تقارير الطاقة المتجددةالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

مزارع الرياح في المملكة المتحدة تكبد المستهلكين 126 مليون دولار

هبة مصطفى

باتت مزارع الرياح في المملكة المتحدة مصدرًا إضافيًا لمعاناة المستهلكين مع قيمة الفواتير الباهظة، بدلًا من تخفيف العبء الذي تعانيه شبكة الكهرباء.

ومع نمو توليد الكهرباء من توربينات الرياح خاصة خلال الأيام العاصفة، تضطر الشركات المشغّلة لهذه المزارع إلى التوقف عن العمل تلبية لطلب مشغّل الشبكة.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة، يرجع ذلك إلى ضعف قدرة خطوط النقل على تزويد الشبكة بهذا الكم الهائل من تدفقات الكهرباء خلال أيام نشاط الرياح والعواصف.

وحتى لا يتعرض مطورو مزارع الرياح في المملكة المتحدة إلى خسارة نتيجة توقّف عملهم في أكثر الأيام ثراءً بالإمدادات، تزوّدهم الجهات المعنية بالتعويضات اللازمة عبر تقدير الشركات قيمة الخسارة، والسماح بإضافتها لفواتير المستهلكين.

توقف مكلف

يواجه مشغّلو مزارع الرياح في المملكة المتحدة اتهامًا بالمبالغة في تقدير تعويضاتهم مقابل توقّف إنتاج التوربينات، خلال الأيام العاصفة.

وقدّرت مؤسسة الطاقة المتجددة (REF) في البلاد حجم العبء المضاف على كاهل فواتير المستهلكين جراء هذا التوقف، خلال العام الماضي 2023 وحده، بنحو 100 مليون جنيهًا إسترلينيًا.

(الجنيه الإسترليني = 1.26 دولارًا أميركيًا).

مزرعة رياح دورينيل التابعة لشركة كهرباء فرنسا
مزرعة رياح دورينيل التابعة لشركة كهرباء فرنسا - الصورة من Experience Huntly

وشهدت إسكتلندا ذروة الأزمة، إذ يفوق إنتاج توربينات مزارع الرياح في المملكة المتحدة قدرة خطوط الربط على نقل تدفقات الكهرباء المولدة في الأيام العاصفة إلى الشبكة، وكذلك قدرة الشبكة على توزيع هذه الإمدادات في المدن المختلفة.

ومع تفاقم الطقس العاصف، يضطر مشغّل نظام الشبكة (NGESO) إلى المطالبة بخفض إنتاج مزارع الرياح، وتوقّفها عن العمل في بعض الأحيان، حسب تقرير نشرته صحيفة ذا تيليغراف (The Telegraph).

ويؤدي ذلك إلى تقليص مكاسب المنتجين والمشغّلين، إلى مستوى يعرّضها لخسارة، رغم الدعم المقدّم من الحكومة لمشروعات الطاقة المتجددة.

وتُتيح الحكومة والجهات المعنية لأصحاب المزارع المطالبة بالتعويض مقابل الخسارة التي تكبّدوها، بتقدير المكسب الذي كان متوقعًا حال استمرار التشغيل، وإضافته إلى فواتير المستهلكين.

تحقيق.. وتقدير مبالغ به

قرر منظم الطاقة المستقل (Ofgem) بدء التحقيق مع مالكي مزارع الرياح في المملكة المتحدة، خاصة المتورطين في المبالغة بتقدير حجم خسارتهم حال توقُّف الإنتاج.

ويعكف المنظم على التدقيق في اتهام أصحاب المزارع بتعمّد زيادة تقدير الخسائر، إذ قالت مؤسسة الطاقة المتجددة: إن "المزارع أضافت أعباء على المستهلك لإمدادات كهرباء لم تنتجها".

بدوره، أكد مدير المؤسسة "جون كونستابل" أن الرسوم العالية التي أضافها المنتجون ومشغّلو مزارع الرياح في المملكة المتحدة على فواتير المستهلكين، شكّلت عبئًا إضافيًا عليهم.

واستند مالكو المزارع إلى قانونية فرض مدفوعات نقدية لصالح محطات الكهرباء ومصادر التوليد، لحماية الشبكة الوطنية من مخاطر الأحمال الزائدة إذا تعرضت الأصول لزيادة التوليد.

ووفق تحليل أجرته مؤسسة الطاقة المتجددة، يعدّ سبب تفاقم الأزمة إسناد الهيئات الحكومية تقدير حجم الخسائر مقابل الإنتاج المتوقف إلى مالكي مزارع الرياح في المملكة المتحدة؛ ما أدى إلى عدم اقتصار الظاهرة على مزرعة واحدة.

ودعم أحد محللي المؤسسة هذا الافتراض، إذ أكد "لي موروني" أن الكهرباء التي تحمّل العملاء ثمنها بصورة إضافية على معدل الاستهلاك الفعلي، لم تُوّلد من الأساس نتيجة توقّف مزارع الرياح.

مرافق بمحطة ساوث هامبر بنك
مرافق بمحطة ساوث هامبر بنك - الصورة من Gas To Power Journal

حوادث مماثلة

لم تكن مدفوعات العام الماضي 2023 الكارثة الأولى من نوعها، إذ يجري التحقيق أيضًا في واقعة تقدير مفرط من قبل مزرعة رياح أضاف للمستهلكين -منذ عام 2018 حتى الآن- عبئًا بنحو 51 مليون جنيهًا إسترلينيًا.

وألزم المنظم، خلال شهر مارس/آذار الجاري، مالك مزرعة دورينيل (Dorenel) المملوكة لشركة كهرباء فرنسا (EDF)، بسداد 5.5 مليون جنيهًا إسترلينيًا لرفعها أسعارًا باهظة على المستهلكين مقابل خفض إنتاجها.

واستردّ المنظّم من مورّدي الكهرباء ومالكي مزارع الرياح في المملكة المتحدة ما يقرب من 77 مليون جنيه إسترليني خلال العام الماضي 2023، مقابل المدفوعات الزائدة المفروضة على المستهلكين.

ويأتي هذا ارتفاعًا من المستحقات المستردة خلال العام السابق له 2022، البالغة 27.3 مليون جنيه إسترليني.

ودفعت شركة دراكس (Drax)، في يناير/كانون الثاني مطلع العام الماضي 2023، ما مقداره 6 ملايين جنيه إسترليني مستحقات مستردّة مقابل توقّفها عن الإنتاج.

ودعا المنظم شركة إس إس إي (SSE Generation) -في يونيو/حزيران 2023- إلى دفع 9.8 مليون جنيه إسترليني، بعدما طلبت الشركة مدفوعات إضافية نظير إمدادات كهرباء لم تولّدها.

ويتعين على شركة إي بي إس إتش بي (EP SHB) سداد ما يقرب من 23.6 مليون جنيه إسترليني، بعدما طُولبت بتقليص إنتاج محطة ساوث هامبر بانك (South Humber) العاملة بالغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق