تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

دراسة: الطاقة الشمسية على الأسطح توفر للأستراليين 9.3 مليار دولار سنويًا

أسماء السعداوي

دعت دراسة حديثة الأستراليين إلى استغلال إمكانات الطاقة الشمسية على الأسطح، من أجل خفض فواتير الكهرباء والانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

ووفق النتائج التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، والصادرة اليوم الأحد (14 أبريل/نيسان 2024)، يبلغ إجمالي قدرات تركيبات الطاقة الشمسية على أسطح المنازل نحو 60.9 غيغاواط، لكن قدرات التركيبات حتى يونيو/حزيران (2023) سجلت 15.1 غيغاواط فقط.

وكانت الغالبية العظمى من نصيب المنازل المستقلة أو شبه المنفصلة، وهو ما يترك 45.8 غيغاواط من القدرات غير مستغلة.

ولذلك، استهدفت الدراسة تقييم إمكانات الطاقة الشمسية على الأسطح بقطاع المساكن، وخاصة الإسكان الاجتماعي والشقق والوحدات المستأجرة؛ إذ لم تلقَ تمثيلًا كافيًا وسط القطاع الرائد.

ودعا معدّو الدراسة لاستغلال تلك الإمكانات لتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية وبيئية للمواطنين، ومن أبرزها توفير فواتير الكهرباء بقيمة تصل إلى 9.3 مليار دولار سنويًا على مدار أكثر من 20 عامًا.

كما ناشدوا الحكومة بإدراج حوافز مالية وتسهيلات في الموازنة الفيدرالية المقبلة، للمساعدة في تسريع نشر أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح.

الطاقة الشمسية على الأسطح في أستراليا

أعدّ الدراسة باحثون في كلية هندسة الطاقة الكهروضوئية والطاقة المتجددة بجامعة نيو ساوث ويلز بالعاصمة سيدني، والمعهد الأسترالي للطاقة الكهروضوئية، ومنظمة سولار سيتيزينز (Solar Citizens)، بدعم من المركز الأسترالي للطاقة الكهرومائية المتقدمة، وتمويل من الوكالة الأسترالية للطاقة المتجددة (أرينا).

ووجدت النتائج أن استثمارات الطاقة الشمسية على الأسطح في أستراليا ستغطّي تكاليفها تلقائيًا في غضون 5 سنوات تقريبًا.

وثمة برنامج وطني لتركيب ألواح شمسية على 5.7 مليون منزل حاليًا خلال 5 سنوات، وهو ما سيوفر 48 ألف فرصة عمل خلال تلك المدة، وسيرفع من على كاهل كل أسترالي أكثر من 1390 دولار سنويًا من فواتير الكهرباء.

وسيصل إجمالي وفورات فواتير الكهرباء إلى 9.3 مليار دولار سنويًا على مدار أكثر من 20 عامًا، مقابل استثمارات أولية بقيمة 9.8 مليار دولار سنويًا لمدة 5 سنوات.

لوح شمسي أعلى سطح منزل
لوح شمسي أعلى سطح منزل- الصورة من موقع الحكومة الأسترالية

وفي حالة تقديم الدعم لتركيب أنظمة جديدة أو زيادة حجم القائم منها ليعمل بطاقته التشغيلية القصوى، ستنتج تلك الألواح 61 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، بالإضافة إلى 20 تيراواط/ساعة من الألواح الشمسية على الأسطح المركّبة حاليًا.

وعلى مدار عمرها الافتراضي البالغ عامين، ستخفض تلك الإضافات انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار نحو 726 ميغاطن، على مدار أكثر من 20 عامًا.

وستوفر 240 ألف فرصة عمل لعمال التركيب وفنيي الكهرباء، بحسب ما جاء في نص الدراسة الذي نشرته منظمة سولار سيتيزنس عبر موقعها الإلكتروني الرسمي.

إمكانات واعدة ولكن..

يبلغ عدد المنازل التي تستعين بألواح الطاقة الشمسية على الأسطح 3.68 مليون فقط، ما يعني أن الملايين الآخرين من عدد سكان أستراليا البالغ 26 مليونًا محرومون من تلك التقنية.

وثمة قدرات كهروضوئية غير مستغلة تصل إلى 45.8 غيغاواط متركزة في 3 قطاعات رئيسة، هي الإسكان الاجتماعي والشقق السكنية والمنازل المستأجرة.

ويقول المؤلف الرئيس للدراسة الزميل في كلية الطاقة الكهروضوئية والطاقة المتجددة في جامعة نيو ساوث ويلز، مايك روبرتس، إن النتائج أثبتت أن الكثير من أصحاب المنازل يمكنهم الاستفادة من إنتاج كهرباء الطاقة المتجددة المدعومة من الاستثمارات الوطنية المستهدفة.

وأوضح: "وجدنا إمكانًا لتوليد أكثر من 3 غيغاواط من الكهرباء من الشقق و2 غيغاواط من الإسكان الاجتماعي ونحو 12 غيغاواط من المنازل المستأجرة".

وفورات ضخمة

منسق الجملات في منظمة "سولار سيتزينس" جويل برينغل
منسّق الحملات في منظمة "سولار سيتزينس" جويل برينغل- الصورة من موقع المنظمة

قال منسق الحملات الوطنية في منظمة "سولار سيتزينس" جويل برينغل، إن الدراسة أظهرت أن المواطنين المقيميين في شقق أو يستأجرون منزلًا لا يتمكنون عادة من الوصول إلى موارد الطاقة المتجددة التي تعود بالنفع على ميزانياتهم وعلى البيئة أيضًا.

وأوضح أن هناك إمكانات ضخمة للاستفادة من الألواح الشمسية في سوق الإيجارات الخاصة، مضيفًا أنه في تلك الحالة، سيتوفر لدى مستأجري المنازل 2.5 مليار دولار من فواتير الكهرباء، ولمستأجري الشقق 400 مليون دولار.

وبحسب برينغل، ثمة حاجة لتقديم الحوافز والحسومات وتطبيق المعايير الدنيا للعقار المستأجر لتحفيز الملاك على التحول إلى استعمال ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح.

ولفت إلى أن الموازنة المقبلة بمثابة فرصة للحكومة الفيدرالية لتحديد الموقف من إزالة الحواجز أمام مساعي الكهربة واعتماد الطاقة الشمسية على الأسطح.

تأتي نتائج الدراسة بعد أيام مع إعلان رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز خططًا لتقديم مزيد من الدعم المالي لمنتجات الطاقة النظيفة المحلية بموجب قانون مستقبل صنع في أستراليا، وبعد أسابيع على إطلاق برنامج الحكومة "سولار صن شوت" لتقديم الحوافز لإنتاج الألواح الشمسية داخل أستراليا.

تدخُّل حكومي

أشار المدير التنفيذي لجمعية "بيتر رينتينغ" (Better Renting) جويل ديغنام إلى الصعوبات التي يواجهها المستأجرون عند دفع فواتير الكهرباء المرتفعة وسط ارتفاع تكاليف الإيجار والطاقة، لكن أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح قد تُحدث فارقًا كبيرًا في هذا الصدد.

وقال، إن الكثير من أولئك المستأجرين حُرِموا من ميزات الألواح على الأسطح، في الوقت الذي رفع فيه أصحاب العقارات قيمة الإيجار لمستويات غير مسبوقة.

وتعليقًا على نتائج الدراسة، قال، إن التقرير يُظهر الإمكانات الضخمة لتوسع نطاق الألواح الشمسية على الأسطح في أستراليا، مشددًا على دور الحكومة في تحقيق ذلك عبر التمويل المباشر لتلك الأنظمة للمقيمين في الإسكان الاجتماعي، وجعلها إلزامية للعقارات المعروضة للإيجار.

واختتم بقوله، إن تيسير سبل الوصول للطاقة الشمسية في الوحدات المستأجرة يعني استفادة أكبر للسكان من الكهرباء الرخيصة وخفض الفواتير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق