سلايدر الرئيسيةأخبار الغازعاجلغاز

رقم غير متوقع لاحتياطيات حقل ظهر المصري بعد انخفاضها

دينا قدري - ياسر نصر

شهدت احتياطيات حقل ظهر المصري انخفاضًا غير مسبوق، مع تراجع ملحوظ في الإنتاج خلال الآونة الأخيرة، وفق الأرقام التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن).

وخُفِضت الاحتياطيات المتبقية في حقل ظهر الذي تديره شركة إيني الإيطالية (Eni) إلى 5.02 تريليون قدم مكعّبة من الغاز في نهاية عام 2023، وفقًا لأحدث بيانات نشرة أميركية متخصصة، حصلت عليها منصة الطاقة.

وهذا يعني أن الاحتياطيات المؤكدة الأصلية أقل من 10 تريليونات قدم مكعّبة من الغاز، وهو أقل بكثير من الرقم الأصلي البالغ 30 تريليون قدم مكعّبة، الذي قُدِّم في عام 2015 من جانب مصر عند اكتشاف الحقل.

وبحسب منصة الطاقة المتخصصة ومتابعتها للجوانب الفنية، فإن الاحتياطيات المؤكدة هي الاحتياطيات القابلة للاستخراج من باطن الأرض، فربما يجري الإعلان عن احتياطيات ضخمة لحقل ما (سواءً نفطًا أو غازًا)، ثم يتضح فيما بعد أن ما يمكن استخراجه من باطن الأرض أقل بكثير أو أكبر أحيانًا.

وانخفض إنتاج حقل ظهر من الغاز من ذروة بلغت 2.74 مليار قدم مكعّبة في الربع الثالث من عام 2021، إلى ملياري قدم مكعّبة حاليًا، بسبب مشكلات تسرب المياه.

حقل ظهر

أظهرت أحدث أرقام الاحتياطيات في نهاية عام 2023 لاثنين من حقول الغاز الـ3 الكبرى في شرق البحر المتوسط، "ظهر" في مصر و"تمار" في إسرائيل، أن احتياطيات حقل ظهر تراجعت إلى المرتبة الثالثة، ليحلّ خلف أكبر حقلين في إسرائيلي، ليفياثان، وتمار.

ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، فإن نموذج التطوير السريع الذي اتّبعته شركة إيني في حقل ظهر، جعل من الصعب -منذ مدّة طويلة- مقارنة أرقام احتياطيات الحقل مع تلك الموجودة في الاكتشافات الإقليمية الأخرى.

فقد اتخذت شركة إيني الإيطالية قرار الاستثمار النهائي في مارس/آذار 2016، بعد 7 أشهر فقط من الاكتشاف، ومع حفر بئرين فقط، وتبع ذلك إنتاج أول غاز بعد أقل من عامين.

وأثبت اكتشاف حقل غاز ظهر في عام 2015 أنه غيّر قواعد اللعبة بالنسبة لثروات الغاز في مصر، لكن العمر الافتراضي القصير يعني أن البلاد تتطلع الآن إلى حقل آخر على غرار "ظهر"، مع استمرار انخفاض إنتاج الغاز.

ومن مُصدّر صافٍ للغاز في بداية العقد الماضي، أصبحت مصر مستوردًا صافيًا للغاز في عام 2015، قبل أن تعود إلى عالم التصدير مرة أخرى في عام 2018، مع تكثيف الإنتاج من حقل ظهر بعد بدء تشغيله في أواخر عام 2017.

ولكن مع انخفاض إنتاج حقل ظهر من الغاز، تجد مصر نفسها تتطلع إلى استئجار وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة، إذ تتطلع إلى استئناف واردات الغاز المسال في الأشهر المقبلة في محاولة منع عودة انقطاع التيار الكهربائي، وفق ما نقلته مجلة "ميس" (Mees) المتخصصة.

إنتاج مصر من الغاز

ألقى انخفاض إنتاج الحقل من 2.8 مليار قدم مكعبة عام 2021 إلى ملياري قدم مكعبة حاليًا بظلاله على الإنتاج الإجمالي لمصر من الغاز.

وأدى تراجع الإمدادات من حقل ظهر إلى هبوط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى أقل مستوى منذ فبراير/شباط 2018، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وانخفض إنتاج الغاز المصري خلال شهر فبراير/شباط الماضي إلى 4.287 مليار متر مكعب، مقابل 4.651 مليار متر مكعب في شهر يناير/كانون الثاني 2024، بمقدار تراجع شهري بلغ 364 مليون متر مكعب.

وكان إنتاج مصر من الغاز قد ارتفع في يناير/كانون الثاني 2024 للمرة الأولى في 3 أشهر، فقد سجل في شهر ديسمبر/كانون الأول نحو 4.597 مليار متر مكعب، متراجعًا من 4.636 مليار متر مكعب في نوفمبر/تشرين الثاني.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي منذ عام 2021:

إنتاج مصر من الغاز الطبيعيي

ويعدّ مستوى إنتاج مصر من الغاز خلال شهر فبراير/شباط 2024 الأقل منذ الشهر نفسه من عام 2018، والبالغ فيه نحو 4.232 مليار متر مكعب، وفق إحصاءات مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).

وفاقم تراجع إنتاج حقل ظهر خلال المدة الماضية من أزمة الطاقة في مصر التي بدأت الصيف الماضي، من خلال تنفيذ خطة تخفيف الأحمال الكهربائية، وأدى إلى هبوط كبير في حجم صادرات مصر من الغاز المسال.

تطوير حقل ظهر

تنفّذ الحكومة المصرية -بالتعاون مع شركة إيني- خطة لمواجهة التراجع في إنتاج حقل ظهر، إذ تستهدف خلال العام المالي الجاري (2023-2024) -الذي ينتهي في 30 يونيو/حزيران- استثمارات بنحو 535 مليون دولار، لتنفيذ أنشطة تنمية الحقل وأعمال التشغيل.

وتتضمن خطة العمل الموضوعة خلال العام المالي الحالي لتنفيذ عمليات التنمية في حقل ظهر المصري، التي تشمل حفر وإكمال البئر (ظهر-19)، وتطوير التسهيلات في محطة الإنتاج البرية التي تخدم الحقل، وتنفيذ مشروع لرفع كفاءة تشغيلها وربطها مع الضواغط الخاصة بمحطة الجميل ببورسعيد.

وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت في شهر يوليو/تموز 2023 أن إنتاج حقل ظهر بلغ 2.3 مليار قدم مكعّبة يوميًا من الغاز، انخفاضًا من 2.7 مليار قدم مكعّبة يوميًا في 2019.

وسجل إنتاج حقل ظهر من الغاز الطبيعي نحو 2.4 مليار قدم مكعّبة، إضافة إلى نحو 3700 برميل يوميًا من المكثفات، خلال العام المالي 2022-2023، وفق تصريحات رسمية.

وتسعى مصر لزيادة الاستثمارات في حقل غاز ظهر، الذي يُشكّل نحو 40% من إنتاج الغاز في مصر، إلى 15 مليار دولار في غضون 3 سنوات، بزيادة 3 دولارات عن الخطة التي كانت موضوعة سابقًا، والمقدّرة بـ12 مليار دولار، من خلال حفر 5 آبار جديدة لزيادة إنتاجه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جات الحزينه تفرح ملقتش مطرح
    الفقر عامل عقد معانا طول العمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق