غازالتقاريرتقارير الغازتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

كهربة أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا تثير الجدل

هبة مصطفى

تدخل خطط "كهربة" أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا بحرب مباشرة مع الطبيعة في النرويج، إذ تقف عائقًا أمام استفادة حيوان الرنة من فصل الصيف والانطلاق في المراعي.

ومن شأن ذلك أن يثير غضب الرعاة وسكان المنطقة الأصليين، خاصة بعدما ضربت حكومة أوسلو بتحفظاتهم عرض الحائط، وأعلنت في أغسطس/آب 2023 دعمها خطط كهربة المحطة بهدف خفض الانبعاثات.

وبحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة، تُخطط النرويج لمد خط كهرباء من مزرعة رياح إلى محطة الغاز المسال، ورغم أن ظاهر القرار ينحاز إلى البيئة والأهداف المناخية فإن باطنه شكل حربًا على الحياة الطبيعية بسكانها وحيواناتها.

كهربة المحطة

وفق خطط الحكومة، تحصل أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا على إمدادات الكهرباء النظيفة والمتجددة، عبر خط يمتد إلى مسافة 54 كيلومترًا.

وتُشغل التوربينات الـ5 الخاصة بمحطة الغاز المسال هامرفست (Hammerfest) عبر الكهرباء المولدة بالغاز، ومن المقرر أن يزوّد الخط المرتقب المحطة بالكهرباء المتجددة.

ويعزز خط الكهرباء التخلص من ثاني أكسيد الكربون، بما يتوافق مع الخطط الحكومية التي تستهدف بحلول عام 2030 خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 55%.

خطوط الكهرباء المزعجة لحيوانات الرنة
خطوط الكهرباء المزعجة لحيوانات الرنة - الصورة من رويترز

ويأتي هذا في محاولة تغيير الصورة الذهنية عن المحطة التابعة لشركة إكوينور (Equinor)، بعد أن صُنّفت بوصفها ثاني أكبر مصادر الانبعاثات في النرويج، بحجم انبعاثات 2% من انبعاثات البلاد السنوية بما يعادل 850 ألف طن متري، وفق رويترز.

ورغم الانبعاثات الهائلة لأكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا، فإنها ما زالت ضرورية لتزويد 6.5 مليون منزل أوروبي بصادرات الغاز اللازم للاستهلاك.

وتعول شركة إكوينور على خطوة "كهربة" محطة الغاز المسال، أملًا في أن يعزز خفض الانبعاثات من إطالة أمد المحطة وزيادة الإنتاج والصادرات.

مزرعة رياح

ترتبط كهربة أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا بإنشاء مزرعة رياح برية، وتطمح الحكومة إلى تلبية المزرعة طلب المحطة بوجه خاص ومقاطعة فينمارك بوجه عام.

وتسعى النرويج لتعزيز المحطة بالكهرباء النظيفة، نظرًا إلى حجم استهلاكها للكهرباء، والتوقعات بشأنها بصفتها أكبر مستهلك مستقبلي.

وتتضمن رؤية الحكومة النرويجية بناء خط كهرباء يربط بين مزرعة الرياح وأكبر محطة غاز مسال في أوروبا، لنقل إمدادات الكهرباء النظيفة من الشبكة.

ودافعت شركة ستيت نت (Statnett) الحكومية عن المشروع بوصفها مشغلة شبكة المزرعة والمسؤولة عن بناء الخط، مشيرة إلى أن المشروع المستدام يراعي السكان وطبيعة البيئة المحيطة.

وتعهّدت الشركة بالعمل على جعل تأثير خط الكهرباء في حيوانات الرنة "محدودًا"، في حين أبدت شركة إكوينور تفهمها لمخاوف الرعاة المعنيين بحماية حيوان الرنة، خاصة أن تطوير البنية التحتية للكهرباء يسبب قلقًا للحياة الطبيعية في هذه المنطقة.

وأبدت شركة إكوينور اهتمامًا بإجراء حوار مجتمعي مع السكان الأصليين، لمناقشة الأضرار التي قد تلحق بحيوانات الرنة والمراعي المحيطة.

وكان أحد الحلول المطروحة مد خط الكهرباء أسفل أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا "محطة هامرفست"، لتجنب المراعي الصيفية المهمة لحيوان الرنة.

حظيرة لحيوانات الرنة
حظيرة لحيوانات الرنة - الصورة من رويترز

فهم طبيعة المنطقة

للوقوف على معارضة رعاة حيوان الرنة لخط كهرباء أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا، يجب فهم طبيعة المنطقة.

ويحتاج الرعاة للمراعي خلال فصل الصيف، لإطلاق حيوانات الرنة بعدما ظل ما يزيد على 1500 حيوان حبيس حظيرة في ظل انخفاض درجات الحرارة بشدة في الشتاء.

وزاد الموقع المختار لخط الكهرباء من حدة التوتر بين الأطراف، إذ من المقرر مده فوق مراعي المنطقة، وتسبب ذلك في اشتعال غضب الرعاة، متسائلين "هل نضحي بالطبيعة من أجل (مكافحة تغيّر) المناخ؟"، ووصف أحد الرعاة الإقدام على هذه الخطوة بـ"الغباء".

وأكد الرعاة أن البنية التحتية الموجودة حاليًا قلصت -بالفعل- مساحة الأراضي المستعملة بصفتها مراعي لحيوانات الرنة، ما يتطلب عدم التضحية بالمزيد من المراعي المخطط لاستعمالها خلال مدة ارتفاع درجة الحرارة والصيف.

ويعكس الجدل بشأن موقع خط الكهرباء حالة الصراع التي تواجهها الحكومات، ما بين الحفاظ على الطبيعة ودفع النمو المستدام وأهداف خفض الانبعاثات.

وهدد 100 من رعاة حيوان الرنة بالتصعيد القانوني ضد خط الكهرباء المقرر، بدعوى أنه سيهدد الحياة الطبيعية للحيوانات التي تعاني من أصوات خطوط الكهرباء وتصيبهم المرافق بالذعر.

ومن جانب آخر، يشكل الانطلاق في المراعي صيفًا فرصة لتكاثر حيوان الرنة، وتغذية صغار الحيوانات على حشائش المراعي، استعدادًا لمواصلة الحياة في فصل الشتاء والاختباء في الحظائر المخصصة لذلك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق