التقاريرتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعات

تركيا ترفض التخلي عن الفحم.. وتعلن رقمًا ضخمًا للاحتياطيات

أحمد بدر

على الرغم من مساعي تركيا لتبني الطاقة المتجددة، ما زالت احتياطيات الفحم العملاقة لديها توفر قدرًا كبيرًا من الطاقة، يلبي ما يصل إلى ثلث الكهرباء المنتجة في البلاد.

وبحسب معلومات حديثة رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، تستورد أنقرة نصف الفحم الذي تولّد به ثلث الكهرباء على أراضيها، لكنها ترى أن التخلي عن الفحم في رحلة تحول الطاقة أمر غير منطقي، لا سيما مع مساعي الرئيس رجب طيب أردوغان لتحقيق استقلال الطاقة في بلاده.

ولا تضع تركيا في أولوياتها تحقيق تحول الطاقة، بقدر مساعيها للتخلص من التبعية الأجنبية في هذا المجال، لذلك تواصل استغلال احتياطيات الفحم لديها، والمصادر الأحفورية الأخرى، إذ يؤكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار أن أنقرة تريد استعمال مواردها لأقصى درجة لهذا الغرض.

ومن المقرر أن تواصل تركيا خططها لبدء أنشطة الحفر في البحر الأسود خلال العام الجاري (2024)، بالتزامن مع الاعتماد على الفحم، جنبًا إلى جنب مع زيادة قدراتها في اتجاهات أخرى، أبرزها الطاقة المتجددة والطاقة النووية.

احتياطيات الفحم في تركيا

كشف الوزير بيرقدار أن احتياطيات الفحم في تركيا تبلغ نحو 20 مليار طن، مؤكدًا ضرورة استغلال هذه الكميات، دون مساس بالصحة والسلامة المهنية، إذ إن البلاد في حاجة إلى استعماله بطريقة تتوافق مع البيئة، لتجنّب التلوث.

وأوضح أن بلاده في حاجة إلى إدخال هذا الفهم في اقتصادها، وذلك من خلال التوجه إلى استغلال الفحم والمناجم الأخرى، وفق التصريحات التي نقلها التقرير، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ورفض بيرقدار أن تدير بلاده ظهرها للفحم، وذلك لأنها تحتاج إلى الطاقة، واستعمال مواردها للحدّ من العجز في الحساب الجاري، إذ بإمكان احتياطيات الفحم في تركيا أن تسهم في تحقيق استقلال الطاقة.

وأشار إلى أن هناك ضرورة لاستعمال جميع مصادر الطاقة ومواردها المحلية، سواء كانت الأحفورية أو المتجددة، لتحقيق استقلال الطاقة في البلاد، لافتًا إلى أن ثلث الكهرباء التركية تُنتَج من الفحم، وفق ما نشرته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).

وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار
وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار

وبحسب بيرقدار، فإن التوجه إلى استغلال احتياطيات الفحم في تركيا أمر يرتبط بأمن الطاقة لدى بلاده، ومن ثم يرتبط بأمنها القومي، مشيرًا إلى ارتفاع استهلاك الفحم في أوروبا خلال العامين الماضيين.

وشدد الوزير على ضرورة أن يكون هناك تحول ذكي في مجال الطاقة، إذ إن الفحم يجب أن يستمر لمدة معينة من الزمن، بما يدعم الاقتصاد التركي، لافتًا إلى أن استبعاد هذا النوع من الوقود من مصادر الطاقة سيكون خطأ كبيرًا.

النفط والغاز والطاقات النوية والمتجددة

تخطط تركيا لمزيد من أعمال التنقيب عن النفط والغاز، بما يتوافق من خطة الرئيس رجب طيب أردوغان لتحرير بلاده من التبعية لدول أخرى في مجال الطاقة، وتحويلها إلى لاعب مستقل، إذ تسعى أنقرة لتسريع عمليات التنقيب عن الغاز في 3 مناطق، أبرزها البحر الأسود، خلال العام الجاري 2024.

بالإضافة إلى ذلك، أدرجت أنقرة على جدولها 3 آبار استكشافية في البحر الأسود، وهو الأمر الذي شجّعه ارتفاع احتياطياتها من الغاز الطبيعي في البحر الأسود إلى 710 مليارات متر مكعب بعد أنشطة التنقيب، وفق معلومات طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

سفينة الحفر التركية "قانوني"
سفينة الحفر التركية "قانوني" - الصورة من منصة "أبستريم أونلاين"

ويوضح وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي آلب أرسلان بيرقدار أن الغاز الطبيعي الذي أُنتِجَ من حقل صقاريا للغاز يصل حجمه إلى نحو 3.7 مليون متر مكعب، موضحًا أن خطة "قرن تركيا" التي وضعها الرئيس أردوغان تستهدف إنهاء التبعية الأجنبية بمجال الطاقة تمامًا خلال الـ30 عامًا المقبلة.

وتحاول أنقرة، في الوقت نفسه، التصدي لزيادة الطلب المتوقعة على الطاقة حتى أربعينيات القرن الحالي، من خلال استكشاف مناطق جغرافية تجنّبتها في الماضي، مثل غابار في ولاية شرناق؛ إذ تنتج حاليًا 37 ألف برميل نفط يوميًا في غابار، وتخطط لزيادة هذا الإنتاج إلى 100 ألف برميل يوميًا.

وتتبنى أنقرة الطاقة النووية بصفتها حلمًا قديمًا، إذ أوضح الوزير أن هناك خطوات اتُّخِذَت في هذا السياق، إذ تبني البلاد 4 محطات نووية في أكويو، ومن المتوقع توفير 10% من الكهرباء في البلاد من هذه المحطات عند إنجازها، لتنضم تركيا إلى النادي النووي عالميًا.

أعمال بناء محطات أكويو النووية في تركيا
أعمال بناء محطات أكويو النووية - الصورة من بلومبرغ

في سياق متصل، تواصل تركيا مساعيها لزيادة قدراتها الطاقية، من خلال طرح إستراتيجيات خاصة بالطاقة المتجددة، لخفض الواردات، وهو ما أكد الوزير التركي أنه سيتزامن مع الاعتماد على الفحم والنفط والغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق