هل تحل الشبكات الذكية أزمة انقطاع الكهرباء في مصر؟

يطرح الخبراء الشبكات الذكية بمثابة حلٍّ عمليٍّ لأزمة انقطاع الكهرباء في مصر، إذ تعمل على تحفيز التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والاستغلال الأمثل لمحطات الكهرباء في البلاد.

وأوضحت الأستاذة المساعدة في كلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ، الدكتورة سامية الحريري، أن البلاد في حاجة إلى خطة زمنية محددة لتحديث الشبكات التقليدية وتحويلها إلى أخرى ذكية أكثر كفاءة وقدرة على استقبال الضخ من محطات الطاقة المتجددة.

وترى الدكتورة سامية الحريري، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن الشبكات الذكية ستجذب المستثمرين إلى التوسع في إنشاء محطات الكهرباء في البلاد؛ لأنها ستسهّل البيع إلى الدولة، وجني الأرباح المطلوبة.

حل مشكلات الشبكات التقليدية

تقول "الحريري" إن تحويل شبكة الكهرباء التقليدية التي تُسمى "شبكة الاتجاه الواحد" (one way grid) إلى الشبكات الذكية أو شبكة الاتجاهين (two ways grid) يتطلب ميزانية سنوية ومدة زمنية تمتد إلى نحو 5 أعوام.

وأضافت أن منظومة القوى power system في الشبكة التقليدية تتكون من 3 مناطق، وهي: التوليد والنقل والتوزيع.

وتابعت أنه جرى تطوير دوائر التحكم في الشبكة الذكية، وأُضيف إليها مجسات كثيرة، التي وُصلت بالإنترنت هي وأجهزة القراءة وغيرها من مكونات الشبكة.

واستطردت قائلة، إن الشبكة الذكية تتّسم بانخفاض معدل الأعطال ومحدودية التكلفة ورفع كفاءة الكهرباء التي تصل إلى المواطن في صورة نقية ونظيفة ودون انقطاعات، وبذلك تمثّل حلًا لجميع مشكلات الشبكة التقليدية.

انقطاع الكهرباء في مصر

أشارت الدكتورة سامية الحريري إلى أن شبكة الكهرباء التقليدية تُعرف "بشبكة الاتجاه الواحد"؛ لأنها تتحرك في طريق واحد من محطة التوليد إلى محطة النقل، وصولًا للمستهلك، أمّا الشبكات الذكية فتُعرف بأنها ذات اتجاهين؛ لأن المستهلك يشارك في هذه المنظومة كونه مُنتجًا للكهرباء.

ولفتت إلى أنه في حالة الشبكة الذكية يمكن للمستهلك تركيب محطة شمسية صغيرة أو توربين رياح وضخ الكهرباء الزائدة عن حاجته إلى الشبكة، موضحة أنه في هذه الحالة يتلقى الكهرباء من الشبكة ويضخ عليها أيضًا.

وأوضحت أن دول أوروبا وشرق آسيا قد تحولت إلى الشبكات الذكية منذ عام 2007؛ ما أدى إلى زيادة الناتج القومي لهذه البلاد بصورة ملحوظة.

وأشارت إلى أن الشبكات الذكية قد مكّنت هذه الدول من رفع كفاءة الكهرباء وتجنّب الانقطاعات بصورة نهائية؛ ما جعل المصانع تعمل بقوة أكبر وحافظ على الأجهزة الكهربائية من الأعطال التي تسببت فيها الشبكات القديمة.

كما حفزت الشبكات الذكية هذه الدول على التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة للأفراد، وبيع فائض الكهرباء إلى الشبكة، مما دفع هذه الدول على شراء الكهرباء من مواطنيها وتصديرها إلى الخارج وزيادة الدخل القومي للبلاد.

الاستثمار في قطاع الكهرباء

أكدت الأستاذة المساعدة في كلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ، في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن التشجيع على الاستثمار في قطاع الكهرباء يعمل على تحسين الدخل القومي للبلاد، إذا أولته الدولة الأهمية المطلوبة.

وأشارت إلى أن تطبيق الشبكات الذكية سيعمل على تشجيع المستثمرين على التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، وبيعها إلى الدولة التي تستطيع بذلك تحقيق فائض من الكهرباء يمكّنها من تصديره إلى الدول الأوروبية أو الدول الأفريقية التي تعاني من فقر الكهرباء مثل السودان وأثيوبيا التي اضطرت لبناء سد النهضة لحل أزمة الطاقة.

وسلّطت الضوء على غنى مصر بمصادر الطاقة المتجددة من الشمس والرياح، موضحة أن الشبكات الذكية كان بإمكانها أن تجنّب البلاد أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي تشهدها -حاليًا-، التي تمتد إلى ساعتين أو 3 ساعات يوميًا في بعض الأحيان.

ولفتت إلى أن الأزمة الحالية تؤكد أن الشبكات المصرية لم تشهد أيّ تحديثات خلال الأعوام الماضية، وحتى التعديلات التي أُجريت عليها كانت على نطاق ضيق للغاية.

وأضافت أن هناك بعض الدول -مثل كندا وفرنسا- لم تشهد انقطاعات كهرباء نهائيًا منذ ما يقرب من 20 عامًا نتيجة لتطبيق هذه التقنية.

خطة زمنية

قالت الدكتورة سامية الحريري، إن تطبيق الشبكات الذكية في مصر يتطلب وضع خطة زمنية تمتد إلى 6 أعوام لتحديث منظومة الكهرباء في البلاد، وتخصيص ميزانية سنوية لكل منطقة على حدة.

وأضافت أن الشبكات الذكية ستسمح بضخ أيّ قدر من الأحمال وبيع فائض الكهرباء إلى الخارج، وتحقيق أرباح ضخمة.

وتابعت أن ما حدث في مصر أن الدولة بنَت محطات كهرباء جديدة، ثم فوجئت بتهالك الشبكة؛ ما أدى إلى توقّف هذه المحطات عن الإنتاج، ودفع الدولة إلى بيعها إلى المستثمرين، رغم أنها أنفقت عليها مليارات الجنيهات.

واستطردت قائلة، إنه كان من الأوْلى إنفاق هذه الأموال على تحديث الشبكات وتحويلها إلى شبكات ذكية.

كما اقترحت تغيير العدادات الحالية الموجودة في المنازل إلى أخرى ذكية لتسهيل بيع الكهرباء من المواطنين المُنتجين للكهرباء إلى الشبكة، موضحة أن هذا العداد سيكون ذا اتجاهين -أيضًا- لتحديد كمية الطاقة التي أخذها العميل، أو ضخّها على الشبكة.

موضوعات متعلقة..

• التحكم في جهد الشبكات الذكية لتحقيق أمن الكهرباء.. دراسة مصرية جديدة
• خطة انقطاع الكهرباء في مصر خلال شهر رمضان (خاص)
• انقطاع الكهرباء في مصر.. خبراء يقدمون حلولًا عملية بتكلفة اقتصادية

اقرأ أيضًا..

• مسؤول: الجزائر لم تستورد قطرة وقود منذ 4 سنوات.. وهذا حجم استهلاك المحروقات (حوار)
• ثاني دولة في أفريقيا تبني مفاعلًا نوويًا.. وهذا موعد التشغيل
• أكوا باور تعلن توقف أعمال أكبر مشروع طاقة شمسية في المغرب قسريًا