مصفاة الدقم العمانية.. أكبر مشروع للصناعات النفطية في الشرق الأوسط (تقرير)

أعلنت سلطنة عمان أنها تستعد لافتتاح مصفاة الدقم للصناعات البتروكيماوية، يوم الأربعاء 7 فبراير/شباط (2024)، التي تعدّ واحدة من أكبر مصافي النفط في الشرق الأوسط، وتنتظرها الأسواق العالمية، لتضيف طاقة جديدة إلى قوة التكرير في منطقة الخليج العربي.

ومن المتوقع أن تسهم المصفاة -التي سيشارك في افتتاحها أمير دولة الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح- في رفع إجمالي الطاقة التكريرية في السلطنة إلى 500 ألف برميل يوميًا، بزيادة 230 ألف برميل يوميًا من الخاميْن العماني والكويتي، بحسب بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع بدء العد التنازلي للتشغيل التجاري لمصفاة الدقم العمانية، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة أبرز المعلومات عن أحد أبرز مشروعات تكرير النفط، التي يُتوقع لها أن تسهم في تحويل منطقة الدقم إلى واحدة من أهم المراكز الصناعية والاقتصادية إقليميًا وعالميًا.

أبرز خصائص مصفاة الدقم

تقع مصفاة الدقم في محافظة الوسطى على مساحة تصل إلى 900 هكتار، ما يعادل أكثر من 2000 فدان، وتبلغ قيمتها الاستثمارية 9 مليارات دولار أميركي، وتُعد أكبر مشروع استثماري بين سلطنة عمان ودولة الكويت.

وهي مشروع مشترك بين مجموعة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية، بحصّة تبلغ 50% لكل منهما، وتُدار من قبل شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية (أوكيو 8)، بحسب الموقع الإلكتروني لشركة أوكيو العمانية.

وقال رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة الدكتور علي بن مسعود السنيدي، إن زيارة السُّلطان هيثم بن سعيد، وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، تعد وسام فخر واعتزاز لجميع العاملين في المنطقة.

وأضاف السنيدي، أن مصفاة الدقم مشروع إستراتيجي رائد في قطاع الصناعات النفطية بين سلطنة عمان والكويت، يرفع القيمة المضافة لقطاع الصناعات التحويلية، ويوفر فرصًا استثمارية جديدة للمصانع المتوسطة والمؤسسات الصغيرة في الدقم.

وأكد أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في إنشاء مصفاة الدقم، وموقعها الإستراتيجي القريب من الأسواق الآسيوية والأفريقية، الذي يعطيها ميزة نسبية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، أن المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم تترجم خطط سلطنة عمان للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق رؤية "عُمان 2040"، كما تعزز اقتصاد المحافظات وتوسع مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني.

وأشار إلى تنوع الاستثمارات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمناطق الأخرى التي تشرف عليها الهيئة، وأكد أن المستثمرين سيستفيدون من البنية الأساسية المتوفرة في المنطقة، مثل ميناء الدقم ومطار الدقم وميناء الصيد البحري متعدد الأغراض ومشروعات الطرق والبنية الأساسية الأخرى.

وكشف عن أن حجم الاستثمارات في المناطق الاقتصادية والحرة والصناعية بلغ نحو 17 مليار ريال عُماني، من بينها 4.2 مليار ريال عُماني في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهو ما يعكس اهتمام الشركات المحلية والعالمية بالاستثمار في سلطنة عمان والجهود المبذولة لاستقطاب الاستثمارات، وفق قوله.

من جانبه، قال نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للاستثمار، رئيس مجلس إدارة مجموعة أوكيو، ملهم بن بشير الجرف، إن المصفاة تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية، وإضفاء قيمة مضافة عالية للنفط الخام، وتأتي في إطار إستراتيجية استثمارات مجموعة أوكيو الرامية إلى تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد العُماني عبر تنويع الاستثمارات.

وذلك بالإضافة إلى تكاملية المصفاة مع عدد من المشروعات الإستراتيجية القريبة منها، ما يؤهلها إلى أن تصبح مركزًا للعديد من الصناعات البتروكيماوية وصناعات الشق السفلي في المنطقة.

وقال الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية والمصافي والصناعات البتروكيماوية في شركة أوكيو، رئيس مجلس إدارة شركة مصفاة الدقم‏ والصناعات البتروكيماوية هلال الخروصي، إن المصفاة أولت القيمة المحلية المضافة كل الاهتمام مواكبةً لخطط الحكومة الهادفة إلى إثراء الأسواق المحلية.

وبحسب الخروصي، بلغ إنفاق مصفاة الدقم على العقود المبرمة مع موردين محليين نحو 2.4 مليار دولار، تمثلت في الإنفاق على الخدمات المحلية بمبلغ 1.7 مليار دولار، وإنفاق نحو 534 مليون دولار على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، و182 مليون دولار لشراء منتجات مصنعة في سلطنة عمان.

تتكامل مع باقي المشروعات

تتكامل مصفاة الدقم مع عدد من الاستثمارات التابعة لمجموعة أوكيو، لا سيما "أوكيو لشبكات الغاز"، والشركة العُمانية للصهاريج، ومرافق وأوكيو للمتاجرة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتوفر شركة "مرافق" الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه ومعالجة مياه الصرف الصحي لمصفاة الدقم والمشروعات الأخرى، ما يعززّ عمليات القطاعات المتنوعة مثل البتروكيماويات والصناعات التحويلية والصناعات الثقيلة، ويسهم في رفع مستوى البنية الأساسية الصناعية.

كما توفر أوكيو لشبكات الغاز خط أنابيب غاز بطول 221 كيلومترًا من فهود إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، لتلبية الاحتياجات الأولية والمستقبلية من إمدادات الغاز لمشروعات المنطقة، بالإضافة الى مشروعات البنية الأساسية التي توافرت لتسهيل عمليات مصفاة الدقم.

مشروع رأس مركز

يُنقل النفط الخام من محطة رأس مركز إلى مصفاة الدقم من خلال خط أنابيب بطول 80 كيلومترًا، إذ تعد مشروعًا حيويًّا يستهدف تخزين جميع أنواع النفط الخام وبكميات كبيرة خارج مضيق هرمز.

ويتيح ذلك للشركات العالمية تخزين نفطها في المحطة لأي مدة، وتبلغ المساحة المخصصة للمحطة 40 كيلومترًا مربعًا، وتتسع لتخزين نحو 200 مليون برميل من النفط.

وتُتيح الخصائص الفنية لمحطة رأس مركز إمكان مزج أنواع مختلفة من النفط الخام، وتحميل السفن وتفريغها في أوقات قياسية، وتوفير التكاليف اللوجستية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتضم منشآت تخزين النفط في المحطة 8 خزانات ضخمة، ومنصات عائمة لاستيراد النفط وتصديره، وخطوط أنابيب تحت البحر لاستقبال وتصدير النفط بطول 7 كيلومترات، ومحطة لضخ النفط إلى الخزانات.

بالإضافة إلى ذلك، تضم المنشآت غرف التحكم والمكاتب الإدارية للشركة والمنشآت الأخرى المتعلقة بتجهيزات الأمن والسلامة.

موضوعات متعلقة..

• مصفاة الدقم في سلطنة عمان منفذ جديد لصادرات الوقود الكويتي (فيديو)
• استثمارات أوكيو العمانية وشركائها في "الدقم" تتجاوز 10 مليارات دولار
• أوكيو العمانية توقع اتفاقية لإنشاء مجمع بتروكيماويات في الدقم (صور)

اقرأ أيضًا..

• توترات البحر الأحمر تضرب سوق النفط.. ومخاوف تحيط بقناة السويس
• أكبر 5 صفقات نفطية في يناير 2024 تشهد صدارة جزائرية
• أين يوجد النفط في الأردن؟.. خريطة بأبرز 11 منطقة واعدة