التقاريرتقارير الهيدروجينسلايدر الرئيسيةهيدروجين

نيوم السعودية يمكنها إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • نيوم تبني أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم اعتمادًا على المصادر المتجددة
  • الهيدروجين منخفض الكربون يدل على تحول نموذجي عميق في طريقة إدراك الطاقة واستعمالها
  • الهيدروجين منخفض الكربون يظهر الآن قوة تحويلية في طليعة جهود مكافحة تغير المناخ
  • الهيدروجين يعالج المخاوف المتعلقة بجودة الهواء في المناطق الحضرية

تؤكد مدينة نيوم السعودية، التي تهدف إلى تطوير الحقول الجديدة ومشروعات البنية التحتية الطموحة، إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع.

وتستفيد مدينة نيوم -الواقعة في شمال غرب المملكة- من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة؛ ما يجعلها ملائمة لمشروعات الطاقة المتجددة بفضل إستراتيجيتها المتوافقة مع أهداف اقتصاد الهيدروجين الأخضر.

وأفاد تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن شركة نيوم للهيدروجين الأخضر وشركاؤها في القطاع يبنون أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم من خلال التحليل الكهربائي الذي يعمل بمصادر الطاقة المتجددة.

من ناحيتها، تؤدي شركة الطاقة المستدامة والمياه والهيدروجين "إينووا" ENOWA التابعة لنيوم دورًا أساسيًا في تشكيل مشهد الطاقة في المنطقة.

دور التقنيات المبتكرة

أدت التقنيات المبتكرة دورًا محوريًا في تحقيق رؤية مدينة نيوم السعودية، ودعمت التحول نحو إنتاج الهيدروجين المستدام، بالاعتماد على تطوير أجهزة التحليل الكهربائي المجدية من حيث التكلفة، حسب تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي (weforum).

ويُعدّ التقدم في تقنيات التحليل الكهربائي لتقسيم المياه باستعمال الكهرباء المتجددة أمرًا بالغ الأهمية.

وتشمل مجالات التطوير المواد عالية الكفاءة والتصنيع منخفض التكلفة والتكامل مع مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

دور نيوم السعودية في تسريع اعتماد الهيدروجين

يُعدّ تطوير مواد جديدة لتخزين كميات كبيرة من الهيدروجين بتكلفة منخفضة ودون فقدان كبير للطاقة أمرًا بالغ الأهمية لتسهيل نقل الهيدروجين على المدى الطويل.

ويمكن لتحويل خطوط الأنابيب الحالية وبناء خطوط جديدة لنقل الهيدروجين، مع استكشاف نواقل بديلة مثل الهيدريدات السائلة العضوية أو الأمونيا، أن يوفر خيارات أكثر مرونة وفعالية من حيث التكلفة.

وفي إطار السعي لتحقيق مستقبل مستدام يعتمد على الهيدروجين، يؤدي التعاون العالمي والاستثمار في الأبحاث دورًا محوريًا في تسريع اعتماد مصدر الطاقة التحويلي هذا، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ولهذا السبب، تنشئ شركة نيوم للطاقة والمياه "إينووا" ENOWA مركزًا لتطوير الابتكار في مجال الهيدروجين ومشروع نيوم السعودية للهيدروجين الأخضر والوقود الاصطناعي ومعهد أبحاث الوقود التطبيقي بمدينة أوكساغون الصناعية في نيوم.

ومن خلال جذب خبراء الطاقة والباحثين، والسماح لهم بالعمل جنبًا إلى جنب مع القطاعات والصناعات المتنامية في نيوم السعودية بصفتها حلقة وصل للبحث والتطوير، فإن الهدف يتركز على دعم الابتكار الشامل لتقنيات الهيدروجين.

الهيدروجين منخفض الكربون

يُعدّ الهيدروجين منخفض الكربون أكثر من مجرد تقدّم تقني؛ فهو يدل على تحوّل نموذجي عميق في طريقة استعمال الطاقة.

وبعد أن طغى الوقود التقليدي على الهيدروجين منخفض الكربون، فإنه يُظهر الآن قوةً تحويلية في طليعة جهود مكافحة تغير المناخ، حسبما نشره المنتدى الاقتصادي العالمي (weforum).

ويمتلك ناقل الطاقة النظيفة متعدد الاستعمالات هذا القدرة على إحداث ثورة في قطاعات متعددة، ودخول حقبة جديدة من الاستدامة والمسؤولية البيئية.

أحد المحللات الكهربائية في مشروع للهيدروجين الأخضر بمقاطعة شينجيانغ الصينية
أحد المحللات الكهربائية في مشروع للهيدروجين الأخضر بمقاطعة شينجيانغ الصينية - الصورة من موقع هيدروجين إنسايت

نقلة نوعية في الطاقة الخضراء

يعدّ الهيدروجين -على عكس الإلكترون، الذي يمكنه نقل طاقة نظيفة عبر كابلات نحاسية صلبة لمسافات طويلة- جزيئًا يمكن دمجه في أشكال متعددة من المادة -الغازية والسائلة والصلبة-، ما يوفر طاقة نظيفة ومتجددة أكثر تنوعًا تلبي الاحتياجات اليومية.

ويعني استعمال الهيدروجين بهذه الطريقة أنه يمكن الوصول إلى أقل محتوى ممكن من الكربون، ولهذا السبب يُطلَق عليه اسم "الأخضر".

في مجال النقل، حيث يسهم الوقود التقليدي بشكل كبير في تلوث الهواء وانبعاثات غازات الدفيئة، يظهر الهيدروجين بصفته عاملَ تغيير لقواعد اللعبة.

في المقابل، تقدّم السيارات العاملة بخلايا وقود الهيدروجين بديلًا محايدًا كربونيًا، إذ ينبعث منها فقط بخار الماء بصفته منتجًا ثانويًا للتفاعل الكهروكيميائي بين الهيدروجين والأكسجين.

ويمكن للهيدروجين معالجة المخاوف المتعلقة بجودة الهواء في المناطق الحضرية، وتقليل البصمة الكربونية الإجمالية لقطاع النقل.

وتوفر القدرة على تشغيل الحافلات والشاحنات والقطاعات البحرية والطيران حلًا ملموسًا وقابلًا للتطوير للتخفيف من الأثر البيئي لأنظمة التنقل العالمية.

وسيؤدي تحسين الكفاءة والقدرة على تحمُّل تكاليف خلايا الوقود لتطبيقات متنوعة في النقل والتدفئة وتوليد الكهرباء، إلى توسيع نطاق إنتاج واستعمال الهيدروجين.

استثمار الهيدروجين تجاريًا

على الصعيد العالمي، كان إنتاج الهيدروجين بعيدًا عن الاستثمار التجاري دون دعم حكومي كبير.

وتوفّر الحكومات، التي تدرك الحاجة إلى التخطيط الإستراتيجي والاستثمار، الحوافز والأطر التنظيمية ودعم البنية التحتية لدفع مشروعات الهيدروجين إلى الأمام.

وفي الوقت نفسه، تضمن مشاركة القطاع الخاص، مدفوعة بالابتكار والاستثمار، تطوير تقنيات الهيدروجين وتوسيع نطاقها ودمجها في أنظمة الطاقة الرئيسة، إذ يبرز تطوير البنية التحتية تحديًا كبيرًا في طريق تكامل الهيدروجين.

ومن أجل تسهيل الاعتماد السلس للهيدروجين بصفته مصدرًا رئيسًا للطاقة، تبرز الحاجة الملحّة لإنشاء شبكة قوية من محطات الإنتاج وحلول التخزين وأنظمة النقل.

بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ التطورات في البنية التحتية لوسائل النقل، بما في ذلك خطوط الأنابيب ومحطات الوقود، عوامل مهمة في ضمان إمكان الوصول إلى الهيدروجين وتوزيعه عبر قطاعات متنوعة.

على صعيد آخر، يمهّد تعدُّد استعمالات الهيدروجين وقدرته على الاندماج بصفته ناقلًا للطاقة في المواد الكيميائية والوقود مثل الأمونيا والميثانول أو حتى وقود الكربون الدائري الاصطناعي مثل البنزين أو الكيروسين، لإتاحة استعمال البنى التحتية الحالية.

بدورها، تقلل هذه القدرة على التكيف من الوقت اللازم للتنفيذ، وتوفر طريقة أرخص بكثير من بناء خطوط كهرباء جديدة بالكامل لنقل الطاقة المتجددة.

الثقة والاستدامة في اقتصاد الهيدروجين

يُعدّ إنشاء أنظمة قوية وشفافة للتصديق على منشأ الهيدروجين وبصمته البيئية أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز ثقة المستهلك وبناء سوق مستدامة.

ومن الضروري التخلّي عن محاولات تصنيف التأثير المفيد للهيدروجين منخفض الكربون من خلال ضغطه في نظام يعتمد على التقنية من مصادر متعددة.

ويُعدّ بناء الفهم العام لإمكانات وتأثير الهيدروجين المنخفض الكربون أمرًا ضروريًا لاعتماده على نطاق واسع وجذب الاستثمار.

وعلى الرغم من أن ابتكار الهيدروجين لا يمثّل نقلة نوعية تتطلب عددًا كبيرًا من خبراء التقنية لابتكار المستقبل، فإنه يُعدّ تقدمًا تقنيًا مباشرًا يمكن مقارنته بما تحقَّق في قطاع الطاقة الشمسية.

ويكمن التحول النموذجي الوحيد فيما يتعلق بالهيدروجين في أن لديه القدرة على إعادة تشكيل طريقة التعامل مع الطاقة واستهلاكها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق