تقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

فواتير الكهرباء في نيجيريا لا يسددها أحد.. والحكومة والجيش أول المتخلفين

أسماء السعداوي

تمثّل الكهرباء في نيجيريا حجر الزاوية لأكبر اقتصاد بالقارة الأفريقية، إلّا أن الانقطاعات المتكررة وأزمات أخرى من بينها تخلُّف الكثيرين عن سداد الفواتير، تعرقل مسيرة البناء.

وساد الظلام نيجيريا -أكبر منتج للنفط في أفريقيا-، بعد انهيار شبكة الكهرباء التي تخدم 117 مليون نسمة، خلال العام الماضي (2022)، نتيجة أعمال التخريب ونقص إمدادات الغاز اللازمة لتشغيل المحطات.

ومؤخرًا، أخذت الأزمة منحنى جديدًا بإعلان الحكومة أن النيجيريين من بين الأكثر تخلفًا عن سداد فواتير الكهرباء بين سكان العالم، بحسب تقرير نشرته صحيفة بانش المحلية (Punch)، والذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتدرس الحكومة بالتعاون مع مجلس الشيوخ اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتخلفين عن سداد فواتير استهلاك الكهرباء في نيجيريا، وعلى رأسهم وحدات الجيش والمؤسسات التعليمية.

أزمة الكهرباء في نيجيريا

كشف رئيس لجنة الكهرباء بمجلس الشيوخ، غابرييل سوسوام، النقاب عن أن وحدات الجيش ومؤسسات تعليمية وحكومات الولايات من بين أبرز المتخلّفين عن سداد فواتير الكهرباء في نيجيريا.

ولدى مثوله أمام البرلمان، وبّخ وزير الكهرباء المهندس أبو بكر عليو النيجيريين، قائلًا، إن الحكومة تقوم بأقصى ما تستطيع من جهود لجعل الكهرباء في نيجيريا ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع، إلا أن المواطنين العاديين والأجهزة الحكومية الحساسة، يتخلفون عن سداد تلك الفواتير.

يتفق مع سوسوام وعليو، المدير العام لشركة نقل الكهرباء في نيجيريا، سليمان عبد العزيز، قائلًا إن النِّسب المرتفعة للتخلّف عن سداد فواتير الكهرباء من جانب الأجهزة الحكومية الحسّاسة أدى إلى فصل شركتي كادونا وكانو لتوزيع الكهرباء عن الشبكة الوطنية مؤخرًا.

وأضاف عبد العزيز أنه بالرغم من أن عودة إمدادات الكهرباء بصورة مؤقتة، فإنه يجب دفع المديونيات لشركات توزيع الكهرباء في نيجيريا خلال المهلة المقررة والبالغة 60 يومًا.

الأسعار هي الأرخص في العالم

أكدت الحكومة الفيدرالية ونواب في مجلس الشيوخ أن ارتفاع معدلات التخلّف عن سداد الفواتير المستحقة يأتي على الرغم من أن أسعار استهلاك الكهرباء في نيجيريا هي الأرخص عالميًا.

وزير الكهرباء النيجيري أبو بكر عليو
وزير الكهرباء النيجيري أبو بكر عليو- الصورة من صحيفة بي إم نيوز المحلية

ولفت وزير الكهرباء إلى دعم الحكومة الكبير لأسعار الكهرباء من أجل تخفيف العبء عن كاهل المواطنين، وهو ما يجعلها الأرخص على مستوى جميع دول العالم.

وأقام عليو مقارنة بين تكلفة استهلاك الكهرباء في نيجيريا، وفي الدول المجاورة، قائلًا: "تبلغ تكلفة الكهرباء في نيجيريا 15 سنتًا/ كيلو واط، بينما تصل 42 سنتًا في النيجر، و23 سنتًا في بنين، و25 سنتًا في مالي، و28 سنتًا في السنغال، و27 سنتًا في بوركينا فاسو".

في سياق متصل، اقترح رئيس لجنة الكهرباء بمجلس الشيوخ ونواب آخرون قيام وزارة المالية باقتطاع جزء من أموال تلك الأجهزة الحكومية لصالح سداد تلك المديونيات.

ونقل رئيس اللجنة شكاوى قدّمتها شركات نقل الكهرباء، وبخاصة كادونا وكانو، من تبعات الديون الهائلة التي تكبّدتها بسبب المتخلفين عن سداد فواتير الكهرباء.

وقال: "كما ورد في الشكوى، ذكرت شركات نقل الكهرباء على وجه التحديد، الوحدات العسكرية في جميع أنحاء البلاد والمؤسسات التعليمية وحكومات الولايات وغيرها".

خطوات نحو الطاقة المتجددة

لجأت الحكومة -مؤخرًا- إلى البحث عن مصادر الطاقة المتجددة لتعويض نقص إمدادات الكهرباء، ضمن خطط نيجيريا -أكبر منتج للنفط في أفريقيا- لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، ومكافحة تغير المناخ.

وفي هذا الصدد، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن تسهم الطاقة المتجددة في نيجيريا بنحو 60% من الطلب على الكهرباء بحلول عام 2050، وهو ما سيوفر 40% من الغاز الطبيعي و65% من النفط.

وفي التقرير الذي صدر في 13 يناير/كانون الثاني من العام الجاري (2023)، قالت الوكالة، إن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة أكثر فعالية من حيث التكلفة من نظيرتها التقليدية، بيد أن هدف الحياد الكربوني بحاجة لاستثمارات تُقدَّر بـ310 مليارات دولار أميركي حتى 2060.

كما ألقى الضوء على تحديات، من بينها استمرار اعتماد الأسر والشركات على مولدات الكهرباء التي تعمل بالديزل، وهو ما يكلف الدولة نحو 14 مليار دولار سنويًا.

كان الرئيس النيجيري بخاري قد قال في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن طاقة الرياح والطاقة الشمسية غير موثوقتين بسبب اعتمادهما على مولدات أو بطاريات ديزل احتياطية، داعيًا المستثمرين ووكالات المعونة في الغربية إلى تقديم اعتمادات خضراء محسّنة، بهدف الإسراع في تركيب مصادر الطاقة البديلة والموثوقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق