رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

حادث بمزرعة رياح في النرويج يثير احتجاجات محلية

دينا قدري

تسبّب حادث في مزرعة رياح بالنرويج في تأجيج المخاوف من خطر مثل تلك المشروعات، التي تواجه معارضة محلية عنيفة؛ وهو الأمر الذي تطوّر -مؤخرًا- إلى محاكمة عدد من المتظاهرين المحتجين على هذا النوع من مصادر الطاقة المتجددة.

وانفصلت إحدى الدوارات وسقطت من توربينات تابعة لشركة نوردكس الألمانية (Nordex)، في مزرعة الرياح "أويفيلت" ذات القدرة 400 ميغاواط في النرويج.

وفي بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، حاولت نوردكس طمأنة المواطنين، مؤكدة أن هذا الحادث يُعد منفصلًا، ولا يوجد خطر على أي توربينات أخرى في مزرعة الرياح أويفيلت.

وأضافت نوردكس أنها تتوقع عودة التوربين إلى التشغيل الطبيعي خلال خريف عام 2024.

تفاصيل حادث مزرعة الرياح

بشأن تطورات حادث مزرعة رياح بالنرويج، أوضحت الشركة المطورّة أويفيلت ويند (Øyfjellet Wind) أن مشكلة فنية حدثت في التوربين رقم 18 في بداية يونيو/حزيران 2023.

ومنذ ذلك الحين، طُوقت المنطقة المحيطة، في حين أجرى موظفون فنيون من شركة نوردكس تقييمًا للأضرار وعملوا على الإصلاحات التي شملت إزالة صندوق التروس من توربينات الرياح.

وقالت الشركة: "إلى جانب الظروف الخاصة الأخرى المحيطة بالأضرار وأعمال الإصلاح؛ فقد أدّى الحادث إلى ظهور مخاوف غير معتادة من احتمال سقوط الدوار من التوربين".

وتابعت: "في 27 يناير/كانون الثاني 2024، أصبح الدوار مفكوكًا، وسقط من التوربين".

وبحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، أظهر تحليل المخاطر إمكان وقوع الحادث؛ ما دفع إلى "تطويق المنطقة، ولم يكن هناك أي خطر على الصحة أو السلامة".

وأضافت الشركة أنها ستجري تحليلًا للسبب الجذري لكل من الضرر في يونيو/حزيران 2023 وتفكك الدوار في يناير/كانون الثاني 2024، مع شركة نوردكس المشغلة.

يُذكر أنه جرى تركيب التوربين في سبتمبر/أيلول 2022، في المزرعة التي تتكون من 72 توربين رياح من طراز "إن 149/5-إكس" بإجمالي 400 ميغاواط.

تحديثات حول مزرعة الرياح

وفق تحديثات اطّلعت عليها منصة الطاقة، ثبتَ أن أجنحة التوربين مكسورة؛ وستعمل الشركة على التخلص من الحطام وإصلاح الأجزاء التي تعطلت بمجرد أن يسمح الطقس بذلك.

وأوضحت نوردكس أن عملية استبدال أحد مكونات التوربين في يونيو/حزيران 2023، تأجلت "لأسباب تتعلق بالسلامة بسبب الرياح العاتية.. وخلال المدّة التي أعقبت هذا التأجيل، تحرك الدوار خارج موضعه".

وتابعت: "بعد التقييم الذي أجراه خبراء مجموعة نوردكس، تقررت ضرورة تطوير أداة خاصة لإعادة الدوار إلى موضعه؛ لأن هذا كان الحل الوحيد الممكن من المنظور الفني والسلامة".

كما قالت -في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة-: "لسوء الحظ، سقط الدوار على الأرض بسبب الرياح العاتية، قبل تركيب هذه الأداة الخاصة".

وبمجرد الانتهاء من التخلص السليم من الحطام ومواد التشغيل، وإجراء مسح كامل للأجزاء المتبقية، يمكن تركيب دوار بديل، بحسب الشركة.

اتهام محتجين على مزرعة رياح

في سياقٍ آخر، وجّهت محكمة نرويجية اتهامًا لنحو 20 ناشطًا، بعد أن أغلقوا عدة مداخل لمكاتب الحكومة بسبب مزرعة رياح يقولون إنها تعوق حقوق السكان الأصليين من مجتمع سامٍ (سكان المنطقة الشمالية في عدد من دول شمال أوروبا) في تربية حيوان الرنة.

ووُجهت التهم إليهم لأنهم لم يقبلوا الغرامات التي فرضت عليهم بعد أن أخرجتهم الشرطة بالقوة. وسيواجهون المحاكمة في مارس/آذار 2024، بحسب ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن صحيفة فيردينس غانغ (Verdens Gang) المحلية.

وفي قلب النزاع، يوجد 151 توربينًا تابعًا لأكبر مزرعة رياح برية في أوروبا، والتي تقع في منطقة فوسن وسط النرويج، على بعد نحو 450 كيلومترًا شمال العاصمة أوسلو.

ويقول النشطاء إن التحول إلى الطاقة الخضراء لا ينبغي أن يأتي على حساب حقوق السكان الأصليين، وفق ما نقلته منصة "يورو نيوز" (Euronews).

وكان النشطاء قد تظاهروا مرارًا وتكرارًا ضد استمرار تشغيل مزرعة الرياح، منذ أن قضت المحكمة العليا في النرويج في أكتوبر 2021 بأن بناء التوربينات ينتهك حقوق مجتمع "سامٍ"، الذين استعملوا الأرض لرعي الرنة لعدة قرون.

وقال المحامي أولاف هالفورسن رونينغ: "إن معاقبة شباب مجتمع سامٍ ومؤيديهم ستكون بمثابة انتهاك آخر لحقوق الإنسان الخاصة بهم، وهي انتهاك لحرية التعبير والتظاهر".

من جانبه، قال وزير الطاقة النرويجي تيري آسلاند، إن هدم جميع توربينات الرياح في فوسن -كما يطالب المتظاهرون- ليس قيد النظر.

احتجاجات ضد مزرعة رياح بالنرويج
احتجاجات ضد مزرعة رياح بالنرويج - الصورة من وكالة "أسوشيتد برس"

اتفاق تهدئة في النرويج

في ديسمبر/كانون الأول 2023، توصّلت النرويج إلى اتفاق جزئي مع رعاة الرنة من مجتمع "سامٍ" بشأن مصير أكبر مزرعة للرياح في البلاد، والتي تقول المحكمة العليا إنها تنتهك حقوق السكان الأصليين، لكن الجدل لم ينتهِ بعد، حسبما قال بعض الرعاة.

وقضت المحكمة العليا في النرويج في عام 2021 بأن مزارع الرياح "ستورهيا" و"روان" في فوسن بوسط النرويج انتهكت حقوق مجتمع "سامٍ" بموجب الاتفاقيات الدولية؛ ما أثار احتجاجات ضخمة بشأن العملية المطولة لتنفيذ الحكم.

وقالت شركة "فوسن فيند" (Fosen Vind) المشغلة، إن مجموعة من رعاة الرنة اتفقت على صفقة تبلغ قيمتها نحو 7 ملايين كرونة نرويجية (654 ألف دولار) تعويضًا سنويًا عن استمرار عمليات ستورهيا؛ ما يسمح بوجود التوربينات.

وتتضمن الاتفاقية شراء منطقة رعي شتوية إضافية من عام 2026 إلى عام 2027، وحق النقض على أي خطط لتمديد تراخيص تشغيل مزرعة الرياح إلى ما بعد عام 2045، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

ولكن لم يُتَوصل إلى اتفاق بشأن مزرعة رياح "روان" المجاورة التي تضم 71 توربينًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق