التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

توقف الغاز النيجيري يصيب الأسواق الأوروبية بالصدمة.. وهذه الشركة أبرز الضحايا

هبة مصطفى

تسبّب توقف إنتاج الغاز النيجيري في صدمة جديدة للدول الأوروبية التي تعوّل على الإمدادات الأفريقية والمنافذ الأخرى لتعويض غياب الغاز الروسي قبيل فصل الشتاء.

ومع إعلان شركة "نيجيريا للغاز الطبيعي المسال" حالة القوة القاهرة وتوقف الإنتاج والتصدير قبل يومين، باتت القارة الأوروبية في خطر لا سيما أن عددًا من دول القارة العجوز ما زال يستكمل مخزوناته حتى الآن، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبالنظر إلى ذلك، أعلنت شركة "غالب إنرجيا" البرتغالية -التي تعتمد بصورة كبيرة على إمدادات الغاز من نيجيريا- أنها بصدد مواجهة اضطراب في التوريدات، وفق ما أوردته رويترز.

أوروبا والغاز النيجيري

دفعت الفيضانات الغزيرة في نيجيريا نحو ارتفاع منسوب المياه وتعطل حركة الطرق والانتقالات، وفقد المئات حياتهم، في حين تسببت في نزوح أعداد كبيرة من المواطنين وتشريدهم، وبجانب ذلك غمرت المياه مواقع عدة لإنتاج الغاز النيجيري، ما تسبب في توقف الإنتاج والتصدير.

الغاز النيجيري
مرافق تابعة لمحطة غاز - الصورة من الغارديان نيجيريا

ولم تقتصر تداعيات ذلك على الصعيد المحلي والموردين فقط، وإنما امتدت إلى القارة الأوروبية التي تبذل جهودًا مضنية للحصول على شحنات من الغاز المسال بالسوق الفورية، رغم ارتفاع أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة.

وتسبّبت حالة القوة القاهرة -التي أعلنها الموردون وشركة "نيجيريا للغاز المسال"- في صدمة جديدة للدول الأوروبية تُضاف إلى ضربات موجعة تلقوها في الآونة الأخيرة خلال محاولاتهم تأمين الشحنات قبل الشتاء.

وتفصيليًا، تُهدد تلك الخطوة ما يقرب من 4% من الإمدادات بالأسواق العالمية، وتلقي على كاهل القارة العجوز بمزيد من الضغوط خلال محاولة دولها تعويض غياب تدفقات الغاز الروسي.

وزاد من حدة الموقف تزامن اضطراب تدفقات الغاز من نيجيريا مع تصاعد وتيرة التخزين الأوروبي للغاز المسال، بصفته بديلًا للتدفقات الروسية عبر خطوط الأنابيب وأبرزها نورد ستريم 1.

إمدادات الغاز النيجيري إلى البرتغال

تحبس أوروبا أنفاسها خشية أي اضطرابات في الإمدادات الثابتة عبر العقود الآجلة ومن ضمنها تدفقات نيجيريا، ومع الأخذ في الاعتبار عدم اكتمال مستوى التخزين بالصورة المُثلى للمستويات المنشودة بات أي نقص أو توقف بمثابة ضربة جديدة تضطر أوروبا إلى اللجوء إلى شحنات السوق الفورية باهظة التكلفة.

وأعلنت شركة غالب إنرجيا البرتغالية أنها بصدد مواجهة اضطرابات في التوريد، بعدما دفعت الفيضانات شركة "نيجيريا للغاز الطبيعي المسال" نحو إعلان حالة القوة القاهرة، بحسب رويترز.

وقالت إن توقف الإنتاج وشحنات التصدير النيجيرية قد يضيف إليها المزيد من التقلبات، لا سيما أنه لا توجد معلومات متوافرة حول تقييم فعلي لحجم أضرار الفيضانات أو موعد استئناف الإنتاج والتصدير.

ويوضح الرسم البياني أدناه حجم الصادرات النيجيرية من الغاز المسال حتى نهاية العام الماضي (2021)، طبقًا لبيانات شركة النفط البريطانية بي بي وما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

صادرات نيجيريا من الغاز المسال

واستقبلت البرتغال 2.8 مليار متر مكعب من إمدادات الغاز النيجيري في صورة غاز مسال، ما يشكّل حصة قدرها 49.5% من حجم وارداتها، في حين حلت أميركا في المرتبة الثانية بحصة بلغت 33.3%، وفق بيانات العام الماضي (2021).

وتنظر الدولة الواقعة جنوب غرب أوروبا إلى نيجيريا بصفتها مصدرًا حيويًا ورئيسًا لتدفقات الغاز بها؛ ما دفع وزير البيئة والطاقة دوارتي كورديرو إلى تأكيد أن أي اضطرابات في إنتاج الغاز بأبوجا قد يكون لها بالغ التأثير في إمدادت البرتغال قبيل فصل الشتاء.

تداعيات عالمية

تكافح شركة "نيجيريا للغاز الطبيعي المسال" لاستئناف الإنتاج، غير أن الفيضانات ما زالت تقف عائقًا أمام تلك الخطوة، ورغم ذلك بدأت تداعيات انقطاع الإمدادات النيجيرية بموجب حالة القوة القاهرة تتكشف على الساحة.

الغاز النيجيري
عمال تابعون لشركة نيجيريا للغاز المسال - الصورة من (People Gazette)

ويمكن للشركة تحميل ما يتراوح بين 18 و20 شحنة شهريًا من الغاز المسال المُنتج اعتمادًا على الغاز النيجيري، وهو ما يعادل حجم إنتاج محطة فريبورت ثاني أكبر محطات الغاز المسال الأميركية التي تعرّضت لحادث مؤخرًا، بحسب بيانات المحلل في "آي سي آي إس" للبيانات.

ونظرًا إلى ما تملكه الشركة النيجيرية من قدرة على إنتاج 22 مليون طن سنويًا فإن أسواقًا وشركات عدة بصدد مواجهة تقلبات واسعة النطاق، وأوضح المصرف الاستثماري "جيفيريز" أن من ضمنها شركة شل الشريك الأكبر في شركة "نيجيريا للغاز المسال" بحصة سنوية تقارب 6.5 مليون طن.

وقال المصرف إن تعويض غياب شحنة واحدة من الغاز المسال النيجيري عبر السوق الفورية يكلف شركة غالب إنرجيا البرتغالية خسائر قدرها 100 مليون يورو، مع الأخذ في الاعتبار حصولها على ما يتراوح بين شحنتين إلى ثلاث شهريًا.

وتأثرت 3.8% من التوريدات الشهرية للأسواق العالمية بغياب الغاز النيجيري وتوقف إنتاج الإمدادات وتصديرها من قبل شركة "نيجيريا للغاز الطبيعي المسال"، تبعًا لما أوردته تقديرات شركة ريستاد إنرجي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق