أخبار الغازرئيسيةغاز

قرار نهائي بشأن كهربة أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا

أسماء السعداوي

بعد أشهر من الشد والجذب، اتخذت النرويج قرارًا فاصلًا بشأن كهربة أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا، الذي من شأنه أن يخفّض الانبعاثات المسببة لغازات الاحتباس الحراري.

ورغم معارضة السكان المحليين، صدّقت الحكومة على خطة لاستعمال إمدادات شبكة الكهرباء بدلًا من الغاز في محطة هامفرست للغاز المسال، بهدف تقليص انبعاثاتها الكربونية، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وتشمل الخطة الجديدة إغلاق محطة توليد الكهرباء بالغاز، التي تُعد الأكبر إطلاقًا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في النرويج، بحلول نهاية العقد الحالي في عام 2030، وستحل محلها إمدادات الشبكة التي تهيمن عليها مصادر الطاقة المتجددة.

يأتي ذلك ضمن مساعي النرويج لكهربة المواقع الصناعية الكبرى، تطبيقًا لاتفاقية باريس للمناخ (2015)، من أجل خفض الانبعاثات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

محطة هامفرست للغاز المسال

مشيدًا بالخطوة، قال رئيس وزراء النرويج جوناس جار ستور خلال مؤتمر صحفي عُقد أمام أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا: "اليوم مهم لتعزيز الصناعة وتوفير فرص عمل في شمال النرويج ومن أجل المناخ".

وتستحوذ شركة إكوينور النرويجية (Equinor) على 36.79% من محطة هامفرست للغاز المسال، في حين تمتلك شركة بيتورو (Petoro) المملوكة للدولة 30%، وتوتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية 18.40%، ونبتون إنرجي (Neptune Energy) 12 %، وفينترسال ديا (Wintershall Dea) الألمانية 2.81%.

وتقول إكوينور، إن كهربة محطة هامفرست للغاز المسال ستحول دون إطلاق نحو 850 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، أو ما يعادل 2% تقريبًا من الانبعاثات السنوية الإجمالية للنرويج.

كما من المقرر استثمار 13.2 مليار كرونة نرويجية (1.30 مليار دولار) لكهربة محطة هامفرست للغاز المسال وتطويرها، لتستمر في الخدمة لنحو 10 سنوات.

مقر شركة إكوينور النرويجية صاحبة النسبة الأكبر في أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا
مقر شركة إكوينور النرويجية - الصورة من وكالة رويترز

معارضة محلية

في المقابل، يعارض السكان المحليون الخطة الحكومية الجديدة بسبب تعارضها مع تطوير الصناعات الخضراء، وتأثيرها في ارتفاع أسعار الكهرباء، فضلًا عن حقوق رعاة غزال الرنة الساميين هناك.

وثمة مخاوف تنتاب السكان المحليين في النرويج، من أن تؤدي كهربة أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا إلى شُح الكهرباء، إذ ستستهلك المحطة معظم الكهرباء المُولدة، وهو ما سيحول دون تأسيس صناعات جديدة، وسيؤثر سلبًا في توفير فرص عمل جديدة.

كما يُساور القلق الرعاة من قومية "سامي"، من بناء أبراج لنقل الكهرباء على المراعي، مشيرين إلى أن تلك الأعمدة والأصوات الصادرة عنها تُخيف الحيوانات، وتفسد التقاليد القديمة.

وطالب البرلمان الحكومة بدراسة طرق بديلة لخفض انبعاثات الكربون مثل احتجاز الكربون الذي تطلقه المحطة وعزله بالتربة لتخزينه بصورة دائمة.

كما ناقش البرلمان في منتصف أبريل/نيسان 2023 مقترحيْن لتأجيل أو وقف خطة كهربة أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وسعيًا لاحتواء مخاوف المصوتين قبل انطلاق الانتخابات المحلية المقررة في شهر سبتمبر/أيلول المقبل 2023، تعهّدت الحكومة -بقيادة تيار يسار الوسط- بدعم تطوير مصادر جديدة للطاقة المتجددة في أقصى شمال البلاد، وإقامة خطوط كهرباء جديدة.

الغاز النرويجي

في سياق متصل، دافعت النرويج عن استثماراتها في قطاع النفط والغاز، بعدما أصبحت أكبر مزودي الغاز من داخل أوروبا، إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية والبرازيل وأنغولا.

ورغم الاتجاه السائد إلى تقليل استهلاك الوقود الأحفوري لصالح الطاقة المتجددة، تصر أوسلو على أن الاستثمارات الإضافية في النفط والغاز في أوروبا "ضرورية" للحفاظ على أمن الطاقة، بحسب تقرير أوردته منصة "أوفشور إنرجي" (offshore-energy)، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الصدد، يتوقع مدير مديرية النفط النرويجية، تورغير ستوردال، مواصلة صناعة النفط دورها الحاسم والمهم حتى عام 2024، رغم أن الإنتاج سيتراجع بصورة تدريجية.

وأطلقت النرويج العديد من المشروعات في صناعة النفط، كما أصدرت قرارات استثمارية بقيمة نحو 300 مليار كرونة نرويجية (29.9 مليار دولار أميركي) خلال العام الماضي (2022).

وتعليقًا على ذلك، يقول ستوردال إن تلك القرارات ستضمن استمرار النرويج بوصفها مصدرًا مستقرًا لإمدادات النفط والغاز في أوروبا، وبذلك تُسهم في أمن الطاقة الأوروبي لسنوات عديدة مقبلة.

وفي حديث موجه إلى الأوروبيين، قال: "إذا أردتم أن نواصل دورنا بوصفنا مصدرًا مهمًا على المدى الطويل، يجب أن نواصل الاستثمار في الجرف القاري الأوروبي، في كل من تطوير الحقول والاستكشافات، والتنقيب عن موارد جديدة".

يُشار إلى أن إنتاج الغاز من الجرف القاري الأوروبي بلغ 50.5 مليار متر مكعب قياسي خلال الأشهر الـ5 الأولى من هذا العام (2023).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق