تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

دبلوماسية الهيدروجين.. هل تفلح في سد الاحتياجات المستقبلية لألمانيا؟ خبراء يجيبون

البعض يشكك في جدواها ونتائجها

حياة حسين

بهدف سد احتياجاتها المستقبلية من الوقود الأنظف، تطرح ألمانيا حاليًا ما يسمى بـ"دبلوماسية الهيدروجين"؛ الأمر الذي يشكك فيه البعض ويعتبره غير ذي جدوى أو نتائج ملموسة.

وتضطر ألمانيا إلى استيراد كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر، لتساعد في تعزيز خطة تحقيق الحياد الكربوني، في وقت يزيد الطلب على المعروض منه، وفق ما صرح به نائب المستشار الألماني، روبرت هابك.

وكان المستشار الألماني، أولاف شولتس، قد وعد، خلال المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، الأسبوع الماضي، بتوفير تجارة هيدروجين رابحة.

وشددت وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، خلال زيارة إلى كييف -عاصمة أوكرانيا-، على ما يسمى بدبلوماسية الهيدروجين، وهو ما قابله الكثيرون بكثير من الشك والجدل.

الطاقة المستدامة

قالت وزيرة خارجية ألمانيا إن هناك تعاونًا عميقًا في مجال الطاقة المستدامة مع روسيا، فيما يعتقد نائب المستشار الألماني أن هناك سيناريو دوليًا محفوفًا بالمخاطر، وينافس في شدته الحرب الباردة.

ويتسم الوضع بين روسيا وأوروبا -مؤخرًا- بالتوتر الشديد؛ حيث يتبادل الطرفان الاتهامات فيما بينهما، ولا سيما بعدما خفضت روسيا صادراتها من الغاز بنسب كبيرة إلى دول القارة الأوروبية العجوز، رغم ارتفاع الطلب والأسعار، بينما ترى بروكسل أن موسكو تستخدم الغاز ورقةَ ضغط لتشغيل مشروع نورد ستريم2.

وتعتمد دبلوماسية الهيدروجين الألمانية على تدشين مكاتب في دول عدة، لصناعة الهيدروجين بطرق تتواءم مع الإستراتيجية الألمانية.

واختارت ألمانيا موسكو والرياض ولواندا وأبوجا، وأخيرًا كييف لتدشين تلك المكاتب المعنية بصناعة الهيدروجين.

إدارة المكاتب

بحسب وزيرة الخارجية الألمانية؛ فإن وكالة التنمية الألمانية ستدير تلك المكاتب، بوضع خطط لإنتاج الهيدروجين الأخضر خارج حدود برلين، بشرط أن تناسب متطلبات الاستيراد الألماني في المستقبل، حسبما ذكر موقع "إنرجي نيوز.بيز".

الطاقة - الهيدروجين الأخضر - اقتصاد الهيدروجين - جنوب أفريقيا - آيريناوتهدف مكاتب الهيدروجين إلى مساعدة مصدري الوقود الأحفوري الحالي في تطوير نماذج نشاط الأعمال التي يتبعونها، تجنبًا لأي مساس بأمن الطاقة مستقبلًا.

ويرى المستشار الألماني ضرورة تطوير استثمارات قطاع الهيدروجين الأخضر عالميًا؛ لتحقيق إمدادات آمنة منه، إضافة إلى تعزيز صادرات الدول الناشئة والنامية منه، بما يتوافق مع هدف الوصول إلى الحياد الكربوني.

وقال شولتس، في مؤتمر دافوس: "الفوائد المتبادلة واضحة لدولة مثل ألمانيا ذات قاعدة صناعية قوية واستهلاك كبير للطاقة، ولهؤلاء الذين سيكونون من المنتجين الكبار للهيدروجين الأخضر، خاصة في البلدان الناشئة والنامية".

خبراء يحذرون

حذر خبراء في قطاع الهيدروجين من تبني الحكومة الألمانية دبلوماسية الهيدروجين.

ومن بين المحذرين، برزت المتخصصة في هذا القطاع في "إي 3 جي ثنك تانك"، إليونورا موريو، التي قالت: "إنه من الصعب حساب تأثير تجارة الهيدروجين الأخضر في إتاحة الطاقة في البلدان الشريكة؛ لأن دبلوماسية الهيدروجين قد تُسهِم في زيادة أسعار الطاقة في بلدان تعاني لكي تحصل عليها من الأصل".

وفي منتصف الشهر الماضي، توقعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، في تقرير تحليلي، أن يؤدي النمو السريع في سوق الهيدروجين العالمية إلى تحولات جغرافية اقتصادية وجيوسياسية كبيرة تؤدي إلى موجة من التحالفات الجديدة على المستويات الإقليمية؛ ما يمهد لظهور مراكز نفوذ جيوسياسي جديدة على أساس إنتاج الهيدروجين واستخدامه بالتوازي مع تراجع تجارة النفط والغاز.

%12 من الطاقة العالمية

توقعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أن يلبي الهيدروجين ما يصل إلى 12% من استخدام الطاقة العالمي، بحلول عام 2050.

يُذكر أن ألمانيا تستورد أكثر من 60% من احتياجاتها من الطاقة سنويًا، ومعظم الكميات المستوردة تكون من روسيا والنرويج.

وتخطط برلين لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق