طفرة في صفقات الدمج والاستحواذ بالنفط والغاز.. وخطط طموحة لـ3 شركات عربية

تتوالى إعلانات صفقات الدمج والاستحواذ بقطاع التنقيب عن النفط والغاز في العالم منذ إعلان صفقتَي شركتي إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتين خلال الربع الأخير من عام 2023.

وتجاوزت قيمة إجمالي هذه الصفقات في قطاع المنبع (الاستكشاف والإنتاج) حاجز 64 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2024، بحسب تقرير حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).

وكان أداء صفقات الدمج والاستحواذ في الربع الأول من العام الحالي، الأفضل على مستوى الأرباع المقارنة منذ عام 2019، بعد زيادة بنسبة 145% عن الربع الأول من عام 2023.

وتوقّع التقرير أن تصل قيمة الصفقات المتوقع إعلانها خلال المدة المتبقية من عام 2024 إلى 150 مليار دولار، ما يعني أن العام قد يغلق على قيمة إجمالية للصفقات تصل إلى 214 مليار دولار، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

أميركا الشمالية في الصدارة

جاء انتعاش صفقات الدمج والاستحواذ خلال الربع الأول من عام 2024، مدفوعًا بصفقات الاندماج في قطاع النفط الصخري بالولايات المتحدة التي تقود المشهد العالمي منذ الربع الأخير من العام الماضي.

وبلغ إجمالي صفقات الاندماج والاستحواذ في أميركا الشمالية 54 مليار دولار خلال الربع الأول، ما يمثّل 83% من الإجمالي العالمي، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة المتخصصة ريستاد إنرجي.

ويتوقع التقرير استمرار أميركا الشمالية في قيادتها الصفقات خلال المدة المتبقية من عام 2024، مع امتلاكها أصولًا تُقدَّر بنحو 80 مليار دولار ما زالت مطروحة في السوق، ويُتوقع إعلان صفقات بشأنها هذا العام.

ومن المرجح أن يكون قطاع النفط الصخري الأميركي المحرك الرئيس لهذا النشاط في القارة الشمالية، مع امتلاكه أصولًا تمثّل 66% أو ما يزيد قليلًا عن 52 مليار دولار من إجمالي قيمة الأصول المطروحة في السوق بأميركا الشمالية.

وقفز إنفاق الشركات الأميركية على صفقات الدمج والاستحواذ من 100 مليار دولار عام 2022 إلى 234 مليار دولار في 2023، وهو أعلى مستوى بالقيمة الحقيقية للدولار -المعدلة بالتضخم- منذ عام 2012، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية نشرته وحدة أبحاث الطاقة في 20 مارس/آذار 2024.

ويرجع السبب في هذه القفزة الضخمة إلى صفقتي الاستحواذ المعلنتين في 10 و20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من جانب شركتي إكسون موبيل وشيفرون، بقيمة إجمالية وصلت إلى 125 مليار دولار.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر صفقات الدمج والاستحواذ في قطاع النفط والغاز العالمي خلال 22 عامًا:

 

أحواض خارج برميان مرشحة للصفقات

هيمنَ حوض برميان على الصفقات الأخيرة في أميركا خلال الربع الأول من 2024، لكن يبدو أن أحواض وحقول النفط الصخري الأخرى ستجذب استثمارات كبيرة في المستقبل القريب، مع وجود أصول تُقدَّر بنحو 41 مليار دولار خارج حوض برميان.

وتضم قائمة الفرص الاستثمارية خارج حوض برميان، صفقة البيع المحتملة لشركة غرايسون ميل إنرجي (Grayson Mill Energy) التي تتركز أصولها في حوض باكن بولاية داكوتا الشمالية.

كما تضم بيع محفظة شركة إكسون موبيل في باكن، وكذلك بيع أصول تابعة لشركة إكس سي إل ريسورسز (XcL Resources)، إضافة إلى أصول أخرى غير مشغّلة في حوض مارسيلاس، وأصول تابعة لشركتي بي بي وشل في حوض هاينزفيل، بحسب خريطة الأصول التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وتعتزم شركة شيفرون الأميركية التخارج من أصول تتراوح قيمتها من 10 إلى 15 مليارات دولار بحلول عام 2028، كما تخطط (أوكسي) لتصفية أصول تتراوح من 4.5 إلى 6 مليارات دولار، بحسب تقرير ريستاد إنرجي.

الصفقات خارج الولايات المتحدة

ظلَّ نشاط صفقات الدمج والاستحواذ قويًا أيضًا خارج الولايات المتحدة خلال الربع الأول من عام 2024، إذ بلغت قيمتها قرابة 10.5 مليار دولار بزيادة 5% على أساس سنوي.

وهيمنت أصول شركات بي بي البريطانية وشيفرون وشل وتوتال إنرجي على مشهد الصفقات خارج الولايات المتحدة، مع وصول قيمة صفقاتها مجتمعة إلى 5.2 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2024.

واستحوذت الأصول المنتجة للغاز على 66% من إجمالي الأصول المشتراة والمبيعة خلال الربع الأول من العام الحالي، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وعلى الرغم من سيطرة أميركا الشمالية على مشهد صفقات الدمج والاستحواذ العالمية، فإن أفريقيا شهدت نشاطًا ملحوظًا مع تجاوز قيمة صفقاتها 5.3 مليار دولار، مدفوعة بعمليات شركات التنقيب عن النفط والغاز الكبرى.

وجاءت أكبر صفقة في قطاع التنقيب الأفريقي خلال الربع الأول من شركة شل العالمية متعددة الجنسيات التي باعت حصتها البالغة 30% في مشروع إس بي دي سي (SPDC) المشترك في نيجيريا، الذي يحتوي على 520 مليون برميل نفط مكافئ، مقابل 2.4 مليار دولار.

كما شهدت المنطقة استحواذ شركة توتال إنرجي على حصة تشغيلية بنسبة 33% في مربع بحري في جنوب أفريقيا، إضافة إلى الاستحواذ على حصة إضافية في مربعين بحريين قبالة ساحل ناميبيا.

على الجانب الآخر، ارتفعت صفقات الدمج والاستحواذ في أميركا الجنوبية خلال الربع الأول من عام 2024، مع تداول أصول بلغت قيمتها الإجمالية قرابة 752 مليون دولار.

ويأتي هذا الانتعاش بعد عام هادئ في الصفقات التي لم تتجاوز قيمتها 790 مليون دولار خلال عام 2023 كاملًا، باستثناء إعلان صفقة استحواذ شيفرون على شركة هيس بقيمة 53 مليار دولار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتدور في الوقت الحالي مفاوضات اندماج بين 4 من أكبر 10 شركات تنقيب مستقلة في البرازيل، ما يشير إلى احتمال حدوث موجة من صفقات الدمج والاستحواذ في قطاع النفط والغاز البرازيلي خلال المدة المقبلة.

خطط شركات الشرق الأوسط

مع استمرار الطلب على الوقود الأحفوري، تعمل شركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط -بما في ذلك أدنوك الإماراتية وأرامكو السعودية وقطر للطاقة- على تعزيز محافظتها من الغاز الطبيعي والغاز المسال؛ ما يسمح لها بخفض الانبعاثات وتنويع الاقتصادات المحلية.

وتخطط أدنوك وأرامكو لاستكشاف مزيد من فرص التوسع في قطاع الغاز الطبيعي المسال، بما في ذلك ضخ استثمارات محتملة في مشروعات غربية، بحسب ريستاد إنرجي.

وأعلنت شركة قطر للطاقة تطوير حقل الشمال الغربي في وقت سابق من هذا العام؛ بهدف تعزيز قدرتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال إلى 142 مليون طن سنويًا، متجاوزة الهدف السابق البالغ 126 مليون طن سنويًا.

كما تخطط شركتا أدنوك وقطر للطاقة للتوسع الدولي في قطاع الغاز المسال جنبًا إلى جنب مع شركائهما القدامى -مثل شركة بي بي البريطانية وشركة توتال إنرجي الفرنسية- مستفيدتين من تجربة تطوير مشروعات التوسعة في حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي بالتعاون مع شركاء دوليين.

موضوعات متعلقة..

• قيمة صفقات الدمج والاستحواذ بقطاع النفط والغاز الأميركي تقفز لـ234 مليار دولار
• أكبر صفقات الدمج والاستحواذ في قطاع النفط والغاز عالميًا وأفريقيًا خلال 2023
• النفط في غايانا يشعل الصراع بين شركات الطاقة الأميركية

اقرأ أيضًا..

• إنتاج أكبر حقل غاز في مصر قد ينتهي خلال 7 أعوام.. وشرط وحيد لاستمراره
• بدائل الاتحاد الأوروبي للاستغناء عن الغاز الروسي (مقال)
• ارتفاع صادرات الجزائر من النفط في الربع الأول.. وهؤلاء أبرز المستوردين (رسوم بيانية)
• توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوشك على الاندثار.. باستثناء المغرب