أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الهيدروجينسلايدر الرئيسيةمفاهيم الطاقةموسوعة الطاقةهيدروجين

ما هو الهيدروجين.. وما أنواعه المقبولة في الأسواق العالمية؟ (صوت)

أحمد بدر

كثيرون لا يعرفون ما هو الهيدروجين، ولا كيف يمكن إنتاجه أو استخلاصه وفصله عن الغازات الأخرى، على الرغم من التوجه العالمي نحو التوسع في إنتاجه بصفته وقودًا نظيفًا وصديقًا للبيئة، لا يسبّب الانبعاثات نفسها التي يمكن أن يصدرها الوقود التقليدي، مثل النفط والغاز والفحم.

يقول خبير صناعة الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن المنظمة كانت من أوائل المؤسسات والهيئات العربية التي تطرقت إلى هذا النوع من الوقود النظيف، قبل تداوله بصورة كبيرة أو موسعة عالميًا.

جاء ذلك، خلال مشاركة خبير أوابك في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "خبراء أوابك يتحدثون عن قطاعي الهيدروجين والمصافي والتكامل بينهما".

وأضاف: "قبل تعريف ما هو الهيدروجين، يجب الإشارة إلى أنه خلال السنوات الـ3 الأخيرة كان هناك اهتمام كبير بهذا المجال، وهناك بعض الدول الأوروبية لجأت إلى إعلان بعض الخطط والإستراتيجيات الخاصة بهذا الوقود النظيف".

معلومات عن الهيدروجين

ردًا على سؤال من مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة حول ما هو الهيدروجين؟ قال خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إنه نوع من أنواع الغازات، وله سوق قائمة منذ عقود عديدة، أي أنه ليس صناعة وليدة، وإنما هو صناعة قائمة.

وأضاف: "أوضحنا خلال مشاركتنا في مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر، الذي نظمته منظمة أوابك في العاصمة القطرية الدوحة (خلال ديسمبر/كانون الأول 2023)، أن السوق الحالية للهيدروجين تصل قيمتها إلى نحو 100 مليون طن سنويًا، يتم إنتاجها، وكذلك استهلاكها بالكامل".

الهيدروجين الأخضر

وأوضح المهندس وائل عبدالمعطي أن السوق الحالية للهيدروجين تُعد سوقًا ضخمة ومتنامية، ولا توجد تجارة دولية له، لأن الدول التي تنتجه هي الدول نفسها التي تستهلكه، أو بمعنى أدق الشركات التي تنتج الهيدروجين هي تقريبًا الشركات نفسها التي تستهلكه، ويُنقل من موقع الإنتاج إلى موقع الاستهلاك في مسافات قريبة.

ومن ثم، فإن أول إشكالية تواجه التوسع في انتشاره بصفته مصدرًا للطاقة، على غرار النفط والغاز، أن البنيه التحتية أو الأساسية للهيدروجين تعد محدودة للغاية، ولا تتجاوز حتى خطوط الأنابيب على مستوى العالم نحو 4 آلاف كيلومتر، في حين خطوط الغاز -على سبيل المقارنة- قد تصل إلى نحو 1.5 مليون كيلومتر، وهو مجموع أطوال خطوط الأنابيب، حسب قوله.

وتابع: "ردًا على سؤال: ما هو الهيدروجين؟ فهناك دراسات أجرتها منظمة أوابك عن هذا الوقود النظيف وتاريخه، فهو غاز تم اكتشافه منذ أكثر من 350 عامًا، ولكن التعامل معه بصورة تجارية بدأ في مطلع القرن الـ20، إذ إنه غاز خفيف، ومن ثم يصعد إلى أعلى، لذلك كان يُستعمل في رفع المناطيد، أي أن أحد أشكال استعماله كان في وسائل النقل الجوي".

لكن، وفق الخبير، كانت هناك حادثة شهيرة في أحد المناطيد المستعملة بين أميركا وألمانيا، تسرب خلالها مخزون الهيدروجين، فانفجر المنطاد، ما أدى إلى منع استعماله بصفته غاز رفع، ليتحول بعد ذلك إلى الاستعمال في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".

مقر وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"
مقر وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" - الصورة من موقعها الإلكتروني

وأردف خبير أوابك: "منذ استعماله في ناسا وحتى اليوم، ما يزال يُستعمل بصفته مادة خامًا، أي تقوم عليه صناعات أخرى ولا يُستعمل بصفته وقودًا، وربما تعد وكالة الفضاء الأميركية حالة فريدة، إذ تستعمله بعد إسالته، وذلك في بعض البعثات للفضاء، ولكنه خارج ناسا لا يُستعمل إلا بصفته مادة خامًا تقوم عليها صناعات مثل الميثانول والأمونيا وصناعة الأسمدة، وكذلك في مصافي التكرير".

أبرز التطورات الدولية

قال خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن مجال الهيدروجين شهد تطورات على المستوى الدولي تمثّلت في تحديات وتشريعات، أدت إلى أن التصنيف القائم على الألوان من جانب الإعلام والأكاديميين، مثل الأخضر والأزرق والرمادي والبني والأصفر، كلها لم تعد مقبولة على المستوى العالمي.

وأضاف، خلال مشاركته في حلقة "أنسيّات الطاقة"، التي قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي: "هذا التصنيف كان موضوعًا في البداية للتعريف بأن هناك طرقًا عديدة للإنتاج، في حين القبول الدولي الحالي للتصنيف، أن يكون منخفض الكربون، بمعنى أن أيًا ما كانت الطريقة المستعملة لإنتاجه يجب ألا تكون مسببة للانبعاثات".

وأوضح أنه من غير المنطقي أن يكون الهدف هو الحصول على وقود نظيف، أي لا يحتوي على الكربون، وفي الوقت نفسه يتسبب إنتاجه في إطلاق انبعاثات، فلا يجب حل المشكلة بأخرى، فاستعماله بصفته وقودًا نظيفًا لا يعني إنتاجه بطريقة غير نظيفة.

محطة لتصنيع الهيدروجين الأخضر
محطة لتصنيع الهيدروجين الأخضر - الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة سيمنس إنرجي

ولفت المهندس وائل عبدالمعطي، إلى أن الإطار الدولي أو التشريع الدولي حتى الآن لم يُعتمد، ولكنه في إطار الاعتماد من بعض الأسواق التي تستهدفها المنطقة العربية، جرى وضع تشريع أن الطريقة المستعملة لإنتاج الهيدروجين في أي مكان يجب أن تراعي ألا تزيد كمية الانبعاثات فيها على 2.5 كيلوغرامًا تقريبًا لكل كيلوغرام من الهيدروجين.

وتابع: "يمكن إنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي، ولكن هذه العملية ينتج عنها نحو 11 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام هيدروجين، ويمكن أن ننتجه من الفحم، ولكنه ينتج 19 كيلوغرامًا من الكربون لكل كيلوغرام هيدروجين، وكذلك يمكن إنتاجه بتسخين النفط لينتج 11 كيلوغرام كربون لكل كيلوغرام هيدروجين".

وبالطبع، وفق خبير أوابك، إنتاج النوع الأخضر، عن طريق التحليل الكهربائي للمياه، لا ينتج عنه أي كميات من ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم هناك تفاوت في كمية الكربون الناتجة عن إنتاج كل كيلوغرام هيدروجين، وهي كلها أنواع غير مقبولة دوليًا بالنسبة إلى الأسواق التي قررت التحول للهيدروجين، حتى لو بصفة تدريجية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق