رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

محرقة جثث تستعمل الهيدروجين في تشغيل الأفران.. المشروع الأول عالميًا

هبة مصطفى

تطمح شركة خدمات جنائزية هولندية نحو استعمال الهيدروجين في تشغيل أفران محرقة للجثث، وتحويل جنائزها إلى "جنازات خضراء"، بدلًا من تشغيلها حاليًا بالغاز الطبيعي.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة، يؤدي قرار الاستثمار النهائي إلى تحويل طموح الشركة إلى واقع، ليصبح المشروع الأول من نوعه على الصعيد العالمي، خاصة أن الأفكار المشابهة في هولندا والمملكة المتحدة ظلت حبيسة الأدراج.

وبصفتها قاسمًا مشتركًا بين مشروعات الوقود النظيف، تبقى التكلفة العالية عائقًا أمام مشروع شركة الخدمات الجنائزية في هولندا، إذ قد تضطر إلى اتخاذ خطوة تضر بالمساهمين لصالح توفير نفقات المشروع.

تفاصيل المشروع

تعتزم الشركة الهولندية كريماتوريا تفينتي (Crematoria Twente) حسم أمر دمج الهيدروجين في خدماتها الجنائزية، خلال العام الجاري 2024.

وتُخطط الشركة لتشغيل الأفران المخصصة لحرق جثامين الموتى بالوقود النظيف بدلًا من الوقود الأحفوري، لمنح ميزة إضافية إلى مشيعي المتوفين بتجنب الانبعاثات خلال عملية الحرق.

بدورها، أكدت مديرة محرقة الجثامين "إنشيدة" في مدينة تفينتي الهولندية بالغاز الطبيعي "هارييت توماسين"، بذل الجهود الممكنة، لتصبح محرقة "إنشيدة" الأولى عالميًا التي تستعمل وقود الهيدروجين في حرق الجثامين.

مقر لشركة الخدمات الجنائزية كريماتوريا تفينتي
مقر لشركة الخدمات الجنائزية كريماتوريا تفينتي - الصورة من موقع الشركة

ولتخطّي عقبة "التكلفة" وإتمام المشروع الأول عالميًا، قد تضطر الشركة مشغلة محرقة الجثامين إلى إجراءات عدة، تشمل: الإنفاق على المشروع من مخصصات الأرباح بعد وقف منحها للمساهمين، أو الاعتماد على الدعم والمساعدات.

وأقدم مشغّل المحرقة على خطوة عملية تضمن مقترحًا بإعادة توجيه توزيعات الأرباح لمشروع التحول إلى استعمال وقود الهيدروجين بدلًا من الغاز، وطُرح المقترح على 11 مجلسًا محليًا في هولندا، وفق موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).

حساب التكلفة

سبق أن قدّرت الشركة عام 2021 تكلفة عملية التحول من الغاز الطبيعي إلى الوقود النظيف بنحو ضعفي ونصف التكلفة المعتادة، بحد أدنى.

أما في الوقت الحالي، وبالمقارنة مع أسعار الغاز الأوروبية البالغة 30 يورو لكل ميغاواط/ساعة، فإن استعمال الهيدروجين الأخضر يرفع التكلفة إلى 75 يورو لكل ميغاواط/ساعة بحد أدنى، وبخلاف التكلفة الإضافية للنقل والتسليم.

(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)

وبذلك، يصبح الدعم وتوزيعات أرباح المساهمين الوسيلتين الوحيدتين أمام المحرقة، لضمان التحول إلى استعمال الوقود النظيف، وتجنب وقوف التكلفة الباهظة تحديًا وعائقًا يمنع تنفيذ المشروع.

وقبل مشروع محرقة مدينة تفينتي الهولندية، خاضت شركة محلية منافسة، وهي ريسبكتروم (Respectrum)، تجربة غير ناجحة، بعدما توصلت الشركة إلى أن عمل محارق الجثث الخاصة بها بالهيدروجين الأخضر غير قابل للتطبيق في وقت قريب.

ولم تكن فكرة تشغيل محارق الجثامين بالهيدروجين وليدة اللحظة، إذ سبق أن طرحها مجلس منطقة وورثينج المحلي في المملكة المتحدة العام الماضي 2023، وتعهد ببدئها في مارس/آذار من العام ذاته.

وأكد المجلس أن المنطقة ستكون الأولى التي تخوض تجربة الاعتماد على الوقود النظيف في تشغيل محارقها، غير أنه منذ ذلك الحين لم يشهد المشروع أي تطورات.

غرفة تضم فرن مستعمل في حرق الجثامين في هولندا
غرفة تضم فرنًا مستعملًا في حرق الجثامين في هولندا - الصورة من Huis aan Huis Enschede

استعمالات خارج المألوف

بدأ ذكر وقود الهيدروجين يزداد في مواقع غير معتادة، سواء فيما يتعلق بالإنتاج أو الاستعمالات، بخلاف مشروع تشغيل محارق الجثث الهولندية، واستعماله وقودًا لتزويد السيارات والقطارات، ومصدرًا لتخزين الكهرباء.

ويدخل منتج مشتق من وقود الهيدروجين يحمل اسم بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen Peroxid) في تصنيع صبغات الشعر وتنظيف الأسنان وعلاج أمراضها، وتصنيع أدوات اللحام من الأوكسي هيدروجين.

يأتي هذا بجانب الاستعمالات المعتادة مثل: إنتاج الأمونيا والإيثانول، طبقًا لموقع هيدروجين فول نيوز (Hydrogen Fuel News).

ولم يقتصر نطاق "غير المألوف" على استعمالات الوقود النظيف فقط، وإنما بدأ من عملية الإنتاج ذاتها أيضًا، ففي نهاية يناير/كانون الثاني أعلن باحثون برازيليون إمكان إنتاجه من مخلفات تقليم أشجار العنب ودون إطلاق انبعاثات ضارة.

ويبدو أن تفوّق دول الاتحاد الأوروبي في صناعة النبيذ واستحواذها على مساحات شاسعة مخصصة لذلك، أحد أبرز مؤهلات هذه الدول في إنتاج الوقود النظيف بصوره الخضراء.

ويمكن إنتاج الهيدروجين من مخلفات زراعة العنب بكميات ضخمة، لاحتوائها على مواد: السليلوز واللجنين والهيميسليوز، في حين يمكن دمج اللجنين في صناعة التجميل والبتروكيماويات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق