التقاريرتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةغازنفط

قيمة صفقات الدمج والاستحواذ بقطاع النفط والغاز الأميركي تقفز لـ234 مليار دولار

في عام 2023

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • قيمة صفقات الدمج والاستحواذ الأميركية تتجاوز 234 مليار دولار في 2023
  • إكسون موبيل وشيفرون أبرمتا أضخم صفقتيْن في السوق بقيمة 125 مليار دولار
  • تنافس شرس بين شركات النفط الأميركية للاستحواذ على أصول غايانا المغرية
  • إكسون موبيل ترفع دعوى تحكيم دولي لمنع شيفرون من جوارها في منطقة ستابروك

انتعش نشاط صفقات الدمج والاستحواذ بين شركات النفط والغاز الأميركية خلال عام 2023، خاصة مع إعلان أضخم صفقتين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأظهر تقرير تحليلي حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- نمو إنفاق شركات استكشاف وإنتاج النفط والغاز على عمليات الدمج والاستحواذ من أقل من 100 مليار دولار عام 2022 إلى 234 مليار دولار في 2023، وهو أعلى مستوى بالقيمة الحقيقية للدولار -المعدلة بالتضخم- منذ عام 2012.

وتمثّل صفقات الدمج والاستحواذ الأخيرة عودة إلى نشاط الاندماج السابق بين شركات النفط في الولايات المتحدة، بعد انخفاض المعاملات بسبب التقلبات الكبيرة في سوق النفط بين عامي 2020 و2022.

أضخم صفقات الاندماج والاستحواذ الأميركية

تشمل استثمارات صفقات الدمج والاستحواذ الأميركية كلًا من عمليات الشركات أو الأصول، إذ تُجرى عمليات الشركات عبر دمج شركة واحدة أو الاستحواذ على أخرى، في حين تحدث العمليات في الأصول عندما يشتري أحد المالكين أصلًا من مالك آخر.

وحازت صفقات الدمج والاستحواذ بين شركات النفط والغاز الأميركية على 82% من إجمالي الإنفاق المعلن خلال عام 2023، في حين استحوذت صفقات الأصول على النسبة المتبقية، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويرجع السبب في ذلك إلى ضخامة صفقتي الاستحواذ الأخيرتيْن المعلنتيْن بداية الربع الأخير من عام 2023، من جانب شركتي إكسون موبيل وشيفرون بقيمة إجمالية وصلت إلى 125 مليار دولار.

وتبلغ قيمة صفقة استحواذ إكسون موبيل على شركة بايونير ناتشورال ريسورسز (Pioneer Natural Resources ) قرابة 64.5 مليار دولار، في حين تبلغ صفقة استحواذ شيفرون على شركة هيس (Hess) قرابة 60 مليار دولار، وكلتا الصفقتين أُعلنت في 10 و20 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على التوالي، بحسب تواريخ الصفقات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وتُعد هذه الصفقات الأكبر من حيث القيمة الحقيقية -المعدلة بالتضخم- منذ أن استحوذت شركة أوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum) على شركة أناداركو بتروليوم (Anadarko Petroleum) عام 2019، التي بلغت -وقتها- 55 مليار دولار، بحسب إدارة معلومات الطاقة.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر صفقات الدمج والاستحواذ بقطاع النفط والغاز عالميًا خلال 22 عامًا:

أكبر صفقات الدمج والاستحواذ في قطاع النفط والغاز بالعالم

وتشمل أبرز صفقات الدمج والاستحواذ الأميركية الأخيرة، اندماج شركة دايموند باك إنرجي (Diamondback Energy) مع شركة إنديوفر إنرجي (Endeavor Energy) بقيمة 26 مليار دولار.

كما تشمل صفقة استحواذ شركة أوكسيدنتال (Occidental) على شركة كراون روك (Crown Rock) مقابل 12 مليار دولار، واندماج شيسابيك إنرجي (Chesapeake Energy) مع ساوزويست إنرجي (Southwestern Energy) بقيمة 11.5 مليار دولار، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

لماذا تلجأ الشركات إلى الاندماج أو الاستحواذ؟

يمكن لعمليات الدمج والاستحواذ بين الشركات أو المتعلقة بالأصول أن تكون جذابة لكل من المشترين والبائعين، وعادة ما يخضع تقييم هذه الأنشطة لاعتبارات فنية واقتصادية متخصصة.

ويمكن للمشترين تفضيل صفقة استحواذ على شركة تمتلك احتياطيات كبيرة مؤكدة، بدلًا من ضخ استثمارات على أعمال استكشاف وتطوير قد لا تولد أصولًا مربحة.

كما ترغب بعض الشركات في تنويع محافظها الاستثمارية أو شراء مساحات قريبة جغرافيًا من محافظها الحالية، ما يؤدي إلى انخفاض تكاليفها وزيادة كفاءة إنتاجها.

على الجانب الآخر، قد يرى بعض البائعين أن بيع الأصول أو الاندماج مع الشركات الأخرى أكثر فائدة للمساهمين، وفي بعض الحالات يبحثون عن مشترين بصفتها وسيلة للخروج من إجراءات الإفلاس وتحسين الميزانيات العمومية، بحسب دوافع الشركات التي ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

وتركز صفقات الدمج والاستحواذ الأميركية الأخيرة على الشركات الكبرى التي تمتلك مزيدًا من الأصول المنتجة بالفعل، إذ تعد شركة شيفرون، أكبر منتج للنفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي في أميركا، بحصة تصل إلى 5% أو بمتوسط إنتاج يزيد على مليون برميل يوميًا، بحسب بيانات الربع الثالث من عام 2023.

ماذا لو نجحت صفقتا إكسون وشيفرون؟

قد تؤدي صفقات الدمج والاستحواذ الأميركية الأخيرة إلى تحولات ضخمة في قطاع النفط بالولايات المتحدة، فإذا نجحت شيفرون في إتمام الاستحواذ على شركة هيس، فمن المتوقع أن تزيد حصتها في الإنتاج الأميركي إلى 6% أو ما يزيد على 1.2 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنتائج الربع الثالث من 2023، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة.

كما تُعد شركة إكسون موبيل، رابع أكبر منتج للنفط الخام وسوائل الغاز الأميركية، وإذا نجحت في إتمام صفقة الاستحواذ على بايونير، فقد تتضاعف قدرتها الإنتاجية من 750 ألف برميل يوميًا إلى 1.3 مليون برميل يوميًا.

ومع استثناء أي تغييرات كبيرة أخرى في الإنتاج أو ملكية الأصول، فمن المتوقع أن تمكن صفقات الدمج والاستحواذ الأخيرة شركة إكسون موبيل من أن تصبح أكبر منتج للنفط الخام وسوائل الغاز في أميركا.

وتشير البيانات العامة إلى أن الهدف الأساسي لشركة شيفرون من الاستحواذ على شركة هيس هو الوصول إلى مربع ستابروك قبالة ساحل غايانا، الذي يعد أكبر اكتشاف للنفط في العالم خلال السنوات الـ10 الماضية.

سفينة تنقيب في المياه العميقة لدولة غايانا
سفينة تنقيب في المياه العميقة لدولة غايانا - الصورة من oil now

وتقدر شركة شيفرون حجم الموارد القابلة للاستخراج في هذا المربع البحري بأكثر من 11 مليار برميل نفط مكافئ، وتمتلك شركة هيس (محل الاستحواذ) قرابة 30% من المربع، في حين تمتلك إكسون موبيل 45%، والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري 25%.

وأعلنت شركة إكسون موبيل في 6 مارس/آذار 2024، رفع دعوى تحكيم دولي أمام غرفة التجارة الدولية في باريس، لمنع استحواذ شركة شيفرون على حصة هيس في المربع الغني بالموارد.

وتحتج الصفقة بحق الرفض الأول -التزام تعاقدي يمنح الحق للملاك الحاليين لأصل ما شراء حصة مالك آخر قبل أي مستثمر خارجي- وهو قريب مما يُعرف في الفقه القانوني العربي بـ"حق الشفعة"، وذلك بصفة إكسون موبيل أحد الملاك الرئيسين للمربع، ويمكن أن تؤثر نتيجة التحكيم في إتمام الصفقة من عدمه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق