التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوشك على الاندثار.. باستثناء المغرب

دولة عربية ما زالت تعتمد عليه بنسبة 70%

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • أغلب دول الشرق الأوسط لا يعتمد على الفحم في مزيج توليد الكهرباء
  • دول الخليج تعتمد على الغاز والنفط بنسب تتراوح بين 80% إلى 100%
  • جميع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم تقترح مشروعات جديدة للفحم
  • إيران الدولة الوحيدة التي لديها مشروع تحت الإنشاء بقدرة 0.65 غيغاواط
  • قدرة الفحم الملغاة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغت 25.4 غيغاواط في 13 عامًا

تكاد معدلات توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تكون الأقلّ بين جميع مناطق العالم، لكن بعض المحطات العاملة ما زالت تستهلك هذا الوقود الموصوم بيئيًا بدرجة محدودة.

وتوقّع تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- خروج آخر محطات التوليد العاملة بالفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الخدمة في غضون سنوات قليلة مقبلة، باستثناء المغرب الذي قد يتأخر أبعد من ذلك.

ويتركز توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -حاليًا- في عدد محدود من الدول بدرجات مختلفة مثل إسرائيل والمغرب، بينما تدرس إيران مقترحات لبناء بعض المحطات لأول مرة، بحسب التقرير.

أمّا دول الخليج العربي التي تمثّل الكتلة الجغرافية الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط، فلا تعتمد على استعمال الفحم نهائيًا في مزيج الطاقة والكهرباء، بل تعتمد على الغاز والنفط بصورة كاملة أو شبه كاملة.

مزيج توليد الكهرباء في دول الخليج

يعتمد مزيج الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي الـ6 (السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت والبحرين) على الغاز والنفط في توليد الكهرباء بنسبة تتراوح بين 80% و100%، حسب بيانات صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".

وتشير البيانات إلى أن البحرين والكويت تعتمدان على النفط والغاز في توليد الكهرباء بنسبة 100%، بينما تعتمد السعودية عليهما بنسبة 99%، تليها سلطنة عمان بنسبة 94%.

أمّا قطر، فتعتمد على الغاز والنفط بنسبة 93% في توليد الكهرباء، بينما تصل النسبة في الإمارات إلى 83%، مع إسهام الطاقة النووية بـ7% من إجمالي التوليد، وهي الدولة الخليجية الوحيدة المشغّلة لمحطات نووية حتى الآن، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

إضافة إلى ندرة توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط، تعدّ المنطقة الأقل عالميًا في عدد وظائف الفحم الذي لم يتجاوز 50 ألف وظيفة عام 2022، ما يمثّل 0.8% من إجمالي وظائف الفحم عالميًا، بحسب تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

تقليص توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط

يقتصر توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -حاليًا- على إسرائيل والمغرب، مع امتلاكهما قدرات تعمل بالفحم تصل إلى 8.6 غيغاواط للاثنين معًا، بحسب التقرير الصادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور.

وكانت الإمارات تمتلك بعض محطات التوليد المحدودة العاملة بالفحم باستعمال تقنيات بيئية مشددة في مجمع حصيان للطاقة، لكنها حوّلت المجمع إلى استعمال الغاز الطبيعي في عام 2022.

إحدى محطات توليد الكهرباء بالفحم العاملة في المغرب
إحدى محطات توليد الكهرباء بالفحم العاملة في المغرب - الصورة من Enterprise Climate

أمّا المغرب وإسرائيل، المستعملان الرئيسان للفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيخططان للتخلص التدريجي منه، عبر إخراج المحطات العاملة في توليد الكهرباء من الخدمة مبكرًا، وإحلالها بمحطات عاملة بالغاز الطبيعي أو بمصادر طاقة أخرى.

وتمتلك إسرائيل قدرات توليد عاملة بالفحم حاليًا تصل إلى 4.35 غيغاواط، بينما يمتلك المغرب 4 محطات عاملة بقدرة إجمالية تصل إلى 4.25 غيغاواط، حسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

إسرائيل تغادر مبكرًا والمغرب سيتأخر

كانت إسرائيل تخطط لإخراج وحدات الفحم العاملة في محطة أوروت رابين للكهرباء (Orot Rabin power station) بين عامي 2023 و2024، لكن ظروف الحرب الأخيرة في قطاع غزة أربكت خطط الطاقة الإسرائيلية، ما دفع الحكومة إلى الإعلان أوائل العام الحالي عن إرجاء ذلك الموعد إلى عام 2026.

أمّا المغرب، فقد أعلن انضمامه إلى تحالف دولي للتخلص من الفحم (PPCA) أواخر عام 2023، وهو يضم أكثر من 60 حكومة حاليًا، ويستهدف تسريع التخلص التدريجي من المعدن الأسود الموصوم بيئيًا بكونه أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للمناخ.

استنادًا إلى ذلك، تعهَّد المغرب بالتخلص التدريجي من محطات التوليد بالفحم الـ4 العاملة في البلاد، لكن دون وضع أجل زمني محدد لتنفيذ ذلك، لاعتماده عليه بصورة كبيرة في مزيج توليد الكهرباء الحالي.

ويعتمد المغرب على الفحم بنسبة 70% في توليد الكهرباء، بينما تمثّل الطاقة المتجددة نحو 20% فقط، وسط خطط لزيادة حصتها إلى 52% من مزيج الكهرباء بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن تنصبّ جهود الحكومة المغربية خلال السنوات المقبلة على محطة كهرباء الجرف الأصفر العاملة بالفحم بقدرة 2 غيغاواط، ومحطة جرادة شرق البلاد، والتي بدأت الحكومة في هدم وحداتها القديمة من الفحم العام الماضي.

قدرة المشروعات الملغاة (2010-2023)

يشير جانب آخر من بيانات توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن دول المنطقة ألغت مشروعات فحم بقدرة 25.4 غيغاواط خلال المدة من 2010 إلى 2023.

وبلغت قدرة المشروعات التي ألغتها مصر قرابة 15.2 غيغاواط خلال هذه المدة، بينما ألغت سلطنة عمان 1.2 غيغاواط، كما أغلقت الإمارات 5.47 غيغاواط.

يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطورات مزيج الكهرباء في مصر وزيادة الاعتماد على الغاز خلال 3 سنوات ماضية، وحتى عام 2022:

مزيج توليد الكهرباء في مصر

كذلك بلغت قدرة المشروعات الملغاة في المغرب خلال هذه المدة قرابة 1.67 غيغاواط، بينما بلغت في إسرائيل 1.26 غيغاواط، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

كما يشير جانب آخر من أحدث بيانات توليد الكهرباء بالفحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن دول المنطقة لم تقترح أيّ خطط مستقبلية لإنشاء محطات توليد جديدة تعمل بالفحم في عام 2023، وذلك للعام الثالث على التوالي.

أمّا من حيث المشروعات تحت الإنشاء، فلا وجود لها في المنطقة -حاليًا-، باستثناء إيران التي لديها محطة تحت الإنشاء بقدرة 0.65 غيغاواط، لكنها ما زالت غير مكتملة منذ بدء العمل فيها عام 2000، بسبب نقص المعدّات اللازمة لذلك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق