناعية للانتقال إلى الكهرباء؛ إذ يوجد نصف سلسلة القيمة في آسيا، بحسب ما أكده التقرير.

بالإضافة إلى ذلك، يتعين على أوروبا استيراد المكونات الرئيسة اللازمة لتصنيع البطاريات، التي ترتفع أسعارها بشكل كبير.

إذا حاول المصنّعون الفرنسيون الإسراع في تحديد موقع التجميع في مصانعهم، فلا شيء يقول، إنهم سيفوزون في السباق ضد المنافسين الصينيين، الذين هم على استعداد لاكتساح القارة العجوز بسيارات أرخص، بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 30%.

وهناك -أيضًا- مسألة توافر الكهرباء الخالية من الكربون بكميات كافية، فضلًا عن الجانب الاجتماعي لهذه الثورة الصناعية، إذ يتطلب تجميع السيارة الكهربائية نصف ساعات عمل السيارة التقليدية، ما سيؤدي إلى قطع عشرات الآلاف من الوظائف في هذا القطاع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق