استغلال الغاز المصاحب يتصدر 18 اتفاقية تعاون بين العراق وأميركا (صور)

2024-04-18

0 351

الغاز المصاحب في العراق — جانب من توقيع مذكرات التفاهم بين العراق وأميركا - الصورة من وزارة النفط

وقّع العراق 18 مذكرة تفاهم مع شركات أميركية لتعزيز التعاون في مجال استغلال الغاز المصاحب من الحقول النفطية، وزيادة قدرات توليد الكهرباء في البلاد، في خطوة من شأنها أن تسهم بحلّ أكبر الأزمات التي تعاني منها بغداد.

المذكرات التي وُقِّعَت على هامش زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوادني إلى واشنطن، اقتنصت الشركات الخاصة العراقية من بينها 14 مذكرة، في حين حازت الحكومة على 4 مذكرات، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتسعى حكومة بغداد من وراء الاتفاقيات إلى استغلال الغاز الطبيعي الذي يُستخرَج تقليديًا من حقول النفط العراقية ويُستعمَل في إنتاج الكهرباء محليًا، من أجل خفض استيراد الغاز من إيران.

يعدّ تعزيز استقلال الطاقة في العراق، أحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، وتقليل الاعتماد على إيران، هدفًا رئيسًا للسياسة الخارجية الأميركية، لكن حقول النفط والغاز في العراق عانت لسنوات من نقص الاستثمار.

ومنذ عام 2018، اضطرت واشنطن إلى إصدار إعفاءات من العقوبات الإيرانية على العراق تسمح له بشراء الكهرباء والغاز من طهران.

جانب من توقيع مذكرات التفاهم بين العراق وأميركا - الصورة من وزارة النفط

التعاون العراقي الأميركي

تهدف الاتفاقيات الجديدة، التي وُقِّعَت في واشنطن بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومسؤولين أميركيين، إلى تحفيز الاستثمار في معالجة 300 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الطبيعي في حقل بن عمر النفطي، إذ وقّعت شركة غاز الحلفاية التابعة لمجموعة آر إيه إس (RAS) العراقية اتفاقية مع شركة غاز الجنوب العراقية للاستثمار في معالجة الغاز.

ويمكن أن يساعد جمع الغاز وحرقه لتوليد الكهرباء في مكافحة تغير المناخ، لأن حرقه يهدر الوقود، بينما لا يفعل شيئًا لتقليل الطلب على إمدادات الغاز الإضافية من إيران.

وتنص الاتفاقيات أيضًا على إنشاء خطوط أنابيب بطول 400 كيلومتر (250 ميلًا) لنقل الغاز ومحطة تصدير بحرية ومصنع لمعالجة الغاز ومرافق أخرى.

وجاء في بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة والعراق خلال زيارة السوداني لواشنطن أن بغداد لديها القدرة على "تسخير موارد هائلة من الغاز الطبيعي، والاستثمار في البنية التحتية الجديدة للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول عام 2030".

وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون موارد الطاقة بوزارة الخارجية الأميركية، جيفري بيات، إن المشروعات ستُطَوَّر خلال العامين المقبلين.

وأضاف: "أنهم لم يستثمروا بشكل كافٍ على مدى سنوات عديدة في قطاع النفط والغاز لديهم، ولديهم إمكانات هائلة لفعل المزيد اليوم"، حسبما ذكرت رويترز.

جانب من توقيع مذكرات التفاهم بين العراق وشركات أميركية- الصورة من وزارة النفط

تفاصيل مذكرات التفاهم

أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي، اليوم الخميس 18 مارس/آذار (2024)، تفاصيل مذكرات التفاهم التي وُقِّعت مساء أمس الأربعاء بتوقيت بغداد، في واشنطن مع الشركات الأميركية.

وتضمنت مذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء وشركة جنرال إلكتريك، في مجال تطوير قطاع الطاقة، وأخرى بين وزارة النفط وشركة هانويل، لعقد شراكة في مجال تطوير الخطط الإستراتيجية الخاصة بالحقول النفطية والغاز المصاحب.

وشكّلت أيضًا مذكرة تفاهم بين وزارة النفط وشركة جنرال إلكتريك في مجال تطوير الحقول النفطية والغاز المصاحب، ومذكرة تفاهم بين صندوق العراق للتنمية وشركة ماك (MACK) الأميركية للمحركات والمعدّات، في مجال تصنيع المركبات المتخصصة.

واستحوذ الغاز المصاحب نصيب الأسد في مذكرات التفاهم التي وقّعها القطاع الخاص العراقي مع الشركات الأميركية، إذ وُقِّعَتْ مذكرتا تفاهم مع شركة كيه بي آر (KBR) الأميركية لتطوير الحقول النفطية، ومعالجة الغاز الأوليّ وتحويله إلى غاز سائل ومصاحب، واتفاقية مع شركة ترانس أتلانتك بتروليوم في مجال تطوير وإدارة الحقول النفطية، و3 مذكرات تفاهم مع شركة هانويل الأميركية في مجال تطوير حقول الغاز المصاحب وإيقاف حرقه، والتطوير والأتمتة وخدمات السيطرة والتحكم عن بعد، وتطوير الحقول النفطية وصيانتها وإيقاف حرق الغاز.

كما وقّع القطاع الخاص العراقي مذكرة تفاهم مع شركة بيكر هيوز الأميركية في مجال استعمال الحلول الذكية؛ لإيقاف حرق الغاز وتطوير الحقول النفطية وصيانتها، وأخرى مع شركة إيمرسون في مجال التكنولوجيا والأتمتة في الحقول النفطية، ومذكرتي تفاهم مع شركة جنرال إلكتريك في مجال دعم الصناعة النفطية، وتوفير معدّات لمعالجة الغاز المصاحب في توليد الكهرباء، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم مع شركة آرك للطاقة في مجال تصنيع الغاز المصاحب، ومع شركة إيمرسون في مجال تطوير الطاقة وتوفير المعدّات.

مصفاة البصرة

دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، شركة هانويل الأميركية إلى الإسهام في استكمال مصفاة البصرة.

جاء ذلك خلال استقبال السوداني، في مقرّ إقامته بواشنطن، رئيس شركة هانويل الأميركية كين ويست والوفد المرافق له، إذ نوقشت خلال اللقاء سبل التعاون مع الشركة لتنفيذ المشروعات في مجال تطوير إنتاج الغاز.

وأكد السوادني مضيّ العراق في إدخال التكنولوجيا الحديثة على الصناعة النفطية، وتوسعة قدراته في إنتاج وتصدير المشتقات النفطية، داعيًا الشركة الأميركية إلى الإسهام في استكمال مصفاة البصرة.

وأشار إلى استعداد الحكومة لتقديم كل التسهيلات اللازمة لعمل الشركات الأجنبية في العراق، ومنحها الدعم وتهيئة البيئة الاستثمارية الضرورية.

من جانبه، أعرب ويست، عن "رغبة شركته في توسعة التعاون والشراكة مع العراق، سواء في المشروعات الحكومية أو في مشروعات القطاع الخاص"، مؤكدًا "الاستعداد للإسهام في مشروعات البنى التحتية، مثل مشروع تأهيل مطار بغداد الدولي بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، وكذلك مشروع مطار الناصرية، وتقديم الخدمات المساندة في تشييد مشروعات المدن الجديدة.

الغاز في العراق

أكد محمد شياع السوداني أن مشروعات الغاز في العراق تشكّل أولوية لدى الحكومة، في حين حثّ شركة بيكر هيوز الأميركية على الإسهام بإقامة مصنع للمواد الكيمياوية.

جاء ذلك خلال استقبال السوداني، في مقرّ إقامته بواشنطن، وفد شركة بيكر هيوز الأميركية، إذ "نوقش خلال اللقاء تطوير عمل الشركة في العراق بمجال النفط والغاز.

وأكد رئيس الوزراء أن مشروعات الغاز في العراق تشكّل أولوية لدى الحكومة، لتغطية حاجة المحطات الكهربائية المشيدة، فضلًا عن إيقاف الهدر بحرق الغاز الذي يضرّ بالبيئة، داعيًا الشركة الأميركية للإسهام بإقامة مصنع للمواد الكيمياوية الداخلة في عمليات الحفر واستخراج النفط.

من جانبه، أكد وفد الشركة استعدادها للمزيد من التعاون مع الحكومة والقطاع الخاص، فضلًا عن تطبيق الحلول الذكية في مجال تطوير الحقول النفطية والغاز في العراق.