أسهم وشركاتتقارير النفطرئيسيةشركاتنفط

هل تتجهز كبريات شركات النفط الأميركية لعمليات استحواذ في أوروبا؟.. سيتي غروب تجيب

محمد سعيد

من المتوقع أن يعود نشاط عمليات الاستحواذ بين كبريات شركات النفط الأميركية خلال العام الجاري (2023)، بعدما تراجع العام الماضي (2022) إلى أدنى مستوى في 17 عامًا.

وتسعى بعض هذه الشركات لامتلاك شركات نفط أوروبية تعاني خسائر كبرى منذ جائحة كورونا التي تسبّبت في تهاوي الأسعار العالمية للنفط الخام.

فقد أدى انهيار أسعار النفط خلال أزمة كورونا إلى تفاقم خسائر قُدّرت بنحو 76 مليار دولار لأكبر 5 شركات أوروبية وأميركية في قطاع النفط خلال عام (2020)، بحسب تقرير سابق لمجلة أويل آند غاز جورنال (Oil & Gas Journal)، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي عام (2020)، ومع اتجاه إغلاق الحدود العالمية لاحتواء الفيروس، شهدت سوق النفط العالمية زلزالًا مدويًا، فقد هبط سعر خام برنت بنسبة 16%.

وفقد سعر خام غرب تكساس الأميركي نحو 20.5% من قيمته بعد أن وصل إلى ما دون الصفر لأول مرة في تاريخه، وذلك عند تسوية تعاملات يوم الإثنين 20 من أبريل/نيسان (2020)، إذ فقد نحو 55.90 دولارًا أو 306%، ليصل إلى 37.63 دولارًا تحت الصفر.

ويرجّح محللو "سيتي غروب" الإستراتيجيون -في مذكرة بحثية صدرت الأسبوع الجاري- أن تصبح عمليات الاستحواذ من قبل كبريات شركات النفط الأميركية أكثر نشاطًا خلال عام 2023.

توقعات متفائلة

يمكن لشركة النفط البريطانية "بي بي" وشل الأنغلو-هولندية أن تصبحا هدفَي استحواذ لنظيرتيهما "إكسون موبيل" و"شيفرون" الأميركيتين، مع تأثر أداء أسهم الشركات الأوروبية المدرجة بالتحول إلى الطاقة المتجددة وتخفيض النفقات بسبب ما تكبدته جراء الجائحة، بحسب مذكرة "سيتي غروب".

وتأتي التوقعات بنشاط عمليات الاستحواذ من قبل كبريات شركات النفط الأميركية وسط ضغط قوي على المستثمرين في القارة الأوروبية لتجنّب قطاع النفط والغاز، والتركيز بدلًا من ذلك على فرص الاستثمار بالطاقة منخفضة الكربون، وفقًا للمذكرة.

الخبير الاقتصادي، رئيس أبحاث السوق لدى شركة "بليون إيجيبت" طاهر مرسي
الخبير الاقتصادي، رئيس أبحاث السوق لدى شركة "بليون إيجيبت"، طاهر مرسي

ويأتي النشاط المرتقب بين كبريات شركات النفط الأميركية، بالاستحواذ على شركات أوروبية ضخمة بالقطاع، تزامنًا مع ارتفاع أسعار النفط والتوقعات المتفائلة بشأن الطلبيْن الحالي والمستقبلي، حسبما أوضحت المذكرة.

وتبدو عمليات الاستحواذ جائزة كبيرة وفرصة مربحة لشركات النفط الأميركية، وستدفعها إلى تطوير نمو أعمالها، وسط سوق نفطية يتوقع فيها نقص الإمدادات، لا سيما مع ازدياد قدرتها -حاليًا- على التمويل بتكلفة أقل، وفقًا لفريق المحللين لدى "سيتي غروب".

زيادة الإنتاج

يقول الخبير الاقتصادي، رئيس أبحاث السوق لدى شركة "بليون إيجيبت"، طاهر مرسي -في تصريحات خاصة لمنصة الطاقة المتخصصة- إن شهية كبريات الشركات الأميركية في قطاع النفط والغاز الطبيعي ستتزايد في ظل عودة انتعاش أسعار الخام، وهي العامل الرئيس في زيادة إيراداتها المدة الماضية.

وأشار إلى أن عمليات الاستحواذ ستساعد في اقتناص الشركات الأميركية حصة أكبر من السوق النفطية، وسط التوقعات بارتفاع الطلب على النفط من قبل الصين -أكبر مستورد للنفط الخام-، لافتًا إلى أنها ستُسهم -أيضًا- في جذب الاستثمارات إلى القطاع خلال المدة المقبلة رغم تداعيات الركود الاقتصادي المرتقبة.

ويشير موقع "ماركت ووتش"، المتخصص في الشؤون الاقتصادية، إلى أنه إذا تحقّق السيناريو المتوقع لاستحواذ تلك الشركات الأميركية على عملاقتين من عمالقة صناعة النفط بأوروبا فإن الإنفاق على مصادر الطاقة المتجددة سينخفض.

يُذكر أن القيمة السوقية لأسهم العملاقتين الأوروبيتين، شركة النفط البريطانية "بي بي" و"شل"، المقدرة -حاليًا- بنحو 316.23 مليار دولار تقل بنحو 63% عن قيمة أسهم شركتي "إكسون موبيل" و"شيفرون" الأميركيتين التي تُقدّر بنحو 848.07 مليار دولار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق