التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع استهلاك الفحم لأعلى مستوياته على الإطلاق

خلال عام 2022

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفاع أسعار الغاز تيجة الغزو الروسي يدعم استخدام الفحم
  • تسجيل أكبر زيادة سنوية على الإطلاق في انبعاثات قطاع الطاقة
  • الصين والهند تسجلان أكبر زيادة في استهلاك الفحم على الإطلاق
  • هناك شكوك حول قدرة الموردين على رفع إنتاج الفحم

توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب على الفحم لأعلى مستوياته على الإطلاق خلال العام الجاري (2022)، مدفوعًا بالصعود التاريخي في أسعار الغاز الطبيعي.

وقالت الوكالة، في تقرير حديث لها نشر اليوم الخميس 28 يوليو/تموز، إنه على الرغم من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي مع عمليات الإغلاق في الصين؛ فإن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا يدعم استخدام الفحم.

وأوضحت وكالة الطاقة الدولية أنه من المتوقع ارتفاع استهلاك الفحم عالميًا بنسبة 0.7% خلال العام الجاري، ليصل إلى 8 مليارات طن، وذلك على افتراض تعافي الاقتصاد الصيني كما هو متوقع له خلال النصف الثاني من 2022.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، سيتطابق الرقم المتوقع تسجيله لاستهلاك الفحم خلال العام الجاري، مع المستوى المسجل في عام 2013، مع ترجيح أن يزداد الطلب على الفحم لأعلى مستوياته على الإطلاق.

انتعاش استهلاك الفحم

وكالة الطاقة الدولية
كميات من الفحم - أرشيفية

مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي من صدمة فيروس كورونا الأولى، ارتفع استهلاك الفحم عالميًا خلال العام الماضي (2021) بنسبة 5.8% ليسجل 7.947 مليار طن، بحسب رصد وكالة الطاقة الدولية.

وكان الصعود التاريخي في أسعار الغاز أحد المسببات الرئيسة في التحول إلى توليد الكهرباء عبر استخدام الفحم.

وأسهم ارتفاع استهلاك الفحم خلال 2021، في تسجيل أكبر زيادة سنوية على الإطلاق من حيث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بقطاع الطاقة العالمي.

وارتفع استخدام الفحم في توليد الكهرباء خلال العام الماضي بنسبة 7% ليصل إلى 5.350 مليار طن، كما زاد استخدام ذاك الوقود الأحفوري في القطاعات غير المولدة للكهرباء مع زيادة الإنتاج الصناعي بنسبة 3% ليسجل 2.579 مليار طن خلال 2021.

وفي الصين -أكبر مستهلك له عالميًا-، ارتفع الطلب على الفحم بنسبة 4.6% ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4.230 مليار طن خلال 2021.

ومع النمو القوي للاقتصاد الصيني خلال النصف الأول من العام الماضي، ارتفع استهلاك الفحم لتوليد الكهرباء بنسبة 16%، على أساس سنوي، ثم عانت بكين خلال النصف الثاني من 2021 من نقص الفحم والطاقة وتباطؤ الاقتصاد وتراجع قطاع العقارات.

وعالميًا، ارتفع استخدام الفحم في توليد الكهرباء بنسبة 8%، فيما انخفض استهلاك القطاعات الأخرى بنسبة 0.8%.

وفي نفس السياق، سجلت الهند أعلى مستوى لها على الإطلاق في استهلاك الفحم خلال العام الماضي والذي سجل 1.053 مليار طن، وهي أكبر كمية استهلكت في عام واحد من قبل أي دولة أخرى دون الصين.

وسجلت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي زيادة كبيرة في استهلاك الفحم خلال العام الماضي، مدفوعة بشكل أساسي من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والتحول إلى الفحم بدلًا منه.

ورغم ذلك، كان استهلاك الفحم في الولايات المتحدة وأوروبا خلال العام الماضي أقل من مستويات عام 2019، وفق تقرير وكالة الطاقة الدولية.

الفحم الحراري

وكالة الطاقة الدولية
محطة لتوليد الكهرباء بالفحم- أرشيفية

توقعت وكالة الطاقة الدولية، نمو الطلب على الفحم الحراري لتوليد الكهرباء على أساس سنوي بنسبة 1% خلال العام الجاري (2022).

وكان تباطؤ الاقتصاد الصيني خلال الربع الثاني من العام الجاري، وراء تراجع استهلاك الفحم بنسبة 3% خلال النصف الأول من العام وسط ضعف نمو الاقتصاد والزيادة القوية في توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية.

ومع ذلك، توقعت وكالة الطاقة أن يستقر الطلب الصيني على الفحم خلال العام الجاري ككل حول مستوى 4.230 مليار طن، على افتراض تعافي اقتصاد بكين خلال الربعين الثالث والرابع مقارنة بالتباطؤ الذي شهده الربع الثاني.

وبالتوازي، تقدر وكالة الطاقة الدولية، زيادة استهلاك الفحم في الهند بنسبة 9% خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو ما أرجعته إلى زيادة بنسبة 10% في توليد الكهرباء عبر استخدام الفحم نتيجة نمو الاقتصاد، مع زيادة الطلب على الكهرباء خلال موجة الحر الشديدة التي تتعرض لها البلاد.

كما تشير تقديرات وكالة الطاقة، إلى ارتفاع استهلاك الفحم في الاتحاد الأوروبي خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الجاري بنسبة 10%، مدفوعًا بزيادة استخدام قطاع الكهرباء للفحم.

محطات الفحم في أوروبا

توقعت وكالة الطاقة الدولية، ارتفاع استهلاك الفحم في دول الاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من العام الجاري، مدفوعًا بشكل أساسي بالحاجة لتوفير الغاز لفصل الشتاء وسط حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات الروسية.

واتجهت عدة دولة أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وجمهورية التشيك والمجر والنمسا، بإطالة عمر محطات الفحم المقرر إغلاقها، وإعادة فتح مصانع الفحم المغلقة ورفع الحد الأقصى لساعات عمل محطات الفحم وذلك بهدف تقليل استهلاك الغاز.

وهو ما اعتبرته وكالة الطاقة الدولية، بأنه سيعمل على حدوث زيادة سنوية في الطلب على الفحم الحراري بنحو 44 مليون طن للعام الجاري ككل.

وتوقع تقرير وكالة الطاقة، نمو استهلاك الفحم في دول الاتحاد الأوروبي خلال العام الجاري بنسبة 7% على أساس سنوي ليصل إلى 458 مليون طن.

ماذا عن عام 2023؟

وكالة الطاقة الدولية
عربات قطار محملة بالفحم- أرشيفية

توقعت وكالة الطاقة الدولية، أن يظل الطلب العالمي على الفحم ثابتًا خلال العام المقبل (2023)، ومع ذلك هناك حالة من عدم اليقين آخذة في الارتفاع.

كما توقعت حدوث تغير في الاستهلاك العالمي للفحم بشكل طفيف خلال العام المقبل مقارنة بالعام الجاري، إذ ستلعب الأزمة الروسية الأوكرانية دورًا رئيسًا في تحركات سوق الغاز والفحم.

وبصفة عامة، سيكون الطلب العالمي على الفحم مدفوعًا بشكل أساسي بنمو الاقتصاد في الصين والهند.

وفي مقابل ذلك، هناك شكوك حول قدرة الموردين على رفع إنتاج الفحم، للعمل على خفض أسعار ذلك النوع من الوقود الأحفوري، وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية.

ويأتي ذلك، مع تراجع توقعات انخفاض أسعار الغاز بشكل كبير خلال العام المقبل، وهو ما قد يدفع إلى ارتفاع الاستهلاك العالمي للفحم هامشيًا بنسبة 0.3% ليسجل 8.032 مليار طن في عام 2023.

ومع توقع وكالة الطاقة الدولية، ارتفاع استهلاك الفحم في الصين والهند نتيجة النمو الاقتصادي، هناك توقعات غير مؤكدة حول استهلاك الفحم في الاتحاد الأوروبي، بسبب الوضع المتقلب لتدفقات الغاز الروسي.

واعتبرت الوكالة، أن التوسع في مصادر الطاقة المتجددة مع تطبيق إجراءات توفير الطاقة خلال العام المقبل (2023)، سيكون كافٍ لتعويض الإغلاق المتوقع لمحطات الطاقة النووية.

وحال افتراض ارتفاع إنتاج محطات الطاقة النووية في فرنسا خلال العام المقبل، فمن المتوقع انخفاض طلب الاتحاد الأوروبي على الفحم بنسبة 4%.

إندونيسيا أكبر مصدر للفحم الحراري

وكالة الطاقة الدولية
منجم فحم - أرشيفية

تعد إندونيسيا أكبر مصدّر للفحم الحراري على المستوى العالمي، فقد ارتفعت صادراتها من ذلك الوقود الأحفوري خلال العام الماضي بمقدار 27 مليون طن لتصل إلى 434 مليون طن، لتصدر أكثر من ضعف صادرات أستراليا البالغ 199 مليون طن.

ونمت كذلك صادرات الولايات المتحدة من الفحم بمقدار 12 مليون طن لتصل إلى 36 مليون طن خلال العام الماضي.

في المقابل، تراجعت صادرات جنوب إفريقيا بمقدار 9 مليون طن ليصل إجمالي صادراتها خلال العام الماضي إلى 66 مليون طن، وهو ما أرجعته وكالة الطاقة الدولية إلى مشاكل في نظام السكك الحديدية بالبلاد.

ورغم زيادة استخدام القارة الأوروبية للفحم الحراري، توقعت وكالة الطاقة أن يكون حجم تداول الفحم العالمي خلال العام الجاري أقل بقليل من مستويات عام 2021.

وهو ما أرجعته وكالة الطاقة الدولية، إلى الأسعار المرتفعة للفحم التي قللت الطلب على واردات ذلك الوقود الأحفوري في الأسواق الحساسة للسعر، خصوصًا في الصين.

وكانت الحكومة الصينية أصدرت قرارًا بتعزيز الإنتاج المحلي من الفحم لتقليل الحاجة إلى الواردات، وذلك بعد ارتفاع أسعاره في أكتوبر/تشرين الأول (2021)، وتسبب ذلك في نقص الفحم والطاقة بالبلاد.

وبالفعل نجحت الصين في زيادة إنتاجها من الفحم خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 11%، وهو ما دفع إلى انخفاض وارداتها بنسبة 18% على أساس سنوي ليسجل 115 مليون طن خلال الفترة، مع توقعات بمزيد من تراجع وارادات الفحم خلال العام الجاري.

وبالتوازي، اتجهت الهند كذلك إلى خفض واردات الفحم خلال العام الجاري، ورغم ذلك توقعت وكالة الطاقة عودة واردات الهند من الفحم للارتفاع خلال النصف الثاني من العام الجاري نتيجة الإجراءات الحكومية التي تطبقها لمنع نقص الفحم.

تراجع صادرات روسيا

توقعت وكالة الطاقة الدولية، أن تشهد روسيا أكبر انخفاض في صادراتها من الفحم خلال العام الجاري، متأثرة بالعقوبات الدولية المفروضة عليها وحظر الاتحاد الأوروبي الاستيراد منها.

ونتيجة لذلك، توقعت كالة الطاقة الدولية أن يظل المعروض من الفحم الحراري شحيحًا، بسبب صعوبات تعويض الكميات التي لن توردها روسيا بسبب الحظر والعقوبات.

وعلى الرغم من توقع ارتفاع صادرات إندونيسيا والولايات المتحدة من الفحم، بالإضافة إلى دول أخرى مثل موزمبيق وتنزانيا، فإنه سيكون هناك نقص في المعروض بالسوق.

وتوقعت استمرار تراجع معروض الفحم الحراري خلال العام المقبل مع ارتفاع الطلب من قبل الدول الأوروبية، رغم اتجاه الصين والهند إلى الاكتفاء الذاتي من الفحم، مشيرة في نفس الوقت إلى أن وارادات الصين تخضع دائمًا لحالة لعدم اليقين رغم تلك التوقعات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق