التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

أنبوب الغاز النيجيري الجزائري.. الاتحاد الأوروبي قد يشارك في التمويل لضمان الإمدادات

ووزير النفط النيجيري يزور الجزائر الأسبوع المقبل لمواصلة المشاورات

هبة مصطفى

يترقب الجميع تطورات جديدة تتعلق بمشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري؛ ستُحدد ملامحه في لقاء وشيك لمسؤولي ملف الطاقة بالبلدين بالإضافة إلى النيجر، في حين استبق مسؤولون في الاتحاد الأوروبي تلك الخطوة بالإشارة إلى دعم مشروعات الغاز في أبوجا.

ومن المتوقع أن يحظى أنبوب الغاز العابر للصحراء بتطور مهم يعيد إحياء المشروع، عقب زيارة وزير النفط النيجيري تيمبري سيلفا إلى الجزائر الأسبوع المقبل، وفق صحيفة الجزائر اليوم الناطقة باللغة الفرنسية (L’Algerie Aujord’hui).

وجاءت إشارة المسؤول الأوروبي لدعم مشروعات الغاز النيجيرية خلال زيارة بعثة من ممثلي الاتحاد الأوروبي إلى أبوجا مؤخرًا، ما فُسر باعتبارها دعوة للمشاركة وتمويل المشروعات الرامية لتوفير إمدادات بديلة عن الغاز الروسي للقارة العجوز، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

دعم أوروبي

قال نائب المدير العام لإدارة الطاقة في المفوضية الأوروبية، ماثيو بالدوين، إن زيارة وفد ممثلي الاتحاد الأوروبى إلى نيجيريا تُعد خطوة ضمن خطط الشراكة المتواصلة مع أبوجا، بما يشمل دعم الاستثمارات والتزام الاتحاد بتحويل مشروعات الغاز القائمة إلى واقع ملموس.

أنبوب الغاز النيجيري الجزائري
جولة ممثل المفوضية الأوروبية في نيجيريا - الصورة من صفحته بتويتر

ولفت ماثيو بالدوين إلى أن إمكانات الغاز النيجيري مذهلة، وتكفي لتحل محل الغاز الروسي في خطوط النقل الأوروبية المُصممة لمقاومة عمليات سرقة النفط التي تدفع نحو أضرار بيئية، حسبما أورد في تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة "تويتر".

وأضاف -في تغريدة أخرى- أن الاتحاد الأوروبي يدعم خطة انتقال الطاقة التي التزمت بها نيجيريا، مشيرًا إلى أنه خلال زيارته إلى أبوجا ومواقع تابعة لقطاع النفط والغاز رصد جهودًا حكومية تركز على مكافحة أعمال التخريب التي لحقت بمرافق الإمداد بالوقود.

وفسرت الصحيفة الجزائرية الناطقة بالفرنسية تصريحات بالدوين حول دعم مشروعات الغاز في أبوجا بأنها إيماءة لرغبة الاتحاد الأوروبي في توفير الدعم اللازم لاستكمال أعمال بناء مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري العابر للصحراء.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتأمين بدائل تعوّض غياب الغاز الروسي من مصادر عدة من بينها الغاز النيجيري.

أنبوب الغاز العابر للصحراء

تتزامن الزيارة النيجيرية الوشيكة إلى الجزائر، وكذا تصريحات المدير العام لإدارة الطاقة بالمفوضية الأوروبية، مع محاولات إحياء مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري الضخم.

وتُقدّر تكلفة المشروع العملاق -الذي يتجاوز طوله 4 آلاف كيلومتر- بنحو 13 مليار دولار، ويربط نيجيريا بأوروبا من خلال الجزائر والنيجر.

ويبرز دور أنبوب الغاز النيجيري الجزائري العابر للصحراء في توقيت حرج للغاية، إذ تمر الأسواق الدولية بمنعطف اتجه بأسعار الغاز إلى مستويات غير مسبوقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ما يزيد على 5 أشهر وحتى الآن.

ورغم الطموحات المتعلقة على مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري -لا سيما التطلعات الأوروبية الرامية لتعويض غياب الغاز الروسي- فإن المشروع يواجه تحديات أبرزها التمويل والاستثمارات.

وتتزامن المشاورات الجارية حول المشروع مع بدء تنفيذ خطوات فعلية تركز على الجوانب الفنية والمالية لمشروع خط الأنابيب بين نيجيريا والمغرب المنافس له.

خط أنابيب الغاز النيجيري

خطوات سابقة

تأتي زيارة وزير النفط في أبوجا تيمبري سيلفا إلى الجزائر، الأسبوع المقبل، ضمن إطار لقاء ثلاثي بين الأطراف المشاركة في مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري بما فيها النيجر، تنفيذًا لاتفاق جولة المشاورات السابقة التي عقدت في الدولة الواقعة غرب أفريقيا.

ويُعد اللقاء الثلاثي السابق، الذي عُقد في 20 يونيو/حزيران، ثاني جولات المشاورات بين الأطراف المشاركة.

وخلال اللقاء السابق، اتفق وزراء الطاقة في البلدان الـ3 المُشاركة على تحديد إطار أولي لمشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري العابر للصحراء.

وتضمّنت الأُطر الأولية للمشروع بدء إعداد الدراسات الفنية تمهيدًا لتنفيذها، في حين تُخطط الأطراف الـ3 لتشكيل فريق يتولى مهمة صياغة البنود المتعلقة بالتعاقد ومتابعة دراساته الفنية والمالية والتنفيذية.

من جانبه، أبدى وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، خلال مشاركته في اللقاء الثلاثي السابق اهتمام بلاده بالمشروع.

وأشار إلى أن البنية التحتية لقطاع الغاز الجزائري (بما يشمل شبكات النقل، ومولدات الغاز المسال، والبنية التحتية للبتروكيماويات) تسمح بتحقيق الأنبوب العابر للصحراء أقصى استفادة ممكنة.

ولفت إلى أن الموقع الجغرافي المميز لبلاده قرب أسواق الغاز يدعم دورها شريكًا في المشروع.

ضمانات الإنجاز

حدد مدير الدراسات السابق بوزارة الصناعة والطاقة في الجزائر، عبدالرحمان مبتول، 5 ضمانات تؤمن إنجازًا واقعيًا لمشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري.

أنبوب الغاز النيجيري الجزائري
لقاء سابق لممثلي الجزائر ونيجيريا والنيجر لماقشة تطورات المشروع - الصورة من (Pan African Vision)

وأكد مبتول أن ضمان تمويل المشروع يُعد التحدي الأول له، إذ إنه أضاف أعباء مالية لميزانية الجزائر ونيجيريا، حسبما أوضح في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق.

وبجانب التمويل، أوضح مبتول أن أسعار نقل الغاز وبيعه في الآونة الحالية تتطلب إجراء مراجعات دقيقة لدراسة الأسواق قبل التنفيذ الفعلي.

ومن زاوية أخرى، لفت مدير الدراسات السابق في وزارة الصناعة والطاقة الجزائرية إلى أن هناك اعتبارات أمنية يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، لا سيما أن الخط سيمر بمناطق غير مستقرة في دلتا النيجر تستدعي إجراء مفاوضات.

وأشار مبتول إلى أن التركيز على الطلب العالمي ضرورة في التوقيت الحالي خاصة أن الدول الأوروبية تعد عميلًا مستهدفًا لمشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري العابر للصحراء، واستند إلى أن القارة الأوروبية تعتمد على الغاز الطبيعي بنسبة تزيد على 70%.

ورأى أن تأمين سوق لإمدادات المشروع في ظل المنافسة العالمية مع الإنتاج الروسي والإيراني أمر مهم لضمان مكاسب الأنبوب ونجاح أهدافه.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق