ثاني دولة في أفريقيا تبني مفاعلًا نوويًا.. وهذا موعد التشغيل

تشهد الطاقة النووية في أفريقيا حراكًا قويًا من شأنه زيادة عدد الدول التي تبني مفاعلات لتوليد الكهرباء، خاصة مع معاناة القارة السمراء من فقرة الطاقة، وحرمان ما لا يقل عن 600 مليون من مواطنيها من الكهرباء.

وفي هذا الصدد، تلقّت الطاقة النووية في كينيا دفعة كبيرة تؤهلها للإسهام في مزيج الكهرباء بالدولة التي قد تصبح قريبًا ثاني دولة في قارة أفريقيا تمتلك محطات نووية بعد جنوب أفريقيا.

وكشفت كينيا النقاب عن ملامح خطة إستراتيجية خمسية -طالعتها منصة الطاقة المتخصصة- لتعزيز الاستعمال السلمي للطاقة النووية في توليد الكهرباء التي يتزايد الطلب عليها، مع نمو الاقتصاد وزيادة السكان.

وحاليًا، تصل القدرات المركبة لتوليد الكهرباء في كينيا إلى نحو 3073 ميغاواط، تسهم الطاقة الكهرومائية منها بـ839 ميغاواط، والطاقة الحرارية الأرضية بـ940 ميغاواط، والحرارية بـ646 ميغاواط، وطاقة الرياح 436 ميغاواط، والطاقة الشمسية 210 ميغاواط.

وتقترح الخطة تدخلات عملية لبدء بناء أول محطة نووية في كينيا خلال عام 2027، على أن تدخل حيز التشغيل في 2034.

تطوير الطاقة النووية في كينيا

يقول الرئيس التنفيذي لوكالة الكهرباء والطاقة النووية التابعة للدولة، يوستوس وابويابو، إن إستراتيجية الطاقة النووية في كينيا ستضمن الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات والالتزامات الدولية الحاكمة للتطبيقات النووية، والحماية من الإشعاع، ونقل المواد المشعة والنفايات النووية.

وبحسب وابويابو، تتضمن الخطة أيضًا إجراءات لوضع إطار عمل قانوني وخطة تطوير للموارد البشرية، لضمان أن تصبح الطاقة النووية مكونًا رئيسًا في مزيج الكهرباء في كينيا.

بدوره، قال الأمين الأول لوزارة الطاقة والنفط، أليكس واتشيرا، إن الخطة تضع توجيهات لتطوير البنية الأساسية اللازمة لبناء وتشغيل وصيانة وخروج المحطات النووية من الخدمة بسلامة وأمان.

ولفت إلى أن خريطة الطريق ستوجّه وكالة الكهرباء والطاقة النووية على مدار السنوات الـ5 المقبلة، ضمن مساعٍ جارية لتسخير إمكانات الطاقة النووية من أجل صالح المجتمع ونهضة الأمة، بحسب تقرير نشرته منصة "إي إس آي-أفريكا" (esi-africa) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

مفاعل أبحاث نووي

استقبلت نيروبي في ديسمبر/كانون الأول لعام 2023 ويناير/كانون الثاني 2024 فريق المراجعة التابع لوكالة الطاقة الذرية وخبراء دوليين، لمساعدة كينيا في شؤون سلامة المواقع النووية وحماية المرافق من العوامل الخارجية في المراحل المختلفة.

وقال الفريق بعد الزيارة، إن كينيا أحرزت تقدمًا كبيرًا في تطوير البنية الأساسية النووية اللازمة لبرنامج مفاعل الأبحاث الجديد.

وقدّم الفريق توصيات واقتراحات لتعزيز تطوير البنية الأساسية النووية من أجل برنامج مفاعل الأبحاث الجديد.

وقال قائد فريق مهمة المراجعة بالوكالة، أندري سيتنيكوف، إن كينيا أظهرت نهجًا مستدامًا واحترافيًا للغاية في تطوير برنامجها لمفاعل الأبحاث.

وأضاف أن الدولة قامت بعمل جيد في تطوير وتحضير الوثائق والقوانين التنظيمية، وأشركت بنشاط أصحاب المصالح في البرنامج، وطورت الموارد البشرية في كل من المفاعل والجهاز المنظّم للعملية.

وبدأت كينيا نهاية العام المنصرم (2023) رحلة بناء مفاعل أبحاث نووي، إلى جانب أول محطة طاقة نووية في كينيا.

وقالت وكالة الكهرباء والطاقة النووية، إن الخطوة ستغيّر قواعد اللعبة في قطاعات الصخة والطاقة والزراعة والتعليم.

سيُقام المفاعل على مساحة 65 فدانًا في كونزا تكنوبوليس، ومن المتوقع إكماله بحلول عام 2030، وسيوفر النظائر المشعة الطبية المهمة في تشخيص وعلاج أمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية.

الطاقة النووية في أفريقيا

يأتي تطوير أولى مفاعلات الطاقة النووية في كينيا بالتزامن مع خطط مماثلة في شرق أفريقيا جذبت أيضًا أوغندا ورواندا وتنزانيا، أملًا في توليد كهرباء نظيفة دون انبعاثات كربونية، وتوفير إمدادات موثوقة لتلبية احتياجات الشعوب المتزايدة.

لكن تلك المساعي نالت انتقادات عبّر عنها أستاذ الفيزياء بجامعة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، هارتموت فينكلر، الذي يرى أن الطاقة النووية محفوفة بالمخاطر، داعيًا إلى استغلال إمكانات مصادر الطاقة المتجددة.

ولفت إلى أكبر المشكلات في هذا الصدد، وهي التمويل، لأن تكلفة بناء محطة طاقة نووية بقدرة ألف ميغاواط تبلغ 5 مليارات دولار، ما سيؤدي للاعتماد على القروض ذات الفائدة الضخمة، بحسب مقال نشرته مجلة "ذا كونفرسيشن" (The conversation) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ثاني العقبات بحسب فينكلر- هي خطر الاعتماد السياسي والاقتصادي على الدولة الممولة لمحطات الطاقة النووية، وخاصة روسيا التي عرضت تمويلات بأسعار فائدة منخفضة والسداد بعد سنوات عديدة من انطلاق التشغيل.

وعلى نحو خاص، يحمل ذلك الاعتماد القوي طويل الأمد خطرًا، إذ أنه يتعلق بتلبية أحد أكثر احتياجات الشعوب إلحاحًا في حين يغلّف الغموض الوضع في روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا.

كما أن تكاليف إنشاء وصيانة المفاعلات النووية ثم وقف تشغيلها هو أحد أكثر أشكال توليد الكهرباء تكلفة، بالإضافة إلى تجاوز المواعيد المقررة للدخول في الخدمة.

موضوعات متعلقة..

• الطاقة النووية طوق نجاة الغرب من هيمنة روسيا.. ما دور بيل غيتس؟
• الإمارات تتعاون مع جنرال أتوميكس لاستكشاف أفضل تقنيات الطاقة النووية
• الطاقة النووية في المغرب تقترب من إنجاز مهم

اقرأ أيضًا..

• أكوا باور تعلن توقف أعمال أكبر مشروع طاقة شمسية في المغرب قسريًا
• مسؤول: الجزائر لم تستورد قطرة وقود منذ 4 سنوات.. وهذا حجم استهلاك المحروقات (حوار)
• أداء أرامكو السعودية يؤسس لاقتصادات انتقال الطاقة ويدعم رؤية 2030
• احتياطي النفط الإستراتيجي الهندي.. أدنوك معفاة من قيود التصدير