نفطأخبار النفطرئيسيةعاجل

الطلب على نفط الشرق الأوسط يتراجع في السوق الفورية الآسيوية

وسط انتعاش الطلب على الخام الروسي الرخيص

مي مجدي

يواجه نفط الشرق الأوسط ضغوطات كبيرة في السوق الآسيوية، مع اكتساح الدرجات الروسية الأرخص ثمنًا، وتهافت بعض دول آسيا على الشراء.

وتراجع الطلب الفوري في آسيا على الدرجات الثقيلة من الشرق الأوسط، مثل خام البصرة الثقيل، بسبب صفقات المراجحة على الخام الأرخص التي تشق طريقها إلى المنطقة في الأسابيع الأخيرة، فضلًا عن ارتفاع تكلفة عملية إزالة الكبريت، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).

وتضاءلت شحنات خام البصرة الثقيل لشهر أغسطس/آب (2022) خلال يوليو/تموز (2022)، ونادرًا ما تشهد أيّ حراك في السوق الفورية، رغم استمرار الأحجام المعتادة المتعاقد عليها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الدرجات العراقية

كانت بترون -أكبر شركة لتكرير النفط وتسويقه في الفلبين- قد اشترت خام البصرة الثقيل عن طريق مناقصة أطلقتها في وقت سابق من شهر يوليو/تموز (2022)، رغم أنها لم تكشف عن أيّ معلومات إضافية.

وطوال هذا الشهر (يوليو/تموز 2022)، لم يسمع التجّار في آسيا عن أيّ شحنات من الدرجات العراقية في السوق الفورية تقريبًا.

نفط الشرق الأوسط
ناقلة للنفط في سنغافورة- الصورة من رويترز

ويعتقد التجّار أن ارتفاع تكلفة عملية إزالة الكبريت المتعلقة بمعالجة الدرجات الثقيلة الحامضة من بين العوامل المساعدة المحتملة لانخفاض الطلب الفوري.

ونظرًا لارتفاع تكلفة الهيدروجين، المكون الرئيس في عملية إزالة الكبريت، يستبعد المشترون الدرجات الثقيلة الحامضة في الوقت الحالي.

في المقابل، هناك بعض الإقبال على خام البصرة المتوسط هذا الشهر، وسط تفضيل الدرجات المتوسط الحمضية والخفيفة.

ويرى التجّار أن خام البصرة المتوسط يتمتع بحصّة في السوق، على عكس خام البصرة الثقيل الذي لم يتلقَّ عروضًا أو مناقصات.

وأظهرت بيانات من ستاندرد آند بورز غلوبال أن الدرجات المتوسطة الحمضية، مثل زاكوم العلوي والخام العماني، كان أداؤها أفضل بكثير في شهر يوليو/تموز (2022) مقارنة بشهر يونيو/حزيران (2022).

وأفادت البيانات أن السعر النقدي لخام دبي مقابل فروق العقود الآجلة، وهو مؤشر رئيس لنشاط السوق الفورية، بلغ متوسط 9.52 دولار شهريًا حتى الآن في يوليو/تموز (2022)، مقارنة بـ7.64 دولارًا للبرميل في يونيو/حزيران (2022).

الضغط على نفط الشرق الأوسط

قال التجّار، إن تضييق الفرق بين خام برنت وخام دبي في بورصة العقود الآجلة للمبادلات يزيد من الضغط على نفط الشرق الأوسط هذا الشهر، إذ يسمح الآن بصفقات المراجحة من الغرب إلى المنطقة.

وأظهرت بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال أن مؤشر بورصة العقود الآجلة للمبادلات لشهر سبتمبر/أيلول كان ثابتًا عند 10.73 دولارًا للبرميل، اليوم الأربعاء 27 يوليو/تموز (2022)، الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش (05:00 صباحًا بتوقيت مكة مكرمة)، وهو أقلّ بنسبة 16% من أعلى مستوياتها في 5 يوليو/تموز (2022) عند 12.76 دولارًا للبرميل.

وغالبًا ما تجرى متابعة بورصة العقود الآجلة للمبادلات بصفتها مؤشرًا لقيمة خام بحر الشمال منخفض الكبريت مقابل نفط الشرق الأوسط عالي الكبريت.

السوق الصينية

وفقًا للتجّار، بدأت الدرجات الثقيلة الحامضة من الغرب، مثل الموجودة في أميركا اللاتينية، تتدفق إلى آسيا -أيضًا-، خاصة إلى الصين وسط انتعاش الطلب بعد أشهر من الركود الناجم عن تفشّي جائحة كورونا.

نفط الشرق الأوسط
صهاريج النفط والغاز في ميناء تشوهاي بالصين- الصورة من رويترز

ويرى التجّار بوادر تحسّن في الطلب حتى في الأسواق الصينية، وهناك تزايد في الطلب خلال شهري سبتمبر/أيلول (2022) وأكتوبر/تشرين الأول (2022).

وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك في البلاد أن واردات النفط الخام من أميركا اللاتينية تراجعت بنسبة 19.3% على أساس سنوي، إلى 805 آلاف برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2022، لكن هناك توقعات بأن يتغير الوضع.

ويساعد في زيادة صفقات مراجحة الدرجات الثقيلة الحامضة هو انخفاض معدلات الكبريت مقارنة بخام البصرة الثقيل، وفقًا للتجّار.

وتتمتع الدرجات، مثل مزيج كاستيا الثقيل الحامض الكولومبي، بميزة تنافسية، إذ تحتوي على الكبريت بنسبة 2%، بينما خام البصرة 4%.

ويسمح ذلك لشركات التكرير بشراء هذه الدرجات، دون أن ترفع تكلفة عملية إزالة الكبريت.

الطلب على الخام الروسي

في الوقت نفسه، يتزايد الطلب في الهند على الخام الروسي الرخيص، مثل الأورال متوسط الحمضية، ويعني توافر هذه البراميل في البلاد أنها ستحلّ محلّ الدرجات المشابهة.

وبالإضافة إلى شراء خام الأورال الروسي بانتظام، بدأت الهند -مؤخرًا- في شراء خام "إيسبو" الروسي من الشرق الأقصى، حسبما ذكرت إس آند بي غلوبال بلاتس.

ووفقًا لبيانات تتبّع السفن والسلع من إس آند بي غلوبال وكبلر، من بين 28 سفينة بميناء تحميل خام إيسبو "كوزمينو" في شهر يوليو/تموز (2022) وحتى الآن، شوهدت 4 شحنات بحمولة 700 ألف برميل متجهة إلى الهند، مقابل لا شيء في مايو/أيار (2022)، و3 شحنات طوال شهر يونيو/حزيران (2022).

وتحصل الهند وبعض البلدان الأخرى على سعرين مختلفين للخام، الأول هو الخام الرخيص، إذ يمكن تحقيق هامش تكرير جيد، والثاني هي درجات الشرق الأوسط التي يتعين عليها استخدامها عمومًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق