رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

عاصفة شمسية تهدد بانقطاع الكهرباء على الأرض.. وخسائر تصل إلى تريليوني دولار

دينا قدري

أعرب العلماء في مختلف أنحاء العالم عن مخاوفهم من حدوث عاصفة شمسية، من شأنها أن تلحق الضرر بجميع الأنظمة التي تستعمل الموجات الكهرومغناطيسية، بما في ذلك شبكات الكهرباء.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تبدو الأرض مهددة بـ"انقطاع التيار الكهربائي"، بسبب دورة النشاط المكثف التي دخلت فيها الشمس مؤخرًا.

وأشار باحثون هنود من مركز التميز في علوم الفضاء بمدينة كلكتا، إلى أن المعدل الحالي للانخفاض في المجال المغناطيسي للشمس يُمكن أن يؤدي إلى عواصف جسيمية عنيفة، في منشور نُشر الخريف الماضي في مجلة "الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية".

ويُمكن لهذه العواصف أن تعطل الأنظمة القائمة على الموجات الكهرومغناطيسية على الأرض.

تداعيات محتملة

يُعد انتشار الأجهزة الإلكترونية واستعمالنا المتزايد للأجهزة التي تعتمد على بيانات الأقمار الاصطناعية، يجعلنا أكثر عرضة لحدوث عاصفة شمسية من أي وقت مضى.

وقال منسق مشروع الحماية داخل وكالة الفضاء الأوروبية، كوينتين فيرسبيرين: "عندما تستعمل خرائط غوغل للعثور على طريقك والذهاب إلى مطعم، تُنشأ الخريطة باستعمال الأقمار الاصطناعية لمراقبة الأرض".

وبدا بعض العلماء أكثر حذرًا من الهنود، مثلما هو الحال في معهد علوم الفضاء بولاية كولورادو الأميركية، الذي يُقدر أن تداعيات هذه العواصف الجيومغناطيسية يُمكن أن تقتصر على "عدد قليل من انقطاعات التيار الكهربائي وتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الخاص بنا".

لكن اعتمادًا على شدتها، يُمكن أن تؤدي هذه العواصف الناتجة عن الانفجارات الشمسية إلى انقطاع كامل للاتصالات اللاسلكية، أو فقدان السيطرة على الأقمار الاصطناعية، أو حتى انهيار الشبكات الكهربائية.

وأوضح المعهد الأميركي أن احتمال حدوث "كارثة" قبل عام 2030 يتراوح بين 1.6% و12%، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة ليزيكو (Les Echos) الناطقة باللغة الفرنسية.

وقال: "من الواضح أن مجتمعنا ليس مستعدًا لمواجهة العنف الناجم عن انقطاع الاتصال العالمي لمدّة طويلة"، في إشارة إلى التأثيرات الكبيرة في الاتصالات الرقمية العابرة للقارات المرتبطة بتعرض الخطوط الضوئية البحرية للخطر.

انفجار شمسي في فبراير 2021
انفجار شمسي في فبراير 2021 - الصورة من الموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأوروبية

عواصف شمسية سابقة

حدثت سوابق متفاوتة الحجم ويُقدر عددها بنحو 30 حادثًا عنيفًا، مثل أشد عاصفة شمسية جرى تسجيلها على الإطلاق في عام 1859 أو في عام 1989 عندما حرمت عاصفة 6 ملايين شخص من الكهرباء في كندا.

"حدثٌ قوي مثل ذلك في القرن الـ21 من المرجح أن يضع جميع الأقمار الاصطناعية الموجودة في المدار تقريبًا خارج الخدمة ويؤثر بشدة في شبكات الكهرباء"، كما كتبت صحيفة مدينة الفضاء (La Cité de l'Espace) الناطقة باللغة الفرنسية.

ويحذر الجيولوجي رايموند موشيلر من جامعة لوند السويدية من أنه "إذا حدث شيء من هذا القبيل اليوم، فسيدمر حضارتنا".

ويضيف خبير الأرصاد الجوية الفضائية أوليفييه كاتز: "كل ما هو حديدي، ويمكنه توصيل الكهرباء، ويكون طويلًا جدًا على الأرض، مثل خطوط الأنابيب أو الخطوط الكهربائية، يُمكن أن يتأثر بموجات الجهد الزائد.. يمكننا أن نتخيل انقطاع التيار الكهربائي".

ومرت عاصفة شمسية شديدة العنف على الأرض في عام 2012، وكان من الممكن أن "تعيد الحضارة المعاصرة إلى القرن الـ18" إذا وصلت إلى كوكبنا، وفقًا لوكالة ناسا.

ويحذر أوليفر كاتز من أن حدثًا قويًا للغاية قد يؤدي إلى إتلاف المرافق الحيوية على الأرض، التي قد يستغرق إصلاحها أو استبدالها جيلًا أو جيلين.

ويضيف منسق مشروع الحماية داخل وكالة الفضاء الأوروبية، كوينتين فيرسبيرين، أن عاصفة شمسية شديدة "يُمكن أن تؤثر في البنية التحتية الحيوية، وتتسبب في توقف بعض المناطق الاقتصادية"، وفق ما نقلته منصة "فرانس إنفو" (France Info) الناطقة باللغة الفرنسية.

خسائر مالية ضخمة

بالإضافة إلى الأضرار الفنية، فإن مثل هذه العاصفة ستكون لها تكلفة مالية عالية بصورة خاصة، تُقدر ما بين تريليون وتريليوني دولار، وفقًا لتقرير صادر عن المجلس الوطني للبحوث في الولايات المتحدة، وذلك خلال السنة الأولى التالية للحادثة فقط.

وستكون مدّة من 4 إلى 10 سنوات ضرورية للعودة إلى الوضع الطبيعي، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن قناة "بي إف إم تي في" (BFMTV) المتلفزة الناطقة باللغة الفرنسية.

وأوضح الخبراء أن "أصغر جزء من مجتمعنا سيتأثر، من بينها أنظمة النقل، والاتصالات المصرفية والمالية، والخدمات الحكومية، وتوزيع المياه، والحفاظ على الغذاء والدواء، وغيرها".

ولتوقع مثل هذه العواقب، طوّرت الولايات المتحدة نظام تنبؤ يعتمد على الذكاء الاصطناعي، من أجل "منح مديري البنية التحتية الحيوية الوقت لفصل المنشآت الحساسة قبل 30 دقيقة من حدوث عاصفة شمسية مغناطيسية".

وفي أوروبا، من المفترض أن يُطلق مرصد فضائي شمسي يُدعى "فيجيل" باتجاه الشمس عام 2031 لرصد الأحداث التي تُنذر بحدوث انفجار شمسي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق