سلايدر الرئيسيةالتقاريرتقارير النفطنفط

شركات النفط الأميركية تُنعش خزائنها على حساب المستهلكين (تقرير)

جنت 100 مليار دولار في ظل حالة تضخم قاسية في أميركا

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • أرباح كبرى الشركات الأميركية تقترب من 100 مليار دولار في الربع الثاني من 2022
  • أرباح شركات النفط ومعاناة المستهلكين من التضخم تدخلان اللعبة السياسية في أميركا
  • رئيس اتحاد العمال في بريطانيا: الأجور تتقلص إلى أقل مستوى في العصر الحديث
  • أسعار الوقود المساهم الأكبر في ارتفاع التضخم لأعلى مستوى في 4 عقود في أميركا

انتعشت خزائن شركات النفط الأميركية بأرباح طائلة، في حين يعاني سكان الولايات المتحدة تحت ضغط تضخم فواتير الوقود وباقي السلع، وفق تقرير تحليلي، نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 29 يوليو/تموز.

وكشفت نتائج أعمال تلك الشركات الفصلية عن تحقيق أرباح ضخمة، بفضل ارتفاع أسعار النفط عالميًا، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

وفي الوقت الذي اقتربت فيه أرباح شركات النفط الكبرى الفصلية من 100 مليار دولار، يزيد سعر غالون البنزين بدولار -حاليًا- عن المدة ذاتها العام الماضي، رغم أنه تراجع في الأسابيع الأخيرة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أرباح إكسون

شركات النفط
الرئيس الأميركي جو بايدن- الصورة من بي بي سي

أعلنت شركة إكسون موبيل الأميركية، الجمعة، تحقيق أرباح فصلية في الربع الثاني من العام الجاري (2022) بقيمة 17.9 مليار دولار، أو 4.21 دولارًا للسهم، بزيادة 4 أضعاف تقريبًا على 4.69 مليار دولار، أو 1.10 دولارًا للسهم، خلال المدة نفسها من عام 2021.

بينما سجلت شركة شيفرون أرباحًا قياسية بلغت 11.6 مليار دولار، ولم يختلف الوضع في شركة شل بالنسبة إلى الأرباح القياسية.

وبلغت أرباح النفط للربع الثاني لعملاق الطاقة الأنغلو-هولندية 11.5 مليار دولار، محطِّمةً بذلك رقمها القياسي السابق قبل 3 أشهر فقط، مدعومة بارتفاع هوامش التكرير 3 مرات، وتجارة الغاز القوية.

استفزاز بايدن

تزامنت أرباح شركات النفط الأميركية الضخمة مع معاناة المواطنين الشديدة جراء الزيادات القياسية لأسعار الطاقة ومعدلات التضخم، التي لم تصلها في 4 عقود، الأمر الذي استفز الرئيس جو بايدن، الذي قال في شهر يونيو/حزيران الماضي: "سنترك الجميع يعرفون أرباح إكسون.. لقد حققت الشركة أرباحًا طائلة".

ودخلت أزمة ارتفاع الأسعار وأرباح شركات النفط دائرة الحروب السياسية مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، التي تبدأ في 8 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وبينما ينتقد بايدن شركات النفط باستمرار، ويحاول الضغط عليها لعلاج الأزمة في السوق المحلية من خلال ضخ كميات أكبر من الوقود للمستهلكين، يلقي الحزب الجمهوري بالكونغرس باللوم عليه وعلى حزبه الديمقراطي -الذي ينتمي إليه بايدن- ويرونهم سببًا رئيسًا في أزمة الأسعار، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويُتداول غالون البنزين بسعر 4.25 دولارًا في السوق المحلية، ورغم انخفاضه خلال الأسابيع الأخيرة، فإنه يزيد بنحو دولار على المدة ذاتها العام الماضي.

كما ساعد انخفاض عدد مصافي النفط العاملة، عما قبل وباء كورونا، في تحليق أسعار البنزين إلى أعلى في أميركا.

تشغيل المصافي

شركات النفط
منشأة تابعة لشركة إكسون الأميركية- الصورة من "إنرجي كونتاكتس"

قالت شركة إكسون موبيل، أمس الجمعة، إنها توسعت في تشغيل مصافي النفط، وعملت على زيادة إنتاج مشتقات النفط في ولايتي تكساس ونيو مكسيكو.

وكانت إكسون موبيل قد زادت إنتاجها من النفط والغاز، تزامنًا مع ارتفاع سعر البرميل إلى أعلى من 100 دولار، ما مكنها من تحقيق إيرادات -قبل حساب الضرائب والإهلاكات وغيرها من المصروفات- بلغت 115.7 مليار دولار، في الربع الثاني من العام الجاري (2022) مقابل 67.74 مليارًا في المدة نفسها من 2021.

وشهدت أسعار الغاز الطبيعي، والطبيعي المسال -أيضًا- صعودًا كبيرًا، عقب غزو روسيا لأوكرانيا، وفرض عقوبات اقتصادية غربية على موسكو، ما حرم الأسواق العالمية من تدفق غاز أكبر منتج عالمي له.

وكانت أوروبا أكبر المتضررين، إذ إنها تعتمد على روسيا في تلبية أكثر من 40% من احتياجاتها من الغاز.

ودفع بحث دول القارة العجوز عن بدائل للغاز الروسي في الأسواق المختلفة، الأسعار إلى مزيد من المكاسب، ما انعكس سلبًا على السوق الأميركية، وزاد من ضغوط التضخم.

دفاع الشركات

شركات النفط
محطة وقود تابعة لشيفرون الأميركية- الصورة من "آدويك"

تُدافع شركات النفط عن نفسها في مواجهة الانتقادات الموجهة إليها، بسبب ما جنته من أرباح طائلة، مقابل مأساة التضخم، وترى أنها تستحق هذه الأرباح، بعد ضخها استثمارات كبيرة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، دارن وودز، إن الشركة ضخت استثمارات في حقول النفط والغاز في دولة غايانا، وحوض برميان الأميركي، كما موّلت استثمارات في مجال الغاز الطبيعي المسال، الذي تشهد أسعاره ارتفاعات كبيرة.

كما تسهم الشركة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وفق وودز.

وأضاف: "نعمل على رفع الإنتاج بنحو 250 ألف برميل يوميًا في الربع الأول من العام المقبل (2023)، وهي أكبر طاقة تضيفها شركة بمفردها منذ عام 2012، ما يساعد في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة".

وبالمثل فعل الرئيس التنفيذي لشيفرون، مايك ويرث، إذ قال: "ضاعفت الشركة استثماراتها في 2022 مقارنة بعام 2021، وذلك في قطاعي الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة".

نقد غير أميركي

يبدو أن أرباح شركات النفط لا تستفز الساسة والمستهلكين الأميركيين فحسب، إذ وصف أمين عام اتحاد العمال البريطاني، فرانسز أو غرادي، الأمر بأنه "إهانة لملايين العمال الذين يكافحون للحصول على احتياجاتهم، في وقت تحلّق فيه فواتيرهم عاليًا".

وأضاف: "العمال يشهدون أكبر تقليص لقيمة أجورهم في العصر الحديث بسبب الأسعار.. إنه الوقت الذي يجب أن يحصلوا فيه على حصتهم من الثروات التي تتراكم، ويجب التصرف لتنخفض فواتير مستلزماتهم".

يُذكر أن الاتحاد يضم نحو 6 ملايين عامل وموظف بريطاني في عضويته، وأن لندن هي من أكبر المتضررين على مستوى القارة العجوز جراء ارتفاع الأسعار، خاصة بعد خروجها من عضوية الاتحاد الأوروبي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق