التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءرئيسيةروسيا وأوكرانياعاجلغازكهرباء

سوق الطاقة الأوروبية تشهد تقلبات واسعة وزيادة واردات الغاز

وانخفاض تدفقات الغاز الروسي في الربع الثاني من 2022

هبة مصطفى

كان الربع الثاني من العام الجاري (2022) علامة فارقة بالنسبة لسوق الطاقة الأوروبية؛ إذ حظيت بتقلبات واسعة النطاق متأثرةً بذروة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

وقالت المفوضية الأوروبية، إن روسيا اعتمدت على "تسليح" تدفقات الغاز؛ ما تسبَّب في رفع أسعاره وأسعار الكهرباء وقطاع الطاقة، حسبما أشارت في تعقيبها على تقريرَي الغاز والكهرباء في أوروبا اللذين نُشرا في موقعها الإلكتروني عن المدة من شهر أبريل/نيسان حتى يونيو/حزيران، والذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وشهدت أسعار الغاز والكهرباء تقلبات عدّة صعودًا وهبوطًا، متأثرة بتداعيات سوق الطاقة الأوروبية في تلك الآونة، لا سيما عقب قطع شركة غازبروم الروسية إمداداتها عن بعض الدول الرافضة للامتثال لقرار الدفع بعملة موسكو "الروبل".

وبالنظر إلى ربط الكهرباء بأسعار الغاز، أدى ارتفاع الأخيرة إلى تأثّر أسعار الكهرباء سلبًا في غالبية دول القارة العجوز، إلى أن تضاعفت في فرنسا وإيطاليا واليونان، مقارنة بالمدة ذاتها العام الماضي (2021).

الغاز أبرز محددات السوق

كانت تدفقات الغاز أحد أبرز محددات سوق الطاقة الأوروبية في الربع الثاني من العام الجاري (2022)؛ إذ كان أحد الأسلحة الجيوسياسية في الحرب الأوكرانية، ومنفذًا روسيًا لمقاومة العقوبات.

  • حجم الواردات

    سوق الطاقة الأوروبية
    خطوط لنقل الغاز - الصورة من (ABC News)

أظهر التقرير ربع السنوي -الذي أعدّته المفوضية الأوروبية، ونُشر الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في موقعها الإلكتروني- انخفاضًا في شحنات الغاز الروسي إلى دول القارة العجوز عبر الخطوط المختلفة.

وكان معدل انخفاض الشحنات خلال الربع الثاني من العام الجاري (2022) من نقاط المرور كالآتي: شهدت خطوط النقل المارة ببيلاروسيا انخفاضًا في التدفقات بنسبة 90%، وانخفاضًا في التدفقات عبر خط نورد ستريم بنسبة 12%، وعبر أوكرانيا بنسبة 51%، وعبر خط تُرك ستريم بنسبة 14%.

ويُشار هنا إلى أن انخفاض تدفقات الغاز الروسي إلى سوق الطاقة الأوروبية امتدّ إلى أول شهرين من الربع الثالث أيضًا (يوليو/تموز وأغسطس/آب)، بحسب ما تطرَّق إليه التقرير.

وإجمالًا، انخفضت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا المنقولة عبر الخطوط منذ شهر يناير/كانون الأول حتى أغسطس/آب، إلى ما يُقدَّر بنحو 43 مليار متر مكعب.

ومع الانقطاع التدريجي للتدفقات الروسية لجأت دولًا أوروبية عدّة إلى زيادة معدل واردات الغاز المسال من السوق الفورية، وزادت الواردات لما يصل إلى 28 مليار متر مكعب.

ويُشير الرسم البياني أدناه إلى حجم واردات سوق الطاقة الأوروبية من الغاز المسال خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري (2022)، وفق بيانات تطرّقت إليها رويترز وريفينتيف، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة:

واردات الغاز المسال

  • الاستهلاك والإنفاق

مع تزايد أسعار الغاز في سوق الطاقة الأوروبية بالربع الثاني من العام الجاري (2022)، سجّل معدل الاستهلاك انخفاضًا بنسبة 16%، ما يعادل 13.9 مليار متر مكعب.

وسجّل الاتحاد الأوروبي حجم إنفاق على واردات الغاز خلال المدة التي سلّط التقرير الضوء عليها ما يصل إلى 75 مليار يورو.

(اليورو = 0.99 دولارًا أميركيًا)

وحدد الاتحاد الأوروبي خلال تلك المدة الفصلية هدفًا لتخزين الغاز، وإعادة ملء المرافق بنسبة 80%، والانتهاء من تلك المستهدفات بحلول مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، استعدادًا لفصل الشتاء.

وشهد الربع الثاني وتيرة متسارعة لمستويات التخزين بالمقارنة بالمدة ذاتها العام الماضي (2021)، ومع نهاية الربع في يونيو/حزيران بلغ مستوى التخزين لدى دول الاتحاد 58%.

الكهرباء.. تَوجُّه واضح إلى الطاقة المتجددة

  • مستهدفات وأسعار

خلال الربع الثاني، أطلقت المفوضية الأوروبية خطة "ري باور إي يو" بكامل محاورها، واستهدفت من خلالها خفض الاعتماد على تدفقات الوقود الأحفوري الروسية، والتركيز بصورة أكبر على التحول حيال الطاقة المتجددة.

وانعكس انخفاض تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب وارتفاع أسعاره بالسوق الفورية في تلك الآونة سلبًا على سوق الطاقة الأوروبية وأسعار الكهرباء.

ويُشير الرسم البياني التالي إلى توقعات متوسط مزيج الكهرباء الأوروبي حتى عام 2026، طبقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية، وما رصدته منصة الطاقة المتخصصة:

مزيح توليد الكهرباء في أوروبا

وسجّل متوسط مؤشر الكهرباء في أوروبا خلال الربع الثاني من العام الجاري (2022) 191 يورو لكل ميغاواط/ساعة، بمعدل يفوق المدة ذاتها العام الماضي بنسبة 181%، كما سجّل الطلب على الغاز لأغراض توليد الكهرباء انخفاضًا بنسبة 7%.

وبالتزامن مع ذلك، طرحت دول الاتحاد مبادرات تهدف إلى خفض شعور المستهلك بالارتفاع القياسي لفواتير الكهرباء وأسعار الغاز في سوق الطاقة الأوروبية، وركّزت الحكومات على تحميل أصحاب الصناعات الجانب الأكبر من تلك الزيادة بدلًا من المستهلك.

  • مزيج الكهرباء

لم تقف دول الاتحاد الأوروبي مستسلمة لنقص تدفقات الغاز وارتفاع أسعاره وأسعار الكهرباء، بل كان الربع الثاني بمثابة فرصة اقتنصتها تلك الدول لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء بنسبة بلغت 43%، مقابل 36% للوقود الأحفوري.

سوق الطاقة الأوروبية
خطوط بشبكة كهرباء في رومانيا - الصورة من (Romania Insider)

وكان لتلك الخطوة بالغ التأثير في زيادة معدل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بنسبة 24% (ما يعادل 13 تيراواط/ساعة)، ومن طاقة الرياح البرية بنسبة 10% (7 تيراواط/ساعة)، وطاقة الرياح البحرية 11% (1 تيراواط/ساعة).

وبالتوازي مع ذلك، انخفض توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية بنسبة 16%، متأثرة بالجفاف وتداعيات التغير المناخي، كما دفعت أعمال الصيانة للمحطات النووية المتهالكة -خاصة في فرنسا- نحو انخفاض توليد الكهرباء من الطاقة النووية بنسبة 17%.

وعلى الجانب الآخر، ورغم ارتفاع أسعار الطاقة في سوق الطاقة الأوروبية، زاد معدل توليد الكهرباء من مصادر الوقود الأحفوري المختلفة بنسبة 6% خلال الربع الثاني من العام الجاري (2022).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق